حوار| مخترع «الهراس أمير»: أخطط لتوفير 600 مليون جنيه لمصر سنويًا

تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لدكتور عبد الحليم عمر
تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لدكتور عبد الحليم عمر

مشواري العلمي بدأ في سن الثالثة.. ومش كل مصري بره "ضامن النجاح"

أثبت وجودي باختراع "الهراس".. وهذه تفاصيل أيام الشقاء والعمل

بهذه الطريقة يستفيد المصريون من اختراعي.. والحكومة الكندية جربته على نفسها


أحد الطيور المهاجرة بالخارج وعلى الرغم من مرور عشرات السنين عليه بكندا، لم يغفل وطنه فعاد مرة أخرى لمصر ومعه هدية "الهراس أمير" الذي بسببه تستطيع مصر توفير ملايين الجنيهات في إعادة هيكلة الطريق.

«بوابة أخبار اليوم» حاورت الدكتور عبد الحليم عمر أستاذ هندسة النقل بجامعة كارلتون، ليحدثنا عن مشروعه.

في البداية نريد أن نعرف المزيد عن مشوارك العلمي وكيف بدأت فيه؟

مشواري العلمي بدأ عندما كنت 3 سنوات وأدخلني والدي مدرسة خاصة وكانت تعلم اللغة الإنجليزية، وظللت أصغر طالب بكل سنوات الدراسة حتى أنهيت مرحلة الثانوية العامة. 

وبسبب صغر سني حرمتني القوانين من الاستمرار في الدراسة وبسببها خسرت عاما بأكلمه رغم أنني كنت متفوقا بالمدرسة، وكانت هذه بداية شعوري رغم صغر سني بظلم القوانين التي تعرقل تفوق الطالب والغريب أنهم أرغموني على إعادة الابتدائية ومنعوني من دخول الامتحان.

وبعد ذلك تخرجت من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية بتقدير امتياز، وكان ترتيبي الثاني علي دفعة 1973 وتم تعييني معيدا لمادتي السكة الحديد والمساحة بقسم هندسة مواصلات بالكلية، وأتممت الكورسات الخاصة بالماجستير وجزء كبير من رسالة البحث والتي كان موضوعها سنة 1974 رفع سرعة قطارات مصر لـ120 كيلومترا ي الساعة.

وفي سنة 1977 كان موعدي مع رحلة جديدة إلى كندا للحصول على الماجستير والدكتوراه في هندسة المواصلات، ومرة أخرى واجهت ظلمًا إداريا غريبا فرغم حصولي على جوائز علمية عديدة في جامعتي تورنتو ووترلو وإنهاء درجتي الماجستير والدكتوراه في 6 سنوات إلا انني تم فصلي بعد مرور عام واحد من سفري ورغم إلغاء الفصل إلا أن القرار ظل يتم تجديده حتي تم فصلي بطريقة تنم عن تعسف وظلم غريب.


الكثير يردد مقولة "المصري ينجح خارج البلاد" ما رأيك في تلك العبارة؟


هذه العبارة خادعة لأنها لا تأخذ في حساباتها "من هذا المصري"، ليس كل مصري يسافر للخارج يضمن النجاح، ولكي يكون حديثي دقيقا فسوف أتحدث عن المصريين الذين خرجوا بحثا عن العلم في شمال أمريكا والذين بسببهم أصبحت هذه العبارة وصفا لكل مصري يخرج من مصر ومعظم من سافروا لكندا والولايات المتحدة في الستينات والسبعينات لم يسافروا من أجل الهجرة بل من أجل إتمام دراساتهم الأكاديمية ومعظمهم أوائل جامعاتهم ومعاهدهم في مصر.

هذا سر نجاحهم فهم من خيرة شباب مصر وأكثرهم تفوقا ونالوا وقتها أحسن تعليم في مصر وكانت وطنيتهم واصرارهم على النجاح أهم أسباب نجاحهم وهذا ما يجب أن نشير إليه ويجب أن نحدد ماذا نعني "بالنجاح"؟

ما هي آخر تطورات اختراع الهراس أمير؟


الهراس أمير أو "تراك" وهذا اسمه التجاري يتم استخدامه على مشروع يتكلف مليار دولار ومن المتوقع تعميمه العام القادم، حيث تم التغلب على كل المشكلات الميكانيكية والتي تعاملنا معها باتباع أحدث الوسائل العلمية وأسلوب البحث العلمي والذي يجمع فريق عمل متعدد التخصصات ليقوم بتغطية التطوير عن طريق المكتب "النظريات" والمعمل "التجريب" والطريق "التطبيق"، ويشمل الفريق الجامعة ووزارة الصناعة وهذا ضمان نجاح العمل.

إلى أي مدى تستفيد  مصر من الهراس أمير؟

مصر تستطيع أن تستفيد بأكثر من طريقة أولا كمستعمل للهراس في إنشاء الطرق والمطارات المصرية والتي ينشأ عن استخدام أمير وتوفير أموال كثيرة سواء في الإنشاء أو الصيانة مع تحسن حالة الطرق وقيادة السيارات على طرق ممهدة وقوية.

كذلك استخدام الحكومة الكندية لأمير على الكباري في كندا أثبت تفوق "الهراس" في حماية تسليح الكباري من الصدأ والانهيارات غير المتوقعة.

وأكمل: "يكفي أن تعرف أن مقاطعة مثل أونتاريو وهي تقريبا مماثلة لمساحة مصر يتوقع رجال الوزارة توفير 50 مليون دولار سنويا أي حوالي 600 مليون جنيه سنويا من استعمال أمير علي الطرق في المقاطعة ومن المخططات التي أحاول أن أقنع الشركة في كندا بها، هي منح مصر حق إنتاج الهراس مما يخلق فرص عمل للشباب ويتيح لمصر المنافسة في صناعة المعدات الثقيلة".

أشرح لي ما هي فكرة الهراس أمير؟


الهراس  أمير قادر على رصف الطرق دون تشققات بخلاف الطرق التقليدية، وتصلح الآلة الجديدة للطرق السريعة ومدارج المطارات، ويعد ثورة غير مسبوقة في الآلات المماثلة.
 

ما رأيك في شبكة الطرق التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي؟


لا تنسى أنني عملت مستشارا لوزير النقل الدكتور إبراهيم الدمير منذ 1999 حتى 2003 ثم سنة 2013 حتى 2015 وكان لي شرف المساهمة في مساعدة الوزير في ترجمة فكره وإعداد خطط تطوير النقل بمصر وليس فقط الطرق بل كل ما يتحرك على الأرض والجو والبحر.

من وجهك نظرك كيف نستطيع تطوير شبكة السكك الحديد في مصر؟


هذا أخطر تحدي تواجهه ليس مصر فقط بل معظم الدول النامية العالم ستعاني قريبا من إنفجار سكاني رهيب خاصة في الدول الفقيرة والنامية، وفي نفس الوقت نقص في الطاقة مما سيكون له أثار سلبية علي هذه الدول واقتصادها، والحل الأمثل هو الاهتمام بالنقل العام وخاصة كل ما يسير على قضبان سواء سكة حديد أو مترو لذلك أتمنى الاهتمام بالتوسع السريع في شبكات السكة الحديد فهي الوسيلة الوحيدة التي تقلل من معاناة الجماهير وتقلل من الإسراف في استخدام الطاقة.

هل تتواصل وزارة النقل معك من أجل الاستفادة من رؤيتك؟


منذ ترك الوزارة سنة 2015 لم يتم أي تواصل مع الوزارة.

إلى أي مدى توجهت القيادة السياسية في الاهتمام بالعلماء المصريين بالخارج من وجهة نظرك؟
 

أعتقد ان هناك اهتمام وتوجهات بالاستفادة بأبناء مصر وخبراتهم التي اكتسبوها من عملهم بالخارج والحقيقة السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة تقود حملة رائعة في الاهتمام بالتواصل مع أبناء مصر بالخارج.

لكن أشعر أن هناك إحساس بالتراجع من الطرفين الجهات الرسمية والمصريين في الخارج عن الاستمرار وهناك أسباب عديدة لهذا التراجع، ألخص بعضها في غياب خطة عمل قومية توضح الاحتياجات سواء على مستوى الوزارات أو المشروعات، وتغيير الحكومة ومعها تغيير الوزير فانقطعت الاتصالات، وغياب بلورة ما تم الاتفاق عليه في المؤتمرات السابقة من توصيات على الورق إلى مشروعات على أرض الواقع.