مصر وروسيا.. تعاون عسكري يرفع شعار «تنويع السلاح»

الرئيسان السيسي وبوتين
الرئيسان السيسي وبوتين

تتمتع مصر وروسيا بعلاقات قوية للغاية، خاصةً في المجال العسكري، حيث بدأ التعاون بين القاهرة وموسكو فعليا منذ الخمسينيات، فيما يعرف بصفقة الأسلحة التشيكية عام 1955، حيث كانت روسيا حينها المورّد الأول للأسلحة والتقنيات العسكرية لمصر، وظلت هذه العلاقة مستمرة وثابتة حتى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 .

 

واستمرت علاقات التعاون العسكري بعد رحيل الزعيم عبد الناصر، في عهد الرئيس السادات، وعلى الرغم من أن الجيش المصري حقق نصر أكتوبر 1973 بأسلحة روسية، فقد تضاءل النفوذ الروسي في مصر لصالح النفوذ الأمريكي بعد اغتيال السادات عام 1981، وفي فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك شهدت العلاقة تحسنا تدريجيا.

 

بعد ثورة 30 يونيو، زادت وتيرة الزيارات العسكرية بين مصر وروسيا، حيث جرت عدة زيارات لمسؤولين عسكريين روس إلى القاهرة، لإعداد الترتيبات لبدء مباحثات عسكرية موسعة بين مصر وروسيا، وعقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر حرص على رفع قدرات الجيش المصري، القتالية والتدريبية، وتزويد القوات المسلحة بنوعيات جديدة من الأسلحة .

 

وكان ضمن الدول التي حرص الرئيس السيسي على التعاون العسكري معها روسيا، وعند إجراء الرئيس أول زيارة لروسيا تم استقباله بحفاوة كبيرة، كاستقبال «عبد الناصر» أثناء زيارته في الاتحاد السوفييتي آنذاك، وقام الرئيس السيسي عقب وصوله مباشرة لموسكو، بتفقد عدد من القطع الحربية في الميناء و المنظومات الروسية التي أحضرت أثناء زيارته لكي يراها.

 

وبدأت العلاقات العسكرية في التنامي بشكل كبير بين مصر وروسيا منذ بداية عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شهدت العلاقات تعاونًا في مجالي التسليح والتدريب، وارتكز التعاون في مجال التسليح على تطوير القوات الجوية ومنظومة الدفاع الجوي .


تطوير القوات الجوية

 

في مجال تطوير القوات الجوية، ارتكز التطوير على تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة ومتطورة، ومن مصادر متعددة وفق إستراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح، وشملت الصفقات التي عقدت مع روسيا مختلف أنواع التسليح والذخائر والاحتياجات الفنية الخاصة بالطائرات، وفى هذا المجال تعاقدت مصر على عدد كبير من الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز ميج 29.

 

كما تم التعاقد علي عدد كبير من الطائرات الهيل الهجومية من طراز كاموف 52، ، بالإضافة إلى تدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات. 


تطوير الدفاع الجوي

 

وفي مجال تطوير وتحديث منظومة الدفاع الجوى، فقد ارتكز التعاون مع روسيا على تحديث منظومة الدفاع الجوي قصيرة المدى إلى منظومة (تور إم 2)، منظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى إلى منظومة (بوك إم 2) .

 

بالإضافة إلى إدخال منظومة الدفاع الجوى بعيدة المدى ولأول مرة ضمن قوات الدفاع الجوى المصري، حيث أعلن في 26 من أغسطس ٢٠١٥ عن استلام مصر لمنظومة "300-S" الروسية والمعروفة أيضا باسم "أنتاى 2500"، وهذه المنظومة تعد الأقوى على الإطلاق في التصدي للطائرات بجميع أنواعها والصواريخ البالستية والجوالة، مما شكل إضافة نوعية قوية لقوات الدفاع الجوى بشكل غير مسبوق.


هدية روسيا للقوات البحرية المصرية

 

في عام 2016 أهدت روسيا للقوات البحرية المصرية، قطعة بحرية من طراز «مولنيا b32 »، والتي شاركت في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة .

 

وتعد من أحدث القطع البحرية الروسية، والتي تمثل إضافة قوية للبحرية المصرية لما تتمتع به من إمكانيات قتالية عالية لوجود منصة صواريخ سريعة وبعيدة المدى "بحر - بحر"، بالإضافة للتكنولوجيا المتطورة في وسائل الاتصال الحربي، والأنظمة الدفاعية الحديثة.

 

التدريبات المشتركة


فتحت مصر مع الجانب الروسي آفاقا جديدة للتعاون العسكري في مجال التدريبات المشتركة، حيث وقع الجانبان بروتوكولات تعاون في التدريبات من خلال إرسال بعثات من عناصر القوات المسلحة والفنيين للتدريب على أحدث التكنولوجيا في مجال التصنيع. 

 

وتم توقيع بروتوكول تعاون في التدريبات والمناورات لرفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة مما ساهم في حماية الأمن القومي المصري، أهمها على الإطلاق مناورات «حماة الصداقة».

 

وقد اشتمل التدريب على العديد من الأنشطة والفعاليات من بينها تنفيذ أعمال الإسقاط للأفراد والمعدات والمركبات المدرعة، كذلك التدريب علي أعمال قتال القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب وفقا لأرقى النظم التدريبية الحديثة.

 

ويتزامن مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي حاليا لروسيا، وصول عناصر من قوات الإنزال الجوى الروسية إلى مصر، حيث تجرى عناصر من وحدات المظلات المصرية والروسية فعاليات التدريب المشترك (حماة الصداقة -3) والذي تستضيفه مصر حاليًا حتى26 أكتوبر الجاري بمنطقة التدريبات الخاصة بقيادة وحدات المظلات.

 

يشتمل التدريب المشترك على العديد من الأنشطة والفعاليات والتي تتضمن تبادل الخبرات التدريبية لمهام الوحدات الخاصة، وتنفيذ العديد من أشكال الرمايات الغير نمطية، والتدريب على أعمال قتال القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب وفقًا لأرقى النظم التدريبية الحديثة، كذلك تنفيذ أعمال الإسقاط للأفراد والمعدات والمركبات لعناصر مشتركة من الجانبين.