محارب قديم يرسم صورة قاتمة للجيش الإسرائيلي الآن

إحدى الدبابات الإسرائيلية المحطمة في حرب أكتوبر
إحدى الدبابات الإسرائيلية المحطمة في حرب أكتوبر

تقدم مراقب المظالم والشكاوى فى الجيش الإسرائيلى الميچور چنرال (إسحاق) بريك بتقرير خطير أحيطت محتوياته بسرية تامة، إلى وزير الدفاع أڤيجدور ليبرمان ورئيس الأركان جادى آيزنكوت وأعضاء هيئة الأركان فضلا عن أعضاء لجنة الشئون الخارجية والدفاع فى الكنيست. 

 

التقرير زلزل الطبقة العسكرية فى إسرائيل، بعد أن انتقد بريك بشدة استعداد الجيش الإسرائيلى للحرب مما أثار الدنيا عليه لاسيما كبار قادة جيش الاحتلال الذين رفضوا معظم ملاحظاته خاصة ان موقفه يتناقض تماما مع تقرير أصدره رئيس أركان الجيش الإسرائيلى جادى آيزنكوت فى بداية شهر سبتمبر، ذكر فيه أن الجيش على مستوى عال من الاستعداد للحرب.

 

التقرير متأثر بتجربة صاحبه الذى شارك فى حرب «يوم الغفران» ففى المؤتمر الصحفى الذى قدم أمامه تقريره السنوى خصص بريك وقتا طويلا من حديثه لاستدعاء ذكرياته عن حرب اكتوبر 1973، ذلك الحدث الذى شكّل حياته حين خدم كقائد دبابة فى كتيبة احتياط. حيث كان أحد سبعة فقط من الناجين من أفراد كتيبته الذين تمكنوا من التعافى فى آخر الحرب من أصل 200 فرد، وذلك على الرغم من تعرضه شخصياً للإصابة مرتين وتبديله سبع دبابات مما أهله للحصول على ميدالية الشجاعة فى نهاية الأمر.

 

دفاعاً عن نفسه قال بريك ان ذكريات الحرب واجترار مرارتها هى التى تدفعه اليوم إلى الحرص على سلامة وجاهزية الجيش الإسرائيلى للقتال والإفصاح عن مواطن الخلل لعدم تكرار الأخطاء التى أدت إلى مأساة حرب يوم الغفران، وأن واجبه يحتم عليه تحديد المشكلات واقتراح حلول لها.

 

من بين ملاحظات بريك التى تسربت عن تقريره السرى حثه الجيش على إعادة تخزين مخازن الطوارئ التابعة له، وتحسين ظروف الخدمات المقدمة للجنود المتواجدين عند نقاط المراقبة ولطواقم أنظمة القبة الحديدية المضادة للصواريخ.

 

على الجانب الآخر أكد منتقدوه ومعظمهم من قيادات الجيش ان آراءه تقادمت بفعل الزمن ومتأثرة بتجربته فى الحرب إلى حد المبالغة وانه يقدر الأمور بمعايير لم تعد مناسبة. 

 

وانه حين يجادل فى عدد الدبابات التى يحتاجها الجيش او يشكو من الضرر الناتج عن تخفيض الخدمة الإلزامية (وهى الخطوة التى قررها جيش الاحتلال)، أو يشعر بالصدمة إزاء عدم ضرورة قيام جنود الاحتياط بتنظيف بنادقهم بعد التدريب فقد يتهمه المرء خطأ بالتقوقع وبالعيش خارج اطار الزمن. 

 

لكن بريك أصرعلى موقفه وعلى تحدى القيادات العسكرية ودفعه الأمر إلى الدعوة لتعيين لجنة تحقيق خارجية يرأسها قاضٍ متقاعد من المحكمة العليا لفحص حالة استعداد الجيش الإسرائيلي.