مصر وروسيا.. 70 عاما من التعاون المثمر فى الطاقة والسياحة والنقل

الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

الخطوة الأولى للتعاون المصرى الروسى كانت فى أغسطس عام 1948 بتوقيع أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصرى بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، بعدها شهدت العلاقة تطورات متلاحقة، أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتى لمصر المساعدة فى تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي، ليصل التعاون المصرى ـ الروسى إلى ذروته.

 

وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها فى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر فى إنشاء المؤسسات الإنتاجية، بجانب السد العالي، ومنها مصنع الحديد والصلب فى حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى ومد الخطوط الكهربائية أسوان - الإسكندرية. وخلال فترة التسعينيات، تقلصت نسب التبادل التجارى بين البلدين لكنه فى أعقاب تلك الفترة بدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين فى اطراد مستمر، لاسيما خلال السنوات الأخيرة.

التبادل التجارى

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا حاليا تطورا ملحوظا منذ زيارة الرئيس السيسى لروسيا عام 2015، حيث تم تذليل الكثير من العقبات التى كانت تعترض انسياب حركة التجارة بين البلدين.

 

- فى 25/9/2018 شهد د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية مراسم توقيع عقد توريد وتصنيع 1300 عربة سكة حديد جديدة للركاب فى صفقة هى الأضخم فى تاريخ السكك الحديدية، وذلك بين هيئة سكك حديد مصر والتحالف الروسى المجرى الممثل فى شركة ترانسماش هولدينج.

 

- فى 2/8/2018 تعاقدت وزارة التموين والتجارة الداخلية من خلال مناقصة عالمية على شراء 180 ألف طن قمح روسي، يتم شحنها خلال الفترة من (11 إلى 20) سبتمبر 2018.

 

- فى 21/7/2018 قال المكتب التجارى الروسى إن التبادل التجارى بين مصر وروسيا فى أول خمسة أشهر من عام 2018 بلغ 2.775 مليار دولار بارتفاع قدره نحو 31.5 فى المائة بالمقارنة عن نفس الفترة من عام 2017.

 

- بلغت قيمة الصادرات الروسية لمصر 2.418 مليار دولار فى أول خمسة أشهر من هذا العام بزيادة تقدر بحوالى 32.3 فى المائة عن الفترة المماثلة من العام الماضى، فى حين - وصلت قيمة الصادرات المصرية لروسيا 356 مليون دولار بزيادة تقدر بنحو 26.5 %.

 

- تشمل الصادرات الروسية لمصر الحبوب بقيمة 804.7 مليون دولار (تمثل 33% من جملة الصادرات) والوقود المعدنى بقيمة 399.3 مليون دولار (16.5 %) والمعادن بـ 280.5 مليون دولار (11.6 فى المائة) والنحاس بقيمة 169.1 مليون دولار (7%) والطائرات بقيمة 167.8 مليون دولار (6.9%).

 

- الصادرات المصرية لروسيا تضمنت الفاكهة بقيمة 164.5 مليون دولار (تمثل 46.2% من جملة الصادرات) والخضراوات بـ144 مليون دولار (40.4%) والملابس وملحقاتها بقيمة 14 مليون دولار (4%).

 

- تعمل 416 شركة روسية فى مصر برأسمال تجاوز 60 مليون دولار، ومن أهم تلك الشركات «تيز تور» للسياحة بحجم استثمارات 9.9 مليون دولار، وشركة «رد سى بيرل» للاستثمار السياحى بحجم استثمارات 4.2 مليون دولار.

 

كما تضمنت قائمة أهم الشركات الروسية المستثمرة فى مصر كلا من شركة «أوول رد سي» للاستثمار والتنمية السياحية بحجم استثمارات 8ر3 مليون دولار، وشركة «جلوسا ديفينج كروز» بحجم استثمارات 9ر2 مليون دولار، وشركة كايرو ستار لسهل حشيش للاستثمار العقارى والسياحى بحجم استثمارات 4ر2 مليون دولار، وشركة «رد سى ريزورت» للسياحة بقيمة 3ر2 مليون دولار وشركة «سيما» لتصنيع المواد الخرسانية وإنشاء الطرق بحجم استثمار بلغ 4ر1 مليون دولار.

 

- فى 18/6/2018 قام المستشار محمد عبد الوهاب، نائب الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بزيارة لروسيا، افتتح عبد الوهاب نيابة عن وزيرة الاستثمار د. سحر نصر الجناح المخصص لمصر فى منطقة التشجيع «FAN ZONE» بمدينة سان بطرسبرج بروسيا والتى تم من خلالها الترويج وعرض خريطة مصر الاستثمارية على كافة الحضور والمشجعين من مختلف دول العالم. وذلك ضمن حملة «مصر - اكتشف واستثمر» التى وقعت مع الاتحاد الدولى لكرة القدم، لتصبح راعيا إقليميًا أفريقيًا رسميًا لكأس العالم «فيفا 2018» االتى اقيمت فى روسيا، بهدف الترويج لمصر كوجهة للاستثمار العالمي، ولجذب المزيد من السائحين من كل أرجاء العالم.

 

الطاقة

يشهد التعاون بين مصر وروسيا فى مجال الطاقة تقدما ملحوظا، يبدو واضحاً فى ميادين استخراج وإنتاج النفط والغاز الطبيعي، وتتابع شركة «لوكويل» النفطية الروسية بنجاح نشاطها فى مصر، وقد وقعت شركة «نوفاتيك» فى عام 2007 اتفاقية حول إنشاء مؤسسات مشتركة مع شركة «ثروة» لاستخراج وإنتاج الغاز، كما تعمل شركة النفط والغاز الروسية العملاقة «گازپروم» بنشاط فى مصر.

 

وقد أنجز الخبراء المصريون والروس العمل الخاص بإعداد اتفاقية ثنائية حول الاستخدام السلمى للطاقة النووية. ويرى العديد من الخبراء أن اختيار روسيا كشريك لتحقيق البرنامج الذرى المصرى أفضل من التعاون مع الولايات المتحدة فى هذا المجال.

 

- فى 19 نوفمبر 2015، وقعت الحكومتان المصرية والروسية اتفاقية تعاون تقضى بإنشاء موسكو أول محطة نووية تضم أربعة مفاعلات لإنتاج الطاقة الكهربائية فى منطقة الضبعة، بفضل قرض روسى كذلك. ومثل الجانب المصرى هيئة المحطات النووية، وعن الجانب الروسى شركة روز أتوم الروسية العاملة فى مجال بناء المحطات النووية.

 

وتشمل الاتفاقية النواحى الفنية المتعلقة بأحدث التكنولوجيات التى تشمل أعلى معايير الأمان النووي، كما يتضمن العرض الروسي، أفضل الأسعار التمويلية الخاصة بأفضل تمويل وفترة سماح أو فائدة، ولا تضع الاتفاقية شروطا سياسية على مصر وبمقتضاها توفر روسيا حوالى 80% من المكون الأجنبي، وتوفّر مصر حوالى 20%، على أن تقوم مصر بسداد قيمة المحطة النووية بعد الانتهاء من إنشائها وتشغيلها. ومن المخطط اكتمال المشروع فى غضون 12 سنة.

 

وتضم المحطة النووية، وفقًا للاتفاقية، فى المرحلة الأولى 4 وحدات قدرة كل منها حوالى 1200 ميجاوات، بتكلفة حوالى 10 مليارات دولار، كما تم توقيع اتفاقية أخرى تحصل بموجبها مصر على قرض روسى لتمويل إنشاء هذه المحطة.

 

ووقع البلدان اتفاقية ثالثة بين هيئة الرقابة النووية والإشعاعية فى مصر والجهاز الفدرالى للرقابة البيئية والتكنولوجية والنووية فى روسيا.

 

فى 11/12/2017 شهد الرئيسان عبد الفتاح السيسى وفلاديمير بوتين رئيس روسيا التوقيع على وثيقة يتم بموجبها إعطاء إشارة البدء فى مشروع الضبعة النووي.

 

السياحة

تعد مصر ثانى أكبر مقصد للسياحة الروسية فى العالم، وتشير التقديرات إلى زيارة 2.4 مليون سائح روسى إلى مصر فى عام 2013، وذلك من إجمالى 9.5 مليون سائح إلى البلاد فى ذلك العام، وهو ما يعنى أن الروس قد شكلوا أكثر من ربع عدد السائحين إلى مصر.

 

تأثرت السياحة المصرية كثيرًا بعد سقوط الطائرة الروسية، عندما فجر إرهابيين طائرة روسية فى شمال سيناء، فى شهر أكتوبر 2015، أسفر عن مقتل 224 شخصًا كانوا على متن الطائرة، وبذلك خسرت مصر 40% من إجمالى السياحة الوافدة إليها، وبحسب بيانات وزارة السياحة، حققت السياحة الروسية 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر، من أصل 7.4 مليار دولار حققها قطاع السياحة عام 2015 بنسبة 33.8% من اجمالى إيرادات السياحة، لذلك تعكف وزارة السياحة المصرية الآن على استعادة المستوى العالى للمنظومة الأمنية بالقطاع السياحى بمدينتى شرم الشيخ والغردقة منذ حظر روسيا سفر مواطنيها وذلك للعمل على عودتها إلى مصر.

 

وأكدت البيانات الصادرة من وزارة السياحة، أن إيرادات السياحة فى مصر بلغت 500 مليون دولار فقط فى الربع الأول من 2016 حيث شهدت انخفاضا قدره 66% مقارنة بالعام الماضي، وإن سبب تراجع إيرادات السياحة للنصف تقريبًا هو انسحاب روسيا من سوق السياحة، والتى تمثل أكثر من 40% من حجم السياحة الوافدة إلى مصر، فمشكلة السياحة المصرية كبيرة جدًّا بالنسبة للسوق الروسي؛ ولذلك تبذل الحكومة جهودا كبيرًا لبحث شروط روسيا لعودة وانتعاش السياحة مرة أخرى.

 

- فى 18/6/2018 قامت د. رانيا المشاط وزيرة السياحة بزيارة لروسيا لدعم منتخب الفراعنة فى بطولة كأس العالم. وقالت المشاط إن حملة وزارة السياحة «اكتشف مصر» موجودة داخل الملاعب خلال الـ٦٤ مباراة من مباريات البطولة للترويج لمصر فى الحدث الرياضى الأهم فى العالم، كما أنها موجودة لدعم وتشجيع المنتخب فى مبارياته.

 

 وأضافت أن الفيلم الترويجى «هى دى مصر» يعرض على شاشات عملاقة داخل ١١ استادًا تقام فيها مباريات كأس العالم فى روسيا، كما يظهر شعار حملة وزارة السياحة experienceegypt@ فى جميع المطبوعات والفعاليات والإعلانات الخاصة بالبطولة، وذلك فى إطار العقد الذى وقعته مصر مع الاتحاد الدولى لكرة القدم، لتصبح داعمًا إقليميًا أفريقيًا رسميًا لكأس العالم «فيفا 2018»، بهدف الترويج لمصر وجذب المزيد من السائحين من كل أرجاء العالم، ووقع من جانب الفيفا چيانى انفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم.