من حصن بورتوفيق لـ«السويس».. الفرقة «19 مشاة» سجل حافل بالبطولات

أرشيفية
أرشيفية

تاريخ حافل بالبطولات التي حفرها الزمن بأحرف من نور في سجل الشرف لرجال الفرقة 19 مشاة بالجيش الثالث الميداني، تحت قيادة البطل الفريق يوسف عفيفي، قائد الفرقة 19 مشاة أثناء حرب أكتوبر عام 1973.

 

شكلت الفرقة معركة الاستيلاء على الموقع الحصين، في لسان بور توفيق، ومعركة نقطة عيون موسى الحصينة، ومعركة النقطة القوية رقم 149، ومعركة جبل المر، وأخيرا معركة الدفاع عن مدينة «السويس» بعد أن أدوا مهامهم القتالية شرق القناة بكفاءة عالية شهد لها العالم.

 

قتال شرس خارج المدينة وداخلها أيضا، كان هذا النوع من القتال الذي يطلق عليه العسكريون قتال ما قبل النهاية أو هو القتال الذي يلقي فيه الطرف المهزوم بكل ثقله في آخر محاولة لإنقاذ سمعته أو بهدف تحقيق أي «كسب»، وهذا ما فعلته القوات الإسرائيلية واستخدمت فيه كل الوسائل القتالية والحرب النفسية حينما أعلنت على للعالم كذبا أنها استولت على مدينة «السويس»! ثم لجأت لأسلوب المنشورات الذي ادعت فيه أنها أحكمت القبضة علي قوات الجيش الثالث ودعت المقاتلين المصريين البواسل للاستسلام.

 

فشلت إسرائيل في القتال فشلت في حربها النفسية أمام صمود وإيمان المقاتل المصري، لم تكن معركة السويس فقط يوم 24 أكتوبر بل سبقتها ولحقتها معارك ضارية عندما حاولت القوات الإسرائيلية تكرار هجماتها علي مدينة السويس بمختلف الأساليب حتى تأكد لها أن المدينة حصن حصين لن تستطيع أن تقترب منه وإلا كان الفناء لقواتها، وخلال المعارك تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر بلغت 43 دبابة بخلاف عدد لا حصر له من العربات المدرعة والمجنزرات بل وفتك البواسل الهجوم الإسرائيلي وتبين بعد ذلك من الكشوف الإسرائيلية التي قدمت لهيئة الصليب الأحمر بضحاياها التي لم يعثر علي جثثهم وقد بلغوا 68 ضابطا و23 طيارا و373 جنديا لم تعثر علي جثثهم خلال القتال غرب القناة.

 

«معركة السويس»

 

حاولت قوات الجيش الإسرائيلي استغلال التزام قواتنا المسلحة بقرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار لتحقيق أي مكاسب لإنقاذ ماء الوجه أمام العالم بعد الهزيمة الفادحة التي لحقت بها فكثف العدو من غاراته الجوية علي قوات الجيش الثالث شرق القناة بتركيز وعنف لم يحدث من قبل! 

 

كانت الفرقة 19 مشاة تؤمن مساحة كبيرة من رأس كوبري الجيش الثالث شرق القناة وحينما استشعر رجال الفرقة المقاتلة أن القوات الإسرائيلية تستهدف احتلال مدينة السويس تقدم الرجال تطوعا لقيادة الفرقة يبدون رغباتهم للدفاع عن المدينة التي عاشوا فيها ودافعوا عنها سنوات طويلة قبل حرب أكتوبر المجيد.

 

وعلى الرغم من أن الدفاع عن السويس في هذه المرحلة خارج مهمتهم القتالية فقد استجابت قيادة الفرقة لطلب رجالها البواسل.

 

قمنا بإعادة توزيع قوات الفرقة لمواجهة القوات المعادية في الشرق والغرب معا وتم احتلال السواتر الترابية علي ضفتي «القناة» ووجهت النيران للعدو المتجهة نحو السويس. 

 

وتم الدفع بمجموعة استطلاع ليلة 22-23 أكتوبر لمنطقة معسكر «حبيب الله» بالضفة الغربية للقناة لإبلاغ الفرقة بنشاط العدو في هذه المنطقة ومنذ يوم 22 أكتوبر تم توجيه مواسير بعض مدفعيات الفرقة لتغطية بعض القطاعات غرب القناة مع دفع مركز ملاحظة للمدفعية علي الساتر الترابي غرب القناة لإدارة نيران المدفعية.