السفير الكندي المطرود: إشعال الخلاف مع السعودية ناتج اخطائنا

دينيس هوراك
دينيس هوراك

قال دينيس هوراك السفير الكندي السابق لدى الرياض، الأربعاء 11 أكتوبر، في تعليقات صريحة، «إن كندا ارتكبت أخطاء في تعاملها مع السعودية ساعدت في إشعال نزاع دبلوماسي».

جمدت السعودية التعاملات التجارية الجديدة مع كندا، في أغسطس الماضى، وطردت السفير دينيس هوراك وأمرت كل الطلبة السعوديين هناك بالعودة للوطن بعد أن نشرت السفارة الكندية تغريدة باللغة العربية تدعو فيها إلى الإفراج الفوري عن نشطاء مدافعين عن حقوق المرأة.

وقال هوراك في مقابلة هاتفية، «لم يكن هناك داعيا لهذا الوضع... أن نصيح من على الهامش، لا أعتقد أن ذلك يأتي بنتيجة».

وكانت تصريحاته هي المرة الأولى التي يقر فيها مسؤول كندي كبير بأن أوتاوا تتحمل جزءا من المسؤولية عن الخلاف.

وذكر أن الحكومة الليبرالية بقيادة رئيس الوزراء جاستن ترودو، التي تؤكد باستمرار على أهمية حقوق الإنسان، كان عليها أن تخصص وقتا أكبر لمحاولة إصلاح العلاقات مع السعوديين.

وكانت التغريدة المشار إليها ترجمة لرسالة أرسلت في بادئ الأمر من وزارة الخارجية في أوتاوا.

وقال دينيس هوراك، الذي تقاعد الآن، إنه لم يكن يعرف أن التغريدة ستنشر وإنه كان سينصح بعدم نشرها.

وأضاف "أعتقد أن الدعوة للإفراج الفوري كانت أمرا مبالغا فيه" كما وصف رد الحكومة السعودية بأنه "رد فعل مبالغ فيه بشكل خطير".

وأبلغت مصادر في الخليج ــ رويترزــ أن الرياض اعتبرت التغريدة خروجا على الأعراف الدبلوماسية.

وأشار محللون إن الرد السعودي يظهر حدود الإصلاح الذي يشرف عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يدير شؤون الحكومة اليومية.

 وأطلق الأمير محمد، حملة للتغيير الاجتماعي والاقتصادي لكنه لم يخفف الحظر الكامل الذي تفرضه المملكة على النشاط السياسي.

وأضاف هوراك، إلى أن «البلدين لم يكونا يتمتعان بعلاقات قوية في السنوات الأخيرة وقال إن تحسن العلاقات من عدمه يعتمد بشكل كبير على الرياض».

وطلب عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، في كلمة على هامش اجتماع للأمم المتحدة، من كندا يوم 26 سبتمبر، الاعتذار عن تصرفاتها والكف عن معاملة المملكة.

وذكر هوراك، الذي كان يقود بعثة كندا الدبلوماسية في إيران، عندما قطعت الحكومة المحافظة السابقة العلاقات مع طهران في 2012، أن أوتاوا بحاجة لبذل مزيد من الجهود في التواصل مع الدول التي لا تتفق دوما معها.

وقال السفير الكندي السابق، «نخطئ بعدم التواصل مع دولة مثل السعودية».

وأضاف "نصيح من خلال التغريدات أو البيانات... لكن فيما يتعلق بمحاولة إحداث تغيير أو محاولة التأثير على القضايا التي تهمنا فإن هذا ليس فعالا لأنهم لم يستثمروا شيئا في العلاقة فلماذا سينصتون لنا؟".

وأشار مكتب وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند، في بيان إلى هوراك بأنه «موظف حكومي متقاعد»، وقال إن كندا ستدافع دوما عن حقوق الإنسان.