صور| السيول.. ينتظرها أهالي الصحارى ويخشاها أبناء المدن

المخرات مستعدة لاستقبال السيول
المخرات مستعدة لاستقبال السيول

الأمطار الشديدة والسيول قد تكون نقمة على المناطق التى تسقط عليها وتدمر ممتلكات سكان تلك المناطق ولكن مع اعادة النظر إلى هذه الظاهرة التى تكاد تكون سنوية فى توقيتات محددة استطاع اهالى البر والصحراء تحويلها إلى نعمة ينتظرونها كل عام للاستفادة القصوى منها عن طريق تخزينها خلف السدود ملء البحيرات الكبيرة لإعادة استخدامها فى الزراعة والرعى وتربية الاسماك فى البحيرات المتكونة من مياه الامطار .. ملحق بحرى والصعيدى يضع الظاهرة تحت «الميكروسكوب» ونستطلع آراء اهالى التجمعات الصحراوية التى تقع فى مجرى السيول والمسئولين فى الرى والزراعة.

 

 

«مطروح».. الزيتون والبطيخ فى وادى «الحشيفى» و«رقبة الجارية»

 

على الرغم من تضرر بعض محافظات مصر من السيول والأمطار ويعتبرها الكثيرون كارثة إلا أن البدوى البسيط فى قلب صحراء مصر الغربية ينتظر موسم الأمطار بفارغ الصبر ويتضرع الى الله عز وجل بالدعاء لنزول المطر الغزير لاعتماده الرئيسى على مياه الأمطار فى الشرب والزراعة والرعى طوال العام من خلال تخزينها فى الآبار والسدود. 


 انتقلت «الأخبار» فى رحلة إلى وادى الحشيفى ووادى رقبة الجارية على بعد 35كيلو مترا غرب مدينة مرسى مطروح وبعمق 15كيلو فى قلب الصحراء لترصد استعدادات أهل البادية «لموسم الخير» وفصل الأمطار الغزيرة .


يقول الحاج هيبة ابوقوية العشيبى إن البدوى فى قلب الصحراء يستعد لموسم الأمطار بشكل مختلف من خلال بناء السدود الترابية والاسمنتية لحجز مياه الأمطار وحفر الآبار التى تتراوح سعتها التخزينية ما بين 150و300متر مكعب للاستفادة منها فى الزراعات الموسمية وأعمال الرعى طوال العام .


ويضيف الحاج عبد المعطى سنوسى نقيب الفلاحين بمطروح ان المحافظة تسعى من خلال التعاون مع وزارة الزراعة والمنظمات الدولية، إلى تعظيم الاستفادة من مياه الأمطار، وحصادها من خلال احتجازها خلف السدود فى الوديان أو تخزينها فى خزانات عملاقة وآبار، لاستخدامها فى الزراعة والشرب وتربية الأغنام والماشية.


وأكد الدكتور أحمد القط مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح أن هناك متابعة أعمال استصلاح الوديان الصحراوية والاستعداد لحصاد الأمطار حيث تم مؤخراً تنمية 2 كيلو متر بوادى الخروبة، جنوبى مدينة مرسى مطروح، مؤكداً أن تنمية الوديان أحد أنواع أساليب حصاد مياه الأمطار لاستغلالها فى الزراعة.


وأشار إلى أن اتجاه سريان المياه المتجمعة من سقوط الأمطار يأتى من الجنوب وينحدر إلى الشمال فى اتجاه البحر بسبب طبيعة الأرض، وقبل تنمية الوديان كانت مياه الأمطار تجرف معها التربة الخصبة وتحملها إلى البحر..  وأوضح مدير مركز التنمية المستدامة، أنه قبل بداية تنمية الوديان يتم عمل دراسة للمناسيب الأرضية، بعدها تبدأ أعمال التسوية من بداية الوادي، وتقسيم الوادى إلى مساحات بمستويات مدرجة، يفصل كل مستوى سد يتم إنشاؤه بعرض الوادي، ويتم عمل فتحة بمنتصف السد «مفيض» يسمح بمرور المياه الزائدة عن الحاجة إلى المساحات والسدود التالية،وحتى نهاية الوادي، وبذلك يكون تم حصاد كميات كافية للزراعة من مياه الأمطار، قبل ذهاب الفائض إلى البحر.


وأضاف القط، أن النوع الثانى من حصاد مياه الأمطار، هو حفر الآبار والخزانات لتجميع وتخزين المياه، وكشف أن البئر النشو يتم حفرها بسعة من 100 إلى 150 مترا مكعبا، ويكون موقعها فى اتجاه الميل ومجرى المطر، ويتكلف إنشاء البئر الواحدة من 50 إلى 75 ألف جنيه.
وكشف مدير تنمية موارد مطروح، أن زراعة التين والزيتون فى مطروح تشتهر عن باقى المنتجات فى محافظات الجمهورية، بعدم استخدام أى مواد كيماوية فى عمليات التسميد. 


وأكد الدكتور نعيم مصلحى رئيس مركز بحوث الصحراء أن المركز يقوم على مدار ثلاث  سنوات بداية من منتصف 2016 حتى منتصف 2019 بإقامة مشروع إنشاء وتنمية وديان جديدة وإعادة تأهيل وديان قديمة بمحافظة مطروح وذلك تحت رعاية وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ومحافظة مطروح والممول من برنامج الاتحاد الأوربى والمنفذ من خلال مركز بحوث الصحراء.


وأشار « مصلحي»إلى  أن الهدف الرئيسى للمشروع هو زيادة الإنتاج الزراعى المستدام من خلال زيادة مساحة الأرض المزروعة وتحسين إنتاجيتها والاستفادة من مياه الأمطار بصورة أفضل للأراضى المزروعة الجديدة والحالية، والذى يستهدف تحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين الذين يعيشون بالمناطق الريفية مع التركيز بصورة خاصة على الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وهى التربة والمياه، بالإضافة الى تقليل حدة الفقر فى المنطقة المستهدفة خاصة بين الشباب والنساء والمزارعين الاكثر احتياجا، مع زيادة الإنتاج الزراعى المستدام من خلال زيادة مساحة الأرض المنزرعة وتحسين إنتاجيتها والاستفادة من مياه الامطار بصورة أفضل للأراضى المنزرعة الجديدة والحالية والتى تستهدف أكثر من 2000 أسرة بتلك المناطق .. بينما أكد الدكتور حمدى عبدالعزيز المنسق المحلى للمشروع ومدير مركز التنمية المستدامة بموارد مطروح السابق أن النتائج المتوقعة من خلال المشروع هى إعادة تأهيل 35 كم من الوديان القديمة وتنمية 15 كم من الوديان الجديدة بإجمالى 50 كيلو مترا بالإضافة الى إنشاء ما يقرب من 100 بئر نشو سعتها التخزينية من 100 الى 150 م3 مع زراعة حوالى 200 فدان من الوديان الجديدة، أشجار الفاكهة والمحاصيل الزراعية، بالإضافة الى تأهيل حوالى 450 فدانا من أرضى الوديان القديمة مع خلق 1000 فرصة عمل خاصة للشباب والنساء مع دعم وتحسين الخدمات الزراعية للوديان .


واضاف عبدالعزيز أن المشروع يهدف إلى استصلاح عدد 13 واديا خلال السنة الاولى من فوكه شرقا حتى السلوم غربا ومن المتوقع استصلاح مساحة جديدة تصل إلى 200 فدان تقريبا تمت زراعتها بالزيتون والتين، بالإضافة إلى الزراعات البعلية مثل البطيخ والشمام التى تشتهر بهما محافظة مطروح، وتم زراعتهما بوادى الضباع ووادى الحشيفى الغربى ووادى رقبة عويشة ووادى رقبة أم الرجوم بمركز النجيلة، بالإضافة إلى وادى الكبش بسيدى براني.


وأوضح عبدالعزيز أن المشروع قام خلال السنة الثانية بإعادة تأهيل وديان بطول 17 واديا بمساحة تصل إلى 340 فدانا للحفاظ على زراعة أشجار التين والزيتون، ومنها أودية المنشاوى ورثمه والطاجة ورتيم بمركز رأس الحكمة، ووادى الباكور والحلازين بمركز مرسى مطروح، والهلوبة التابع لمركز النجيلة، ووادى المسيد والحريقة وأبو مرزوق وسدرة ورقبة سعيد بمركز سيدى براني.


ومن جانبه أكد اللواء مجدى الغرابلى، محافظ مطروح أن المحافظة تشهد خلال المرحلة المقبلة طفرة كبيرة فى مجال التنمية الزراعية باستثمارات زراعية بقيمة 61 مليون دولار وذلك بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء والتى تشمل العديد من المشروعات منها بالمجال الزراعي، والاستفادة من مياه الأمطار بدلا من إهدارها، وتعظيم كفاءة استخدامها وحصادها وإنشاء الآبار، وتحسين المراعى والزراعات الموسمية للشعير وتنمية الوديان وتنمية المراعى والثروة الحيوانية وتنمية المرأة، وكذلك استخدام مياه الصرف الزراعى بواحة سيوة للتوسع فى الزراعة بمناطق الكثبان.

 


«البحر الأحمر».. سدود لحماية المنشآت السياحية

استعدت محافظة البحر الاحمر لاستقبال الشتاء وموسم سقوط الامطار التى قد تصل الى سيول بعدد من السدود وبحيرات تخزين المياة وذلك ضمن الخطة التى وضعتها وزارة الرى بالتنسيق مع المحافظة وادارة الازمات التى بدأ تنفيذها الخطة بعد السيول التى تعرضت لها مدينة رأس غارب العام قبل الماضى.


قامت مؤخرا لجنة مشكلة من وزارة التنمية المحلية ومركز الأزمات بالمحافظة ومركز أزمات مدينة مرسى علم بتفقد مخرات السيول والبرابخ والسدود.


وشملت المرور على سدود (أم سمره 1 ) ( أم سمره 2 ) (أم دهيس ) (أم صليحة أم عرين أو حرين) و جميع السدود بقرية الشيخ الشاذلى و3 بحيرات صناعية طريق مرسى علم ادفو هذا وقد تابعت اللجنة حالة المخرات ومدى جاهزيتها لمجابهة أخطار السيول وتضمنت اعمال اللجنة توضيح احتياجات مدينة مرسى علم للوقوف على مجابهة اخطار السيول بنسبة عالية.


وأوضح ضياء سليم سكرتير مدينة مرسى علم أن المدينة مؤمنة تماما وعلى استعداد تام لمنع أى أخطار ناتجة عن مياه الامطار والسيول وقام أعضاء اللجنة بوضع توصيات من خلال جولتهم على مخرات السيول الخاصة بمدينة مرسى علم.


واعلن سكرتير عام محافظة البحر الاحمر الانتهاء من تنفيذ بحيرة صناعية بوادى الدرب برأس غارب سعتها تفوق المليون متر مكعب من مياه السيول، وتسهم فى حماية وسط وجنوب المدينة من أخطار سيول وادى الدرب.


وقال ان الهدف من تلك البحيرة هو تخزين مياة الامطار والسيول والاستفادة منها فى الزراعة حيث توجد منطقة جنوب راس غارب وهى مزارع وادى دارة يمكن ان تستفيد من تلك المياه بجانب ان هناك مخططات للاستفادة من تلك المياه فى الزراعات الصحراوية والتى سيتم تحديدها طبقا للمياه التى سيتم توفيرها خاصة ان هناك مخططات للاستفادة من مياه الامطار او السيول التى ستخزنها سدود والبحيرات الصناعية والتى تمتد بطول مدن البحر الاحمر فكل مدينة بها اكثر من سد وبحيرة لحمايتها من السيول و ستكون الوسيلة لتخزين المياه مشيرا الى ان الزراعة الموسمية وأنواع النباتات و الخضراوات التى تزرع بشكل موسمى و تعتمد بشكل أساسى على مياه الامطار و بالتالى فإنها تحد من التكلفة على المزارع فميزات مياه الأمطار كثيرة فهى لا تحتوى على ترسبات و نسب عالية من الأملاح و تحتوى على مواد التعقيم مثل الكلور و غيره وتحتوى على نسب عالية من النيتروجين و التى يحتاجها الزرع للنمو ويمكن استخدامها للشرب بشكل مباشر.


ومن جانبة اشار المحافظ اللواء احمد عبدالله ان 4 سدود بسفاجا أنقذت المدينة من الغرق جراء السيول منذ عامين بعد أن احتجزت قرابة 2 مليون متر من المياه وبدونها كانت ستقع كارثة محققة وان كمية المياه ستستفيد منها المحافظة ومدينة سفاجا فى الزراعات حيث سيتم تكرار تجربة مزرعة القويح وهو مشروع مزرعة على مساحة 125 فدانًا بهدف خدمة أهالى المناطق النائية بالقصير بتكلفة 25 مليون جنيه تشمل صوبا زراعية وزراعات مكشوفة وأشجارا مثمرة حيث تنتج أنواعا مختلفة من الخضار والفاكهة ( المانجو - التمر - الليمون - الطماطم - الخيار - الفلفل - الباذنجان - الكانتلوب) ومنذ افتتاح المزرعة فى عام 2014 شهدت انتاجا وفيرا ومتميزا من المحاصيل حيث تتم الزراعة دون استخدام أى مواد كيماوية ويتم جنى الثمار أسبوعيا لبيعها بالتبادل بمدن القصير والغردقة وسفاجا بأسعار أقل من أسعار السوق.


واضاف المحافظ ان استغلال تلك المياه سيساعد فى التوسع فى هذا المجال لتوفير المنتجات الزراعية للمحافظة بجودة عالمية ومن جهة أخرى تخلق فرص عمل للشباب وأهالى المحافظة.


وأكد عبدالله ان العمل يسير بوتيرة متسارعة للانتهاء من جميع اعمال السدود والبحيرات التى تم الانتهاء من اغلبها ومنها ماهو جاهز للعمل مثل بحيرة وادى الدرب وسد الحواشية لحماية مدينة راس غارب من اخطار السيول بجانب سد وادى الحواشية يبلغ ارتفاعه 4 أمتار و طوله 500 متر و عرضه عند القاع 49 متراً من المقرر أن يساهم مع السدين الآخرين وبحيرة وادى الدرب و حاجزها الترابى فى تأمين مدينة رأس غارب من اخطار السيول .


واوضح المحافظ ان هناك العديد من المشروعات الجارى تنفيذها لحماية المحافظة من اخطار السيول بالتنسيق مع وزارة الرى إجمالى قيمة المشروعات 368 مليون جنيه ومدة التنفيذ 12 شهرا والهدف هوحماية الطرق و المرافق والتجمعات السكانية بمدن وقرى المحافظة والمناطق السياحية والمطار بمدينة الغردقة والثروة الزراعية وخاصة بمدينة شلاتين و التراث الإسلامى بقرية الشيخ الشاذلى شحن الخزان الجوفى بمدن المحافظة.


واضاف محافظ البحر الاحمر ان اعمال الحماية من اخطار السيول شملت إنشاء 10 سدود ركامىة وإنشاء 6بحيرات و6حواجز ترابىة خلف البحيرات وإنشاء حائط توجيه دبش ففى قرية الشيخ الشاذلى تم إنشاء سد أم سمرة وسد أم حرينة وسد أم دهييس وفى شلاتين بجانب إنشاء سد وادى حوضين 1وبحيرتين صناعيتين بحيرة صناعية وحاجزين ركاميين وفى رأس غارب تم انشاء سد حواشية وفى الغردقة تم الانتها من إنشاء سد أبو ملكة سد فالق الوعر وبحيرة أم ظلفه بحيرة فالق السهل بحيرة فالق الوعر بحيرة أبو ملكه وفى قرية عرب صالح إنشاء حائط توجيه 1680م


واشار المحافظ إلى ان هذه المشروعات العملاقة هى ثمرة لجهد مشترك بين محافظة البحر الاحمر ووزارة الموارد المائية والرى وتقوم بتنفيذها الشركة الوطنية للتوريدات والمقاولات ضمن مشروع ضخم يهدف إلى تحقيق التوجيهات السامية للقيادة السياسية بهدف حماية مدن البحر الاحمر من اخطار السيول ودفع عجلة التنمية المستدامة فى هذا الإقليم العزيز على مصرنا الحبيبة.

 

 

«أسوان».. كنز لم يستغل


أسوان من المحافظات التى تقع فى مرمى ضربات السيول ولذا أقيم بها 18 سد إعاقة و10 بحيرات صناعية. الى جانب العديد من الاحتياطات الأخرى مثل البرابخ والمصارف وغيرها من الاحتياطات والاستعدادات الهندسية.ورغم وجود 18 سدا ألا أن هذه السدود تستخدم كسدود إعاقة لمياه السيول فقط. ولا تستخدم فى الزراعة.

 

وقال المهندس محمد على الشرونى وكيل وزارة الرى فى أسوان. لا يوجد لدينا امطار سنوية أو أمطار منتظمة ليترتب عليها زراعات موسمية أو منتظمة. وآخر سيول وأمطار غزيرة تعرضت لها المحافظة كانت فى عام 2010. وأشار لأن المياه التى تتجمع بهذه السدود تستغل فى شحن الخزان الجوفى. وتوصيل المياه لبعض المجارى المائية المجاورة و القريبة من هذه السدود لاستخدامها فى رى هذه الأراضى والزراعات المجاورة. وفى أحد المواقع المستهدفة من قبل السيول التقينا بالشيخ عوض هدل احد مشايخ قبائل العبابدة والبشارية. الذى أكد أن قرية خور أبو سبيرة أحد المواقع التى تقع فى مرمى ضربات السيول.

 

وتقع على شرق الطريق الزراعى مابين أسوان وكوم أمبو على مسافة 30 كيلو شمال مدينة أسوان. ويقطنها حوالى 3 آلاف نسمة من قبائل العبابدة ويعمل أبناء القرية بالزراعة والرعى. وقد اقيم بها مخر صناعى للسيول وبحيرة صناعية وسد إعاقة توجيهى. وعدد 2 بربخ أحدهما أسفل السكة الحديد وآخر أسفل الطريق البرى. ألا أن هذه البحيرة والسدود لم تصمم للاستفادة منها فى الزراعة. وطالب «هدل» باستغلال مياه السيول وإنشاء سدود لتجميعها وبحيرات صغيرة للاستفادة منها فى الزراعات البسيطة والسريعة مثل الخضراوات والمحاصيل الموسمية التى تتزامن مواعيد زراعتها مع موعد هطول السيول. والتى يمكن أن تساعد أهالى المنطقة فى الرعى والزراعة وتحسن من مستواهم المعيشى.


ومن جانبه قال د. حسين الطهطاوى الخبير البيئي. السيول ظاهرة طبيعية تحدث فى أوقات معينة معروفة ومواعيدها محددة من كل عام وإن أحسن استغلالها فهى كنز. وإساءة استغلالها يمثل دماراً وخرابا. وقال آخر سيول فى عام 2010 بلغت كميات مياه السيول حوالى 5 مليارات متر مكعب محملة بالطمى والخير ولذا يجب استغلالها فى الزراعة عن طريق إنشاء آبار وسدود لتجميع مياه السيول والاستفادة منها فى بعض الزراعات المناسبة وتجهيز الأراضى المناسبة لذلك مسبقا وبذرها بالبذور قبل موعد السيول كما كان يتم فى مواسم الفيضان قبل بناء السد العالى وأستغلال المياه فى زراعة محاصيل شتوية تروى بمياه السيول.

 

«المنيا».. برسيم حجازى ونباتات عطرية


تتميز محافظة المنيا بالزراعة والصناعة، تعتبر الزراعة فى المحافظة المصدر الرئيسى لعمل اهالى القرى والنجوع، وهناك مصادر مختلفة لرى تلك الزراعات منها الرى الطبيعى وهذا ما يستخدمه المزارعون فى الأراضى المستصلحة وتلك الزراعات أغلبها خضراوات مثل الطماطم والملوخية والبطاطس.. وتوجد بعض الزراعات التى تعتمد على مياه الأمطار فى بعض مناطق المحافظة الممتدة فى الغرب وهذا يدفع المزارعين إلى الاستعداد بشكل مكثف لموسم الشتاء والذى تسقط فيه الأمطار من خلال إقامة السدود والحواجز والابيار لرى الارض منها وأغلب تلك الأراضى يقوم على زراعتها العرب نظرا لخبراتهم فى زراعة الصحراء والاستفادة منها من خلال تربية الأغنام .


يقول محمد عيسى أحد المزارعين بالمنيا ،أن هناك بعض الزراعات التى تعتمد على مياه الأمطار ورغم أنها غير مكلفة للمزارع الا أن الكثيرين لا يقومون بزراعتها خوفا من عدم سقوط الأمطار ،ولفت إلى أن الزراعة تعتمد فى الأساس على تخصيب التربه من خلال رعى الاغنام وتربيتها حيث نقوم يرعى الاغنام على الأعشاب الطبيعية وبعد زراعة الارض نقوم بزيادة عدد الاغنام للرعى عليها ،وقال إن أهم الزراعات الأولية التى تعتمد على الرى بالامطار هى البرسيم الحجازى والذى يستمر طوال العام فى الارض ويساهم فى زيادة خصوبة التربة.


أما عبد الرحمن عطية قال إن كثيرا من المزارعين يستفيدون من الأمطار بشكل كبير فى الزراعة ونقوم بعمل ابيار موسمية تمتلئ بها المياه ثم نستخدم ماكينات الرفع لرى الارض، واضاف أن موسم الزراعة يبدأ فى شهر نوفمبر من كل عام واحيانا يكون فى أكتوبر وموسم الحصاد يبدأ فى شهر مارس وأغلب تلك الزراعات نباتات عطرية وهى التى لا تحتاج إلى كثير من المياه .


أما فتحى عبد التواب أحد المزارعين قال إن الزراعة على الأمطار ليست حديثة وانما منذ قديم الأزل وأغلب الزراعات فى الصحراء الغربية عند البدو وهم أكثر المزارعين زراعة لأنواع النباتات التى لا تحتاج إلى كثير من المياه وعمرها قصير على الارض، واضاف أن تلك الزراعة تتطلب عمل ابيار وسدود وتربية أنواع مختلفة من الماشية وعلى رأسها الاغنام والماعز حتى تساهم فى خصوبة التربه وتحليلها وجعلها تربه صالحة للزراعة .


أما جمال عبد المطلب أحد أعضاء الجمعيات الزراعية بالمنيا، قال إن الزراعات التى تعتمد على الأمطار تساهم كثيرا فى احداث التنمية ،لانها زراعات لا غنى عنها للمزارع وهى تساهم بشكل فعال فى خصوبة التربة ،كما انها تعد من اغلى المحاصيل الزراعية التى تدر دخلا كبيرا على المزارعين، وتجد تلك المحاصيل رواجا كبيرا فى السوق سواء المحلى أو الخارجى.

 


 

«شمال سيناء».. قمح وشعير وتربية الأسماك

 

فرضت التغيرات المناخية نفسها على تغير مواعيد وصول السيول بعد ان كانت تصل الى مدينة العريش كل 30 عاما إلا أن هذه التغيرات قد قلبت الموازين وأصبح من المتوقع ان تحدث سيول سنويا فى سيناء رغم طول مسافة وادى العريش الذى يصل الى نحو 250 كيلو متراً.


وقد استعدت المحافظة لمواجهة أخطار الأمطار والسيول المتوقعة خلال العام الجارى 2018م ، حيث أنهت جميع المديريات المعنية استعدادها لمواجهة السيول المحتملة من خلال وضع الإمكانيات المتاحة والمعدات المطلوبة للوصول إلى اعلى معدل للتنفيذ حال وقوع سيول. وتم عمل سيناريو عملى لإدارة الأزمة وقت حدوثها وفقا للدور المنوط بكل جهة. وقد أظهرت مشاركة الجهات المعنية مدى استعداد هذه الجهات للتعامل مع الأزمة وإدارتها فى وقت قياسي.


ولفت النائب جازى سعيد عضو مجلس النواب عن منطقة وسط سيناء أن اهالى الوسط قاموا بعمل سدود تعويقية ترابية بارتفاعات بسيطة، حيث يتم ترويض مياه السيول وتحويل مساراتها إلى الأراضى الزراعية فى المنطقة لرى مساحات تم زراعتها بالقمح والشعير، مشيرا إلى أن المواطنين يبادرون سنويا بعمل عدد من الهرابات لحجز وتخزين المياه للاستفادة منها فى الاستخدامات الزراعية والمنزلية وسد باقى احتياجاتهم من المياه..وأكد أن إقامة عدد آخر من السدود يمكن تعظيم الاستفادة من المياه وتغذية الخزان الجوفى بصفة عامة. هذا إلى جانب حفر الآبار السطحية والمتوسطة إلى جانب جهود المزارعين فى حفر الآبار كل هذا يحقق الاستفادة منها فى الرعى والزراعة. 


وقال الدكتور عطية العياط بالثروة السمكية ان تجربة الهيئة العامة للثروة السمكية، والتى قامت بإرسال ذريعة من الأسماك لتربيتها فى المياه المحجوزة أمام سد الروافعة، وبالفعل تم إلقاء 64 ألف وحدة ذريعة من أسماك البلطى والمبروك والطوبارة، فى مياه السيول خلف سد الروافعة وتم زيادتها بعدد 4000 وحدة ذريعة أخرى من نفس الأسماك، وقد تم تحقيق ناتج منها أكثر من 4 أطنان من أسماك البلطى وكانت من انجح التجارب لولا نفاد مياه السيول وقتها وهذا يتطلب تواجد المياه بشكل مستمر ويمكن ان يتحقق ذلك بعمل احواض سمكية وخزانات مياه للتغذية.


وقال الشيخ عبد الحميد الاخرسى نقيب الفلاحين بالمحافظة» ان وجود خزانات مياه أرضية كافية فى منطقة وسط سيناء، يعمل على استيعاب مياه الأمطار والسيول التى تضيع هدرا كل عام ولابد من وضع خطة لـزراعة محاصيل بعينها تعتمد على مياه الأمطار. حيث يستفيد أبناء مناطق وسط سيناء من مياه الأمطار بزراعة القمح والشعير،وكذلك البطيخ البعلى بمساحات كبيرة فى إطار استعدادها لاستقبال موسم الشتاء هذا العام والتى يمكن أن تصاحبها سيول حسب توقعات هيئة الأرصاد ،و يتم جنى هذه المحاصيل خلال شهرى مارس وابريل من كل عام.


وأشار المهندس عبد الله الحجاوى رئيس جمعية حماية البيئة الى ان هناك طرقا عديدة للاستفادة من مياه السيول وذلك بعمل البحيرات الصناعية الطبيعية فى منطقة مكشوفة لتخزين مياه السيول، ويتم تصريف المياه من السد إلى هذه المنطقة، ويمكن استخدامها فى كافة عمليات الرى والزراعة، على اعتبار أن السدود التعويقية تعمل على التخفيف من سرعة المياه المتجهة نحو السدود التخزينية ، وأنه يمكن الاستفادة بـمياه الأمطار ومياه السيول فى الزراعات البعلية المنتشرة فى المناطق القريبة منها وهذا ينطبق على المياه الراكدة أمام سد الروافعة، والتى تجمعت بكميات كبيرة من سيول عام 2010م، وأيضا يمكن زراعة الأسماك فيها أو تجميعها فى هرابات للاستفادة منها فى الزراعة طوال العام. ولفت انه من الضرورى تشجير منطقة سد الروافعة وبخاصة الجانب الغربى من السد لوقف زحف الرمال على جسم السد وتشجير الوسط بأشجار مثمرة.

علاوة على استغلال مياه السد اقتصاديا فى الزراعة والري، وفى تربية الأسماك (خاصة أن دورة تربية الأسماك تستمر لمدة 6 شهور فقط) وليتم توفير الأسماك لأبناء وسط سيناء.


وقال المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة إن المواطنين استعدوا لاستقبال السيول خاصة فى مناطق وسط سيناء وان العمل مستمر من جانب المواطنين لعمل سدود ترابية تعويقية لترويض مياه السيول، وتحويل مساراتها إلى الأراضى الزراعية فى المنطقة لرى المساحات المستهدف زراعتها بالقمح والشعير، ويجرى التنسيق مع وزارة الزراعة لتوفير التقاوى القمح بالمجان لزراعة المساحات المستهدفة هذا العام والتى تزيد على 40 ألف فدان بالإضافة إلى توفير الميكنة الزراعية بنصف الثمن.


وأكد المحافظ اللواء محمد عبد الفضيل شوشة انه تم رفع حالة الطوارئ والاستعداد المبكر للسيول خاصة ان المحافظة تعتبر موسم الشتاء هبة من السماء مشيرا الى ان السيول نعمة فى سيناء وليست نقمة كباقى المحافظات حيث يتم الاستفادة من مياه السيول فى التوسع الزراعى خاصة المحاصيل الاستراتيجية القمح والشعير الى جانب تغذية الخزان الجوفى فى سيناء واعتماد المواطنين على مياه السيول فى استخدامها للأغراض المنزلية طوال العام.


وقال إنه تم الانتهاء من تطهير السدود والخزانات بمناطق السيول خاصة بمنطقة وسط سيناء تحسبا لسقوط أمطار ومن ثم تكوين سيول فى المنطقة، كما تم عمل السدود الترابية التحويلية التى تهم المواطنين فى عدة أودية لإمكان رى المساحات الزراعية حيث يعتمد المواطنون على مياه الأمطار فى رى الزراعات وتجميع المياه فى خزانات أرضية «هرابات» لإعادة استخدامها طوال العام ، وجار دراسة انسب المواقع لإقامة سد تخزينى مماثل لسد الروافعة الذى يحمى مدينة العريش.

 

 

«جنوب سيناء».. معالجة أخطاء الزمن الماضى

 

تنفرد محافظة جنوب سيناء بطبيعة خاصة حيث يميزها العديد من الوديان شديدة الانحدار التى تتقاطع مع العديد من الطرق والمنشآت الحيوية والبنية الأساسية مما يسبب أخطارا جسيمة  وخسائر فادحة لهذه المنشآت والبنية الأساسية والأرواح  مما دفع قيادات المحافظة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى ضرورة مجابهة مياه السيول بدلا من اهدارها واتخاذها لمجرى البحر دون الاستفادة منها فى الزراعة والشرب والاستفادة من مياه السيول.


اكد المحافظ اللواء خالد فوده أنه تم وضع دراسة للاستفادة من هطول السيول الغزيرة بالمحافظة بالتنسيق مع الموارد المائية من خلال تطوير وانشاء السدود واستطعنا تحويل نقمة السيول الى نعمة حيث تم تنفيذ مجموعة سدود الإعاقة والتخزين لمياه السيول المتدفقة فضلاً عن تدبير المياه لتجمعات بدو سيناء وتوفير التنمية المستدامة لهم وإنهاء جميع المشروعات المفتوحة والجديدة لمواجهة السيول


مشيرا الى ان وزارة الموارد المائية اجرت أحدث الدراسات المتخصصة اكدت وجود زيادات مستمرة و كبيرة فى معدلات سقوط الامطار والسيول على مناطق جنوب سيناء تزداد عاماً  بعد عام نتيجة التغيرات المناخية والتى تمثل المصدر الوحيد للمياه بجنوب سيناء والتى يمكن استثمارها فى مشروعات التنمية المستدامة بالمنطقة خاصة فى مجال الزراعة  وإعادة شحن الخزانات الجوفية وترويض المياه التى تسقط بغزارة لمنع الخسائر
وأشار المحافظ إلى  أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة السيول من خلال التنسيق بين مركز العمليات وادارة الازمات بالديوان العام ومجالس المدن والمديريات المعنية بهذا الشأن كالصحة والشباب والرياضة والموارد المائية والطرق والتموين والتشديد على رؤساء المدن  بالمرور على كل المخرات والمجارى من طابا وحتى رأس سدر لتطهيرها وفتح البرابخ بالإضافة إلى التنبيه على ضرورة توفير السلع الاستهلاكية والاستراتيجية خاصة الوقود والتأكد من وجود رصيد كاف للمحافظة أثناء هذه الأزمات.


واوضح المحافظ أنه كانت هناك أخطاء فى السابق تم معالجتها فيما بعد بشأن إدارة أزمة السيول.


وانه تم عقد عدة لقاءات بين الجهات المعنية ومجالس المدن حيث أعلن رؤساء المدن التى تتعرض للأمطار الغزيرة والسيول مثل «نويبع وسانت كاترين ودهب وشرم الشيخ» أنه تم تجهيز وتطهير كل مجارى السيول وتم تنفيذ المقترح الذى تم الاتفاق عليه مع مركز بحوث المياه
واستعدت الإدارة العامة للمياه الجوفية بمحافظة جنوب سيناء لمجابهة موسم الامطار والسيول بكافة مدن المحافظة من خلال انشاء العديد من السدود والبحيرات لحجز المياه لحماية  المدن والممتلكات والمنشآت وغيرها من أخطار السيول.


ومن جانبها قامت الادارة العامة للمياه الجوفية بجنوب سيناء برئاسة المهندس عبدالله حامد مدير عام الإدارة  بإطلاق التحذيرات والتنبيهات بإتخاذ الحيطة والحذر وجميع التدابير اللازمة لمجابهة أخطار السيول من استعدادات للمعدات والسيارات والكساحات وتجهيزها وتطهير جميع مخرات السيول بالمدن واسفل الطرق الفرعية والرئيسية طبقا للخطابات المرسلة لرؤساء مجالس المدن .


وقال المهندس عبدالله حامد مدير عام الإدارة الجوفية بجنوب سيناء أنه تم التحذير أكثر من مرة بالاستعداد لمجابهة أخطار السيول بجنوب سيناء وعلى الجميع الاستعداد التام لمواجهة السيول المحتملة والمتوقعة على المحافظة.


واكد عبدالله أن جميع مهندسى الادارة والعاملين بها يقومون بجولات مكوكية على كافة مدن المحافظة لمتابعة الأعمال الجارية  فى إطار متابعة تنفيذ الأعمال الخاصة  لحماية جنوب سيناء من اخطار السيول المرحلة الاولى وتعليمات وزير الموارد المائية والرى ومحافظ جنوب سيناء وقيادات الوزارة بالمتابعة المستمرة يوميا وتفقد السدود والبحيرات والوقوف على مدى جاهزيتها لموسم السيول .


واشار إلى أنه تم المرورعلى بحيرة وادى درات بمدينة أبوزنيمة وسدود الجيبى والغائب وإمتداد الغائب وأبوخشيبى وزغرة الاسفل وزغرة مع المريخ وبحيرة زغرة الاسفل وبحيرة زغرة الاسفل مع المريخ بمدينة دهب 


كما تم المرورعلى مدينة نويبع لتفقد سد حجمى  وسد قديرة وبحيرة قديرة وسد الفجيرة  وبحيرة الصاعدا السمرا وحاجز الصاعدة البيضا وسد مرطبة و3بحيرات بوادى وتير وسد الشبيحة وشعيرة .


واوضح مديرعام الموارد المائية أنه تم تفقد ايضا سدى العاط ومريخة بشرم الشيخ وسدى سلاف والوادى الأخضر بأبورديس وسد الاسباعية وبحيرة بـ2 ومتابعة تنفيذ بحيرة بـ1 بسانت كاترين .


واشار الى ان مدينة سانت كاترين تم انشاء 191 بحيرة صناعية بها متوسط تخزين البحيرة الواحدة من 1000 الى 2000 م3 يتم الاستفاده منها فى الرعى والزراعة كما ان السدود التى تم انشاؤها بوادى الاربعين ساهمت بشكل كبير فى الاستفادة من امطار وسيول اكتوبر العام الماضى فى مياه الشرب حتى الان.


وكشف مدير المياه  المائية أنه تم الانتهاء من سد وادى الطيبة وسد وادى أم الشيبة بمدينة أبوزنيمة بتكلفة 5 ملايين جنيه.


وقال إن العاملين بالإدارة العامة للمياه الجوفية يواصلون العمل ليل نهار للانتهاء من المشروعات التى يتم تنفيذها بمدن المحافظة  استعدادا لموسم الأمطار وحماية جنوب سيناء من أخطارالسيول المتوقعة فى أى لحظة.

 


«الرى»: ٢٨ سداً و١٥٨ بحيرة وخزاناً أرضياً بتكلفة ٤٫٧ مليار جنيه


قامت وزارة الموارد المائية والرى بتنفيذ العديد من مشروعات الحماية من مخاطر السيول فى العديد من المحافظات بتكلفة تتعدى 10 مليارات جنيه فى  مقدمتها محافظات الصعيد وشمال وجنوب سيناء والبحر الاحمر بقيمة 4.7 مليار جنيه، بهدف الاستفادة من حصاد المياه أمام بحيرات التخزين لسدود الإعاقة وتنمية الموارد المائية للمناطق البدوية، وتحقيق أقصى استفادة منها فى أنشطة رعوية أو تلبية الاحتياجات المائية للمجتمعات البدوية بها، وحماية المنشآت الاقتصادية والسياحية والشركات الاستثمارية..  وكشف د. محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى أنه تم تنفيذ مجموعة من المشروعات لمجابهة السيول والحد من أخطارها على مستوى المحافظات .. وقال ان المشروعات تهدف إلى الحماية من أخطار السيول بجانب استخدامها كمصدر مائى فى سيناء للإستفادة من كافة الموارد المائية المتاحة .
وقال إن الدولة تعمل على الحفاظ على كل نقطة مياه والاستفادة منها، وهو ما يتم من خلال إنشاء سدود جديدة فى سيناء لتخزين مياه السيول ويستطيع البدو فى سيناء العيش على المياه المجمعة.
وأشار الى ان حجم الاستثمارات التى نفذتها الوزارة بنطاق محافظة جنوب سيناء خلال العامين المنقضيين بلغ حوالى الــ 300 مليون جنيه، فضلاً عن رصد 1.35 مليار جنيه لتنفيذ أعمال حماية خلال 2017-2019 وهى ميزانية ضخمة نسبياً إذا ما قُورنت بحجم الاستثمارات المنفذة للحماية من أخطار السيول منذ عام 1996 وحتى عام 2013/2014 والتى قُدرت بنحو 90 مليون جنيه، وذلك فى ظل ما تشهده مصر من تغيرات مناخية ألقت بظلالها على عدد من محافظات مصر وبالأخص شبه جزيرة سيناء التى شهدت موجة من السيول العارمة خلال الأعوام القليلة الماضية وحتى وقتنا هذا.
وأشار الى انه تم إنشاء 28 سدا و16 بحيرة صناعية، وعدد كبير من الخزانات الأرضيه والتى تهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات والزراعات من مخاطر السيول و أن الوزارة بصدد الانتهاء من تنفيذ أعمال الحماية من اخطار السيول من خلال الخطة الخمسية الأولى التى بدأتها عام 2014 ومن المقرر الانتهاء منها خلال العام القادم بتكلفة 4.6 مليار جنيه و ان الوزارة قامت بتنفيذ أعمال للحماية من السيول بمحافظة جنوب سيناء تمثلت فى عدد من مشروعات الحماية .
وأشار إلى أن الوزارة نفذت أعمال حماية من السيول بمحافظة جنوب سيناء تمثلت فى مشروعات جارٍ تنفيذها 11 سداً و5 بحيرات بتكلفة إجمالية نحو 227 مليون جنيه، وتم الانتهاء من 3 سدود وبحيرة بتكلفة إجمالية بلغت نحو 57.6 مليون جنيه .
أضاف د. رجب عبد العظيم وكيل وزارة الرى أن الوزارة بدأت تنفيذ سلسلة من الدراسات الفنية لتقدير حجم مياه السيول المتوقعة على مدار 100 عام باستخدام أحدث النماذج الرياضية، موضحا ان مخرجات هذه الدراسات تم تنفيذها بإنشاء عدد من الاعمال الصناعية تتمثل فى حواجز توجيه وسدود وبحيرات صناعية ومعابر ايرلندية لعبور المياه الطرق لحمايتها من اخطار السيول، وشمل ذلك أودية طابا، مقبلا، القربة، المراخ، المحاشى الاعلى، وادى طابا .
اشار الى أنه تم الانتهاء من انشاء 142 بحيرة جبلية فى منطقة سانت كاترين بوادى فيران ضمن مشروع خطة قومية لحصاد مياه الأمطار والسيول باستخدام تقنيات منخفضة التكاليف وبمشاركة المنتفعين ويتم بالتعاون بين وزراة الرى «معهد بحوث الموارد المائية» واكاديمية البحث العلمى والمنظمة العربية للتنمية بتكلفة اجمالية 3 ملايين جنيه، وتتراوح السعة التخزينية للبحيرة الواحدة بين 1000-5000 متر مكعب من المياه تكفى لقضاء الحاجات اليومية لأسرة او اثنتين من البدو، كما تقوم هذه البحيرات بشحن الخزان الجوفى بالمنطقة، حيث تم ملء 25٪ من هذه البحيرات بالمياه خلال موسم أمطار العام الماضي. وذلك بالمنطقه التطبيقية للدراسة بسانت كاترين بجنوب سيناء وحلايب وشلاتين بالبحر الأحمر.
أشار إلى أن هذه الاعمال تحمى عددا كبيرا من الاستثمارات والمنشآت الحيوية التى من اهمها مجموعة من الفنادق والقرى السياحية إلى جانب محطتى الكهرباء والغاز لمدينة طابا، تكلفت هذه الحمايات حوالى 50 مليون جنية.
وأضاف انه بالنسبة لشمال سيناء تم الانتهاء من تطوير وتهذيب وادى العريش على أربع مراحل بتكلفة اجمالية 54 مليون جنيه ووادى الارزاق.
وحول مشروعات الحماية فى محافظة البحر الأحمر اوضح ان الوزارة قامت بتنفيذ أعمال الحماية من السيول للحد من تكرار سيناريو غرق منطقة رأس غارب، من خلال تنفيذ 17 مشروعا لحماية المنطقة بمختلف الاودية المنتشرة بها، بنسبة تنفيذ تتخطى 55 % رغم البدء فى هذه المشروعات أغسطس الماضى.
قال ان الوزارة تقوم بتنفيذ مشروعات لحماية المحافظات الساحلية على البحر الاحمر و الصعيد من مخاطر السيول بتكلفة استثمارية تصل الى 4 مليارات جنيه على مرحلتين الاولى تصل تكلفتها الى مليار و350 مليون جنيه بينما تصل اعتمادات المرحلة الثانية لخطة الحماية 2.7 مليار جنيه، مشيرا إلى إن اجمالى تكلفة أعمال حماية البحر الاحمر من السيول تصل إلى 600 مليون جنيه لحماية البحر الاحمر وجنوب سيناء اعمال تم طرحها للتنفيذ.
فى محافظة مرسى مطروح قال تتم اعمال الحماية من خلال انشاء خزانات أرضية بهدف حصاد مياه الامطار لزيادة الرقعة الزراعية وتوفير مياه الشرب حيث جارى الانتهاء من انشاء نحو 255 خزانا أرضىا بسعة 100م3 بتكلفة إجمالية بلغت نحو 15 مليون جنيه، كما تم الانتهاء من إنشاء نحو 75 خزانا أرضيا بسعة 100م3 وبتكلفة بلغت نحو 22 مليون جنيه، وفى نطاق محافظة القاهرة يتم تنفيذ اعمال انشاء سد م2،1 لحماية وادى دجلة بتكلفة تقدر بنحو 2.8 مليون جنيه .
وفى محافظة أسيوط قال انه تم الانتهاء من أعمال حماية البنية الأساسية بإنشاء عدد من سدود اعاقة لحماية المحافظة من أخطار السيول حيث قامت الوزارة بإنشاء مجموعة من سدود الاعاقة بها لحمايتها من اخطار السيول، وتضم عمليات إنشاء سدود الإعاقة بإجمالى تكلفة 78٫4 مليون جنيه، تشمل عملية حماية البنية الأساسية لوادى الشيح من أخطار السيول الحل الآجل مرحلة ثانية أ - سد (م1) وعملية حماية البنية الأساسية لوادى الشيح من أخطار السيول الحل الآجل مرحلة ثانية ب- سد (م4 )، وحماية منطقة عرب العوامر من أخطار السيول (أ) مركز أبنوب، أسيوط  وعملية حماية البنية الأساسية لوادى إيمو من أخطار السيول مركز ساحل سليم، وتطهير وتسوية مخر سيل أمام وخلف سد (م3 ) ضمن حماية منطقة وادي.


وفى محافظة اسوان تم تنفيذ عدد من البحيرات الصناعية وحواجز ترابية لحماية وادى عبادى، إدفو حيث تم الانتهاء من مجمل الاعمال من البحيرات الصناعية بتكلفة إجمالية بلغت نحو 100 مليون جنيه، كما جار الانتهاء من انشاء بحيرة صناعية بوادى ابوصبيرة لحماية الوادى من اخطار السيول بتكلفة تقدر بنحو 395.20 ألف جنيه.


وفى محافظة الأقصر تم انشاء بحيرات صناعية لحماية وادى الصعايدة والعمدة 2،1 بتكلفة إجمالية بلغت نحو 2.5 مليون جنيه.. وفى محافظة المنيا تم حماية الكتلة السكنية المحيطة بمخر سيل الشيخ عبادة بمركز ملوى من اخطار السيول بتكلفة تقدر بنحو 6 ملايين جنيه، وحماية البنية الاساسية لقرية عرب الشيخ محمد بتكلفة تقدر بنحو 7 ملايين جنيه.


وبمحافظة سوهاج جار الانتهاء من تنفيذ اعمال حماية قرية الحاجر بالجلاوية، مركز ساقلتة بتكلفة تقدر بنحو 221 ألف جنيه، وبمحافظة قنا تم إنشاء بحيرة صناعية وحاجز ترابى لحماية قرية حجازة مركز قوص لحماية البنية الأساسية للقرية بتكلفة بلغت نحو 33 مليون جنيه.
وفى نطاق محافظة سوهاج بالانتهاء من تنفيذ إنشاء سدود حماية مناطق الجلاوية ومطار سوهاج الدولى وجامعة سوهاج الجديدة بتكلفة 35 مليون جنيه .


وفى محافظة قنا تم إنشاء بحيرة صناعية وحاجز ترابى لحماية مركز قوص بتكلفة 33 مليون جنيه.