«‬اقرأني شكراً».. رحلة داخل كتاب

‬اقرأني شكراً
‬اقرأني شكراً

«‬اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاثة كتب جيدة»، عبارة سطرها الأديب المصري عباس العقاد، وأدركها محمد علي وأطلق منها مشروع «‬اقرأني شكرًا»، وأصبحت فاطمة ياسين، معلمة الجغرافيا لمرحلة الثانوية مسئولة عن تنفيذ الفكرة وتبنتها.

 

واتخذت منها مشعلا تنير به ميدان الثقافة، ونشر الوعي الثقافي والقراءة بشكل مختلف ومن منظور مغاير ليصل لجميع المراحل السنية بدءًا من الأطفال إلي كبار السن وخاصة الشباب هو الهدف الأسمي، وأكدت فاطمة أن المبادرة لا تهدف إلى أي ربح مادي.

 

«‬كنا حابين ننشر القراءة ونعمل حاجة تفيد توسعها» تسرد فاطمة خطوات المشروع الذي بدأ في أبريل 2014 بتوفير الكتب في بعض المقاهي الشبابية «‬الكافيهات» ولكنها تجربة سرعان ما توقفت لعدم تحقيقها النجاح المرجو علي أرض الواجب، متابعة أن حلم اقرأني بالنجاح الأكبر وتحقيق استفادة أعلي للمتلقين علي أرض الواقع وعدم اعتبار القائمين عليه المبادرة «‬تأدية واجب» أجبرهم علي الإعتراف بإخفاق التجربة الأولي ومن ثم محاولة تخطيها متخذينها وقودا لتحقيق أهدافهم بل وتوسيعها ليدشنوا 3 نشاطات مختلفة هي: «‬ أنت الروي - حدوتة - نادي القراء».

 

توضح فاطمة تفاصيل نشاطها بأن الأول عبارة عن قراءة الكتب بعقول متعددة، وأفكار مختلفة، وأنه أشبه بجلسات العصف الذهني للكتاب الواحد من خلال تحديد كتاب معين لمناقشته في موعد محدد بنهاية كل شهر مع عمومية الدعوة للحضور والمشاركة حتى من لم يقرأه، وأن مشروعها لم يحصر اهتمامه علي القراء.

 

مشيرة إلي أن الاهتمام بحضور غير القارئين يكون أحيانا أكثر لجذب لعالم الورق، وأن حضور المناقشة وتلاقي الأفكار وتنوعها، يجعل غير القارئ مستخلصا لأفكار الكتاب وأهدافه كأنه قرأ الكتاب بعقلية كل الحاضرين، مشبهة ذلك بالنهر الذي لا يقف مجراه ولا يكف عن العطاء، فمشروع »‬اقرأني» لم ينحصر اهتمامه عند «‬الكبار» الناضجين، فحاول من خلال نشاطته المساهمة في تكوين فكر النشء، ومساعدته علي التطور فجاءت نشاطتي «‬حدوتة ونادي القراء».

 

وتقول المسئولة عن اقرأني شكرًا أنهم حاولوا تأصيل سلوك القراءة للشباب بمختلف أعمارهم حتي البراعم منهم - الأطفال - فهدف النشاطين ربط الشباب بالقراءة حدوتة من خلال تجميع الأطفال في أحد المكتبات العامة في موعد شهري، وقراءة كتاب قصصي صغير لهم بطريقة «‬الحواديت» المصرية الأقرب للوصول لعقلية الطفل، مع توزيع نسخ من الكتاب عليهم في نهاية الجلسة، ومتابعتها بنشاط فني يرتبط بموضوع الحدوتة المتغير كل شهر لإدخال المتعة لنفوس الأطفال وربطها بالمتعة «‬مش عايزنهم يملوا من القراية ويحسوها حاجة صعبة من صغرهم».

 

وعن نادي القراء تشرح فاطمة أنه يتم بالتعاون مع مدارس وزارة التربية والتعليم بتجمع شهري بين الطلاب داخل مكتبة المدرسة ليعرضوا موضوعات الكتب التي قرأوها بالفعل ويتبادلوها مع زملائهم وتشجع علي الاستعارة.