«بوابة أخبار اليوم» تحقق في أكبر مهزلة تشهدها المواقع الأثرية

صور| عاصفة غضب بسبب «زواج فى الكرنك»

 مصطفى وزيري
مصطفى وزيري

◄| المتخصصون: مهزلة.. والآثار: الشركة خالفت وإحالة المشرفين للتحقيق

 

يعتبر بهو الأعمدة الكبرى بالكرنك.. أحد أعظم الإنجازات المعمارية فى التاريخ، وأكبر صالة حجرية فى العالم على مساحة ٦ آلاف متر مربع.. شيده أعظم ملوك مصر القديمة.. ويضم ١٣٦ عمودا شاهقة الارتفاع ومنقوشة برسومات لايزال البعض منها يحتفظ بألوانه.


لكن هذا البهو العظيم الذى أذهل العالم كله، تحول فجأة وبدون سابق إنذار إلى صالة لإقامة حفلات الزفاف بعد أن وافق مسئولو الآثار على اقامة العرس داخل صالة الأساطين، وامتدت مناضد الطعام، وللأسف كما تكشف الصور قبل انتهاء موعد الزيارة، والسياح داخل المعبد هالهم ما يرونه، وسلطت أضواء الليزر بأشكال غريبة على الآثار والنقوش والمناظر الأثرية ولم يتبق إلا الفرق الفنية والأغانى والأهازيج ودقوا المزاهر ياللا يا أهل البيت تعالوا!!


الأمر أثار استفزاز المهتمين بآثار مصر وحضارتها، ورصدت «الأخبار» الحدث الذى يعد الأسوأ فى التعديات التى تمت على كنوز مصر وآثارها..


فى البداية يقول مسئول سابق بالكرنك «طلب عدم ذكر اسمه»: من العيب تحويل بهو الأعمدة الكبرى إلى صالة للأفراح فى سابقة تعد الأولى من نوعها، ولا ندرى من فى وزارة الآثار أعطى لنفسه حق الموافقة على هذا الجرم الذى حول صالة الأساطين الكبرى فى معابد الكرنك إلى ملهى ليلى.


ويضيف قائلا: المصيبة أن أمانة وزارة الآثار تقول انه تمت الموافقة على إقامة العرس لزيادة موارد الوزارة فأى زيادة تتحدثون عنها؟ وكم يساوى إقامة مثل هذه الحفلات فى هذه المعابد التى لا تقدر بثمن؟


بدوره يؤكد محمد صالح منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية بالأقصر أن تنمية الموارد لا يعنى تحويل المعابد والمناطق الأثرية لساحات أفراح، وأشار إلى أنه اعتاد على رؤية الحفلات فى الساحات المواجهة للمعابد، أو بعيدا عن المعالم الأثرية بالمعابد مثل ما يحدث فى معبد الأقصر، حيث تقام حفلات العشاء فوق ربوة تطل على المعبد وليس بين أعمدة المعبد.


ويرى صالح أن ما فعلته الوزارة يمثل تعديا بالغا على حرمة الآثار، قائلا: من العيب أن تصبح متاحة لكل من يدفع دون مراعاة لحرمة الأثر وأهميته وما يمكن أن يلحق به من آثار.


بينما وصف ثروت عجمى مستشار غرفة شركات السياحة فى الأقصر إقامة الحفل داخل حرم المعبد وبين معالمه وأعمدته وصروحه بـ«المهزلة»، وطالب باتخاذ التدابير اللازمة لعدم تكرارها، ورفض أن يكون تنمية موارد وزارة الآثار عبر تحويل مناطقنا الأثرية لصالات أفراح ومطاعم ليلية.. لكنه فى نفس الوقت رحب بإقامة أى حفلات بشرط أن تكون فى الأماكن المخصصة لذلك بعيدا عن بهو الأعمدة وصروح ومبانى المعبد.


من ناحية أخرى أكد بيان لوزارة الآثار أن د. مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار كلف مدير منطقة آثار الكرنك بتحرير محضر فى شرطة السياحة والآثار ضد الشركة وأكد انها خالفت الموافقة الرسمية التى حصلت عليها والتى نصت على إقامة حفل عشاء كما هو متبع وليس عقد قران.. إضافة إلى أنه سيتم وقف التعامل مع هذه الشركة تماما. وقد أحال أيضا د. وزيرى مفتشى الآثار المشرفين على الحفل إلى التحقيق.