في نسختها السادسة .. الحرب الإسرائيلية اللبنانية «تُطبخ على نار هادئة»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"مساعي حزب الله في تطوير بنيتها الصاروخية متخذًا من معاقل قرب مطار بيروت مكانًا لتحويل صواريخ أرض أرض إلى صواريخ دقيق"، تلك كانت مزاعم إسرائيلية ساقها المتحدث باسم جيش الاحتلال، افيخاي أدرعي، متذرعًا بتلك الادعاءات من أجل التبرير لضربةٍ عسكريةٍ محتملة قرب مطار لبنان، قال إن إسرائيل تنوي تنفيذها في لبنان على معاقل تابعة لحزب الله.

 

رد لبنان لم يتأخر كثيرًا، فخرج وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ليتهم إسرائيل بتبرير عدوان آخر بمزاعم زائفةٍ لا وجود لها، وقد عقد اجتماعًا مع سفراء أجانب للرد على اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مواقع مزعومة لحزب الله.

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي هاجم إيران من منصة الأمم المتحدة، خلال أعمال الدورة الثالثة والسبعين من الجمعية العامة للمنظمة الأممية، وأقحم لبنان وسوريا والعراق في هذا الهجوم، متوعدًا بمواجهة إيران في سوريا ولبنان والعراق، وهدد أيضًا حزب الله بتوجيه ضربةٍ ساحقةٍ له.

 

تفنيد ادعاءات إسرائيل

ذكرت الخارجية اللبنانية أن الوزارة تنوي تنظيم جولةٍ للسفراء الأجانب لأحد المواقع على الأقل التي تدعي إسرائيل بأنها معاقل لحزب الله، لتفنيد تلك الادعاءات، التي تنذر بوقوع حرب بين البلدين ستكون السادسة إن حدثت، وخطب وزير الخارجية اللبناني فيهم قائلًا، ستكونون اليوم شهودًا على كذب نتنياهو.

 

خمس حروبٍ جمعت لبنان بإسرائيل منذ قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، بدأت عام 1978، تلتها حرب 1982، ثم حرب عام 1993، فحرب 1996، أما أشدها وأعنفها على الإطلاق كانت الخامسة التي كانت عام 2006.

 

حرب 2006 تلك كانت عبارة عن عدوانٍ إسرائيليٍ غاشمٍ على جنوب لبنان، وتسبب في مقتل نحو 1200 شخصٍ من الجانب اللبناني أغلبهم من المدنيين، كما أرغمت الحرب نحو نصف مليون لبناني، في بلدٍ تعداد سكانها وقتها لا يتجاوز الأربعة ملايين، على النزوح من مناطق القتال، واستقبلت مدينة صيدا وحدها نحو مائة ألف نازحٍ.

 

كلام حرب

ولتفادي هذا السيناريو المأساوي، شدد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، على أن التهديدات الإسرائيلية لا ينبغي أن تمر مرور الكرام، قائلًا، "نحن أمام وضعٍ خطيرٍ، بل أمام كلام حرب".

 

وأضاف بري "أن ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وغيره من الإسرائيليين هو أخطر كلام ضد لبنان، وأن هذه الموجة، مستمرة عبر مسلسلٍ متواصلٍ بدءًا من العقوبات وصولًا إلى المطار"، مطالبًا اللبنانيين بالتعاطي مع الحدث بما يستحقه من يقظةٍ وحذرٍ، وقبل التحصين أكد ضرورة وحدة الصف اللبناني في مواجهة العدوان المحتمل.

 

وكانت روسيا قد حذرت إسرائيل، على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف، من مغبة شن عدوانٍ على الأراضي اللبنانية، وبالتحديد قرب مطار بيروت، واصفًا الأمر إن حدث بأنه سيكون خرفًا فظًا للقانون الدولي.

 

ومن هنا، يبدو الوضع في لبنان مفتوحًا على كافة الاحتمالات، ولا يستبعد أن تقدم إسرائيل نحو شن عدوانٍ جديدٍ كالذي كان عليه قبل اثني عشر عامًا، خلال صيفٍ عاشت فيه لبنان أيامًا عصيبةً، على وقع اعتداءاتٍ عسكريةٍ إسرائيليةٍ نالت من الأراضي اللبنانية الكثير.