جدال «المحافظين» أزمة «ماي» حول خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي

تيريزا ماي
تيريزا ماي

بدأ اليوم الأحد 30 سبتمبر الاجتماع السنوي لحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، وهو أصعب اجتماعٍ سنويٍ يعقده الحزب، في ظل أجواءٍ عصيبةٍ تعيشها بريطانيا على وقع مباحثات الخروج من الاتحاد الأوروبي المتعثرة منذ بدايتها إلى غاية الآن.

 

وترغب زعيمة الحزب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في حشد تأييد حزبها لخطتها بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والتي تشكل مثار جدلٍ كبيرٍ في الأوساط السياسية البريطانية، شمل أيضًا كبار أعضاء حزبها الحاكم.

 

تطلعات ماي في دعم المحافظين لخطتها تبدو ليست في المتناول، في ظل المواقف الرافضة لخطة الخروج من قبل أهم قادة الحزب، وعلى رأسهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون.

 

معارضة داخل الحزب

بوريس جونسون الذي استقال قبل عدة أشهر نتيجة اعتراضه على بنود الخطة التي تنوي ماي من خلالها الانسحاب من التكتل الأوروبي، وصف الخطة بأنها مشوشة.

 

وذكر جونسون في تصريحاتٍ لصحيفة "صنداي تايمز"، أنه شارك في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي على عكس رئيسة الوزراء،

 

وأضاف "على عكس رئيسة الوزراء فقد حاربت من أجل ذلك، أنا مؤمن به، وأعتقد أنه السبيل الصحيح لبلادنا وأعتقد أن ما يحدث الآن ليس هو ما وُعد به الناس في 2016".

 

وصوّت الشعب البريطاني في يونيو عام 2016 لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بأغلبيةٍ طفيفةٍ بلغت 51.9%، مقابل رفض 48.1% مسألة الخروج من التكتل الأوروبي، وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 72.2%.

 

ولم يقتصر رفض خطة ماي عند جونسون فقط، فالوزير السابق الموكل بشئون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيز وصف مقترحاتها بـ"الخاطئة".

 

خطة تشيكرز

خطة ماي المعروفة باسم "تشيكرز" تواجه ضغوطًا كبيرةً سواء من بريطانيا أو من الاتحاد الأوروبي الذي رفض بعض أجزائها، لتتعهد رئيسة الوزراء البريطانية بالنظر في مخاوف بروكسل.

 

وتدافع ماي عن خطتها، فتقول، خلال حديثٍ لها مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، "في قلب خطة تشيكرز يوجد اتفاق للتجارة الحرة، منطقة للتجارة الحرة وتجارة لا خلاف حولها.. تشيكرز الآن هي الخطة الوحيدة المتاحة على الطاولة وتحقق ما صوّت البريطانيون) من أجله، كما تحقق مطالب مواطني أيرلندا الشمالية".

 

وتعد أزمة أيرلندا الشمالية، من أكبر معضلات انسحاب بريطانيا من التكتل الأوروبي، وذلك نتيجة خلافاتٍ عالقةٍ بين أيرلندا، إحدى بلدان الاتحاد الأوروبي، وجارتها أيرلندا الشمالية، إحدى دول المملكة المتحدة، وقد تنامت تلك الخلافات مع خروج بريطانيا المنتظر من الاتحاد الأوروبي.

 

وتقول ماي، "إنني بشكلٍ حاسمٍ أؤمن أيضًا بتنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي بأسلوب يحترم التصويت ويحقق ما صوت البريطانيون لأجله لكن بما يحمي اتحادنا ووظائفنا ويضمن نجاح الانسحاب في المستقبل"، وذلك في تلميحاتٍ منها لتصريحات وزير خارجيتها السابق بوريس جونسون، والتي ذكرناها سلفًا.

 

وتجدر الإشارة إلى أن بريطانيا، وفقًا لاتفاق "بريكست"، ستكون خارج الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من مارس المقبل، حتى ولو لم يتم التوصل لاتفاقٍ حول خروجها من الاتحاد الأوروبي مع قادة بروكسل.