نبرة مفاجئة من بيونج يانج .. ثقة كوريا الشمالية في أمريكا «منعدمة»

كيم جونج أون ودونالد ترامب
كيم جونج أون ودونالد ترامب

لم يؤذن بعد لشهر العسل أن يحل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، رغم النقلة الهائلة في مسار العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة، بعد سنواتٍ من العداء الشديد بين البلدين، و خففت من وطأة النزاع بين البلدين قمة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في سنغافورة في الثاني عشر من يونيو الماضي.
وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونج قال أمام الأمم المتحدة اليوم السبت 29 سبتمبر إن استمرار العقوبات على بيونج يانج يزيد من عدم ثقتها في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه بدون أي ثقة في الولايات المتحدة لن تكون هناك طمأنينة في أمن بلاده القومي وسيكون من المستحيل في ظل مثل هذه الظروف أن تبادر بيونج يانج لنزع سلاحها النووي من جانب واحد.

وألقى ري يونج كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لم يحضر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أعمال القمة في نيويورك.

عقوبات مستمرة

ورغم القمة التي جمعت ترامب بكيم جونج اون، والتي تعهدا خلالها بتحسين العلاقات، والتنسيق سويًا بشأن الملف النووي الكوري الشمالي، استمرت إدارة ترامب في تثبيت العقوبات الموقعة على بيونج يانج، ولم تقم بتجميدها، وهو ما خلف استياءً شديدًا لدى حكومة بيونج يانج تجلى اليوم في خطاب وزيرة خارجيتها أمام الأمم المتحدة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أبلغ مجلس الأمن يوم الخميس الماضي بأن تطبيق عقوبات مجلس الأمن يجب أن يستمر بلا هوادة ودون توقف حتى يتم تحقيق نزع السلاح النووي بصورة كاملة ونهائية من كوريا الشمالية.

وفي هذا الصدد، يقول ري يونج، "التصور بأن العقوبات بإمكانها تركيعنا هو حلم من أحلام اليقظة لأشخاص يجهلوننا"، مضيفًا أن هناك خطوات مهمة تثبت حسن النوايا مثل وقف اختبارات الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات وتفكيك موقع الاختبارات النووية بصورة شفافة والتعهد بعدم نقل الأسلحة النووية أو التكنولوجيا النووية تحت أي ظروف.

واستطرد قائلًا، "ومع ذلك لم نر في المقابل أي استجابة من الولايات المتحدة".

ثناء ترامب على كوريا الشمالية

ويأتي هذا الموقف من قبل وزير خارجية كوريا الشمالية، والذي بطبيعة الحال يعبر عن رؤية الدولة الكورية الشمالية، رغم إثناء ترامب في كلمته التي ألقاها الثلاثاء الماضي أمام الجمعية العامة على الزعيم الكوري الشمالي.

وقال ترامب، "إننا تفاعلنا مع كوريا الشمالية، للبعد عن النزاع والدفع نحو السلام، واتفقنا على ذلك خلال قمة مع كيم في سنغافورة، وشهدنا عددًا من التدابير بين البلدين، وأن التجارب النووية في كوريا الشمالية قد توقفت، وتم تفكيك بعض المرافق العسكرية".

وتابع الرئيس الأمريكي قائلًا "كما وُعدنا، فقد تم إطلاق سراح رهائننا، وأنا أشكر الرئيس كيم على ما قام به، وأشكر الدول الأعضاء التي ساهمت في تحقيقنا لهذه اللحظة".

وفي ضوء ذلك، يبدو الموقف الكوري الشمالي مفاجئًا في ظل نبرة التسامح التي أبان عليها ترامب في خطابه تجاه كوريا الشمالية، فلم يكن ينتظر أن تصعد بيونج يانج موقفها تجاه واشنطن، ولكن ما حدث كان خلاف ذلك.