حوار| أشرف الشيحي: الإقبال يتزايد على «الجامعة الصينية».. وترقبوا فرعًا جديدًا بالقاهرة

رئيس الجامعة المصرية الصينية خلال حواره مع محررة بوابة أخبار اليوم
رئيس الجامعة المصرية الصينية خلال حواره مع محررة بوابة أخبار اليوم

- ليس لدينا كتبًا دراسية.. و«كله بالكمبيوتر»
-لدينا 3 كليات.. وننتظر قرار جمهوري لإضافة ثلاث أخرين
-نقدم 12 منحة للمتميزين في المحافظات الحدودية والنائية.. ومنح خاصة لأبناء الشهداء 
10٪  فقط زيادة في المصروفات.. وهذه اشتراطات سفر الطلاب إلى الصين


بعد عام كامل وتحقيق انجازات، استطاعت الجامعة المصرية الصينية أن تقف بيد صلبة على أرض مصرية، وبدأ الإقبال يتزايد عليها للسنة الثانية.
حرصت «بوابة أخبار اليوم» على إجراء حوار مع د. أشرف الشيحي رئيس الجامعة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، للتعرف على استعدادات الجامعة للعام الدراسي الجديد، وشروط الالتحاق بالجامعة ومصرفاتها، وإلى نص الحوار..

بداية.. ما الذي حققته الجامعة المصرية الصينية في العام الدراسي السابق الذي كان أول عام لها؟
تم بالفعل التدريب الميداني للطلاب والارتباط  بمجتمع الصناعة بأشكال مختلفة لضمان أن بمجرد تخريج الطلاب يستطيعون الاحتكاك بسوق العمل واحتياجاته، وبالفعل تم توقيع اتفاقيات مع وزارة الإنتاج الحربي والطيران وهيئات كتيرة جدا ومجموعه ديتا الصناعية الصينية الموجودة  في منطقه خليج السويس.

ما الذي يميز الجامعة الصينية عن الجامعات الأخرى؟
نحن ننفرد بانخفاض الكثافة الطلابية، وكأن جامعتنا مثل فندق به ٥٠ غرفة فقط، ويحظى كل فرد فيه بالاهتمام والعناية الكافية.
في المقابل الكثير من الجامعات الأخرى، مثل الفندق الذي يحوى ألف غرفة مثلًا فيكون الاهتمام بالأفراد النزلاء محدودًا وضعيفًا للغاية، وبالتالي سيكون هناك قصور وتجاوزات كثيرة، وهذا ما يميز الجامعة الصينية بعدد طلابها المحدود.
فجميع الأساتذة والمعيدين يعرفون الطلاب جيدًا، ويدركون مستوياتهم، لأن كل عضو من أعضاء هيئة التدريس مسئول عن ١٠ طلاب فقط، يتابعهم جيدًا بشكل مباشر على مدار العام الدراسي بالكامل، ويعمل على حل مشكلاتهم أولًا بأول، وهذا يشعر الطالب بأنه موجود في أجواء نموذجية صحية.

كم عدد الطلاب الذين استقبلتهم كليات الجامعة في العام الجديد؟
هناك إقبالًا شديدًا في العام الدراسي الجديد، بنحو850 طالب جديد، منهم 150 في الهندسة و 350 بالاقتصاد و350 للعلاج الطبيعي، وهذا هو الحد الأقصى للزيادة.  
نحن في الجامعة لدينا ثلاث كليات، هي الهندسة للعام الثالث، والاقتصاد والتجارة الدولية والعلاج الطبيعي للعام الثاني، وسنضم الصيدلة بداية العام الدراسي المقبل، بالإضافة إلى كليات أخرى خلال أعوام وسوف يكون الفرع في مدينة نصر أي في قلب القاهرة 
وطلاب كلية التجارة مقسمون على ثلاث مجموعات، ولا نسمح بأن يزيد عدد الطلاب بالمدرج على ٦٥ طالبًا، كي نتيح الفهم والاستيعاب للجميع، بالإضافة إلى أن المكان به كل التجهيزات اللازمة من تكييفات ونظافة وتكنولوجيا حديثة متطورة لخدمة العملية التعليمية.
كما أننا نختار أعضاء هيئة التدريس بعناية شديدة، ولدينا نظام مراقبة ومحاسبة يتيح للجميع الحصول على حقوقه كاملة.

كيف تختلفون في المناهج وطرق التدريس؟
المناهج لدينا أقرت علي مستوي محلي ودولي، بالإضافة إلى تخصص علميه مشتركه مع جامعات أجنبيه علي أعلي مستوي 
ولا توجد لدينا كتب دراسية ورقية والاعتماد يكون على النظام الإلكتروني كليًا فى دراسة المواد العلمية للمقررات الدراسية للطلبة «أون لاين»، بالإضافة إلى فتح Open access على بنك المعرفة ليكون Free Download.
كما أن لدينا مكتبة بها المراجع العلمية، واتفقنا مع دور النشر على نسبة تخفيض تُعطى مباشرة للطالب وليس للجامعة، وذلك بخلاف الأماكن الأخرى التي تحصل الأموال من الطلاب، وتتولى هي توريد الكتب لهم، وتحصل على نسبة خصم بنمو ٢٥٪. ونحن نوفر كل هذا بالرغم من أن الطالب لن يحتاج إلى ذلك كثيرًا، لأن مكتبة الجامعة تحوى كل المراجع العلمية بالمجان.

هل هناك أي نشاطات للطلاب في فترة الصيف؟
- نعم، فمن ضمن مميزات الجامعة أن هناك طلابًا حاليًا يدرسون «السمر كورس» لتحسين تقديراتهم، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الطلاب حاليًا فى مواقع إنتاج وشركات عالمية، حيث يتدربون ميدانيًا لتأهيلهم لسوق العمل بداية من السنة الدراسية الأولى، مثل وزارتي الطيران والبترول ومعهد بحوث البترول والإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع بالإضافة إلى شركات صينية في قناة السويس، ما يتيح لهم الالتحاق بسوق العمل مباشرة دون تدريب آخر وبكفاءة عالية.


ماذا عن المنح الدراسية التي تقدمها الجامعة المصرية الصينية؟ 
الجامعة المصرية الصينية، تقدم عدد من المنح الدراسية للمتميزين من أبناء المناطق و المحافظات الحدودية والنائية بإجمالي عدد 21منحة لمحافظات مطروح والبحر الأحمر والوادي الجديد. وذلك للدراسة بكليات الجامعة المختلفة كالعلاج الطبيعي و الهندسة والاقتصاد والتجارة الدولية. 
والمنح التي تقدمها الجامعة المصرية الصينية لأبنائها من الطلاب المصريين المتميزين في المحافظات النائية ما هي إلا واجب وطني، ودور محوري للجامعة في دعم وتنمية محافظات مصر الحدودية والنائية التي تفتقد وجود مؤسسات تعليمية قوية علماً بأن الجامعة تحرص على أن يكون الطلبة المستفيدون بالمنح من الذين تنطبق عليهم الشروط والضوابط الصادرة من المجلس الأعلى للجامعات الخاصة والأهلية في هذا الشأن.
كما تقدم الجامعة أيضا منح كاملة للأبناء الشهداء والطلاب المتفوقين غير القادرين والطلاب المتميزين الغير قادرين بموجب بحث اجتماعي. 

كم تبلغ المصروفات الدراسية بالجامعة؟
- مصروفاتنا نفس العام الدراسي السابق، لكن بزيادة أقل من 10٪  للطلاب الجدد فقط ، بعكس الجامعات الأخرى التي ضاعفت القيمة.
ولكن إذا قارنا بالمصروفات الجامعية ستجد أن هناك جامعات تضع أسعارًا للمصروفات لا تشمل الكتب والأدوات الدراسية الأخرى، أما مصروفاتنا فتشمل كل شىء.

هل يتم تحصيل المصروفات بالدولار؟
- لا، نحن نحصل المصروفات بالجنيه المصري، برغم أن كثيرًا من الجامعات تحصل المصروفات بالعملات الصعبة، وبالرغم أيضًا من أن لدينا اتفاقيات مع جهات ومؤسسات تعليمية أجنبية مشتركة في العديد مع دول العالم، ونتيح للطلاب السفر للصين ودول أخرى والدراسة هناك لعام كامل بها كجزء من دراستهم.

ما اشتراطات سفر الطلاب إلى الصين؟
- إجادة اللغتين الإنجليزية والصينية لأن التعليم هناك باللغة الأولى والحياة بالثانية، بالإضافة إلى شرط التفوق العلمي، ونحن كجامعة نعلمهم اللغة الصينية، ونجهزهم كي يكونوا قادرين على المعايشة والتعلم هناك، وهذا جزء ضمن التدريب الميداني الذي تتميز به الجامعة. 

هل ترصد الجامعة ظروف سوق العمل.. وما تحتاجه من تخصصات؟
أنا كنت وزيرًا للتعليم العالي ووضعنا استراتيجية مصر ٢٠٣٠ للتعليم، وهذا يعنى أننا نفكر في المستقبل وما تتطلبه سوق العمل، وكيف سيصبح البلد بعد ١٥ سنة مقبلة وفرص العمل المتوقعة.
وبناءً على ذلك حددنا أوجه الضعف لدينا والقصور وكيفية معالجتها، وهنا نستطيع أن نقول إن فكرة التعلم للتوظيف تغيرت، والجديد هو إعداد خريج يكون قادرًا على خلق فرصة العمل بنفسه، وهذه هي ريادة الأعمال التي نعلمها للطلاب لاكتساب مهارات وقدرات وثقة بأن يكونوا قبل تخرجهم جاهزين لتنفيذ مشروعاتهم.

ماذا عن سوق العمل الخارجية؟
السوق العالمية تقول إن كل ١٠ وظائف سيختفي منها ٩ وظائف تقليدية، وإن المستقبل للشركات الصغيرة الناشئة على يد من يتعلمون ريادة الأعمال والاعتماد على النفس، لذلك تعمل الجامعة على إكساب هؤلاء الطلاب كل هذه المهارات من خلال مركز الابتكار «Innovation Center» الموجود بالجامعة والحضانات، التى تتبنى الأفكار الإبداعية، بالإضافة إلى الأساتذة، الذين يعملون على مساعدة المبدعين منهم على تنفيذ أفكارهم.

كيف يجرى إعداد الطالب من حيث المهارات والإبداع؟
التفكير ثم التفكير، نحن قادرون على أن نجعل الطالب يفكر كثيرًا، وذلك يؤدى إلى الإبداع والابتكار وتأهيله إلى سوق العمل، لا بد من تعليم الطلبة التفكير الإبداعي الخلاق.

ماذا عن دور الجامعة في دعم العلاقات المصرية الصينية؟
أعتقد دور مهم جدا لأن الجامعة الصينية هي الوحيدة في الشرق الأوسط وأفريقيا والمنطقة العربية، وكلنا نعلم أن التجربة الصينية أصبحت مطلوبة جدا سواء في التعليم أو في إعداد الكوادر لسوق العمل، فهذا يعمق العلاقات المصرية الصينية .
وبالفعل لنا دورًا كبيرًا من خلال التعاون العلمي والدرجات العلمية المشتركة والوفود، ونسهم في دعم الاستفادة بالتجربة الصينية الرائدة رقم واحد في العالم بالمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.

هل تسهمون في توطين صناعة الإلكترونيات بمصر؟
نعمل على الارتباط بالصناعة والتدريب والابتكار، وهناك وسائل كثيرة في ذلك منها استيراد الصناعة وبيعها كمنتج وهذه الطريقة الأسهل.
وهناك تجربة أخرى وهى تصنيع التكنولوجيا الخاصة بنا، وهذا ما يحتاج الفكر الإبداعي وتبنى الأفكار من أجل إخراج منتج مصري بفكر وطني، وما بين الاثنين هناك ما يُسمى بنقل وتوطين التكنولوجيا، وذلك من خلال شركات أجنبية تتولى التصنيع داخل مصر وتحصل على نسبة من هذا، مثل صناعة السيارات التي تشكل ٤٠٪ منها تصنيعًا محليًا، على أن تتزايد هذه النسبة ثم بعد ذلك يكون الإنتاج مصريًا ١٠٠٪.

هل تحتاج مصر جامعات جديدة؟
- بالطبع، نحتاج أكثر من ٥٠ جامعة أخرى، وهذا جزء من إستراتيجية ٢٠٣٠، لكن الأمر لا يُحسب بعدد الجامعات بل بفرص التعليم، فهناك جامعة بها ٥٠٠ طالب وأخرى بها ٢٥٠ ألفًا، وهكذا يجرى التفكير.
نحن لدينا ٢٤ جامعة حكومية تتحمل ٦٧٪ من التعليم في مصر، والخاصة الـ٢٤ أيضًا تتحمل ٥٪ فقط، في حين تتحمل جامعة الأزهر ١٣٪، والباقي للمعاهد الخاصة.
وفى ٢٠٣٠ ستزيد الجامعات الحكومية بحسب توسعاتها المستقبلية ٣ جامعات جديدة، وذلك فى المحافظات المحرومة، مثل جنوب سيناء والبحر الأحمر والوادى الجديد ومطروح، ٢٠١٩.

وإلى معاهد متخصصة أيضًا؟
- نعم، فى الدول المتقدمة، مثل أمريكا هناك من ١٠٢ إلى ١٠٧ تخصصات علمية لهذه الكليات.
وليس صحيحًا أن ننظر إلى التعليم بأنه تعليم عالٍ بدرجة ليسانس أو بكالوريوس فقط، لأن هناك تجارب ناجحة في ألمانيا واليابان وأمريكا مثلًا في التعليم المتوسط وفوق المتوسط.

لماذا لا توجد في مصر كليات أو معاهد للطب البديل أو صناعة المعارض برغم أنه معترف بها في دول كثيرة؟
الطب البديل هو أحد المجالات التي تُدرس في كليات الطب كجزء من المنهج، وليس كبرنامج منفرد، ونحن في الجامعة المصرية الصينية لدينا كلية العلاج الطبيعي التي تدرس الطب البديل والعلاج الصيني، لأنها ترتبط بالثقافة الصينية، وسيجرى تفعيل ذلك في كلية الصيدلة والمستحضرات الطبية، لأننا جامعة غير تقليدية.

هل تقبلون طلاب محولة من جامعات أخري؟ وما هي آليات ذلك؟
يحرص عدد من الطلاب على تحويل للجامعة المصرية الصينية، ولكن  نحن نقبل  المتميزين والناجحين منهم ويجب أن يكون التقدير عالي. 

وأخيرًا.. هل سيكون هناك مقار أخري للجامعة ؟
نعم سيكون هناك مقر أخر للجامعة في العام الدراسي المقبل وهو قريب من المقر الحالي بعشر دقائق في مدينة نصر، والموقع هناك أكثر من 16فدانًا جاري العمل فيهم لإنشاء كليات جديدة، تضم للكليات الموجودة، والسنة القادمة سيتم إضافة كلية الصيدلة للجامعة، ونحن في انتظار صدور قرار جمهوري بإضافة ثلاثة كليات جديدة «فنون وعلاج طبيعي وأسنان».