زعيما «إيران» و«أوكرانيا» في الأمم المتحدة.. كلٌ يغني على ليلاه

حسن روحاني وبيترو بوروشنكو
حسن روحاني وبيترو بوروشنكو

في ساحة مقر الجمعية العامة بنيويورك وتحت مظلة الأمم المتحدة، عجت المنظمة الأممية بكافة الأطياف السياسية، ففي مكانٍ واحدٍ جلس الأضداد، ورغم أن جميعهم انضوا تحت راية الأمم المتحدة إلا أنهم أبانوا في خطاباتهم على عدائهم الموجه تجاه أطرافٍ معينةٍ، لتصبح الأمم المتحدة ساحةً لتصفية الحسابات السياسية، ولو عن طريق التصريحات، بين زعماء البلدان.

الولايات المتحدة وروسيا، القطبان الكبيران على الساحة الدولية، كانا في مرمى اتهاماتٍ ، والمفارقة أن واشنطن وموسكو، كلٌ منهم يدعم على حدةٍ الطرف الآخر الذي يعادي أمريكا وروسيا، سواء بصورةٍ علنيةٍ أو من وراء الستار.

أمرٌ يبدو عاديًا، فروسيا والولايات المتحدة يعيشان حالة من الفتور في العلاقات، يصورها البعض بأنها تشبه ما كانت عليه إبان الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن الماضي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقًا قبل انهياره وتفككه عام 1991.

وهنا محور حديثنا يدور حول دولتين هما أوكرانيا وإيران، فالأولى تظهر العداء لروسيا منذ عام 2014، والثانية في عداءٍ أزليٍ مع الولايات المتحدة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

هجوم أوكراني على روسيا

البداية مع أوكرانيا، فعدائها لروسيا بدأ عام 2014 وقتما اندلعت احتجاجاتٍ شعبيةٍ ضد حكم الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، المدعوم من روسيا، وعلى ضوء الاضطرابات في أوكرانيا، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، خلال استفتاءٍ نظمته في الإقليم في منتصف مارس من ذلك العام، وهو الاستفتاء الذي لم تعتد الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي بشرعيته، في حين تعتبر كييف موسكو تحتل منطقة القرم.

رئيس أوكرانيا الحالي بيترو بوروشنكو لم يفوت فرصة حضور أعمال الدورة الثالثة والسبعين من الأم المتحدة لتزكية العداء بين بلاده وروسيا، واتهم بوروشنكو موسكو بمحاولة احتلال بحر آزوف، حسب إدعائه، داعيًا في الوقت ذاته الأمم المتحدة لتبني عقوباتٍ ضد روسيا.

وبحر آزوف هو بحرٌ متفرعٌ من البحر الأسود في جزئه الشمالي ويتصل به عن طريق مضيق كيرتش، وهو يقع على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، فيطل على الشواطئ الأوكرانية من شماله وعلى روسيا من جهة الشرق وشبه جزيرة القرم من الغرب.

 بوروشنكو خصص معظم حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لسيلٍ من الاتهامات المختلفة تجاه روسيا، في وقتٍ غاب فيه الوفد الروسي، الذي كان يقوده وزير الخارجية سيرجي لافروف عن حضور كلمة الرئيس الأوكراني، وانسحب الوفد بالكامل من القاعة قبيل صعود بوروشنكو على المنصة.

ومن جانبه، حث الرئيس الأوكراني واشنطن على التدخل لإيجاد حل لقضية المخرج الأوكراني أوليج سينتسوف، الذي حكمت عليه روسيا بالسجن لمدة 20 عامًا، وذلك بعد أن ندد بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وهو يقبع في السجون الروسية بعد أن وُجهت إليه تهم الإرهاب والاتجار بالأسلحة من قبل الإدعاء الروسي.

هجوم إيراني على أمريكا

أما إيران، فعلى النقيض من ذلك، فقد تركزت كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني صوب الولايات المتحدة، واستهل كلمته بتوجيه انتقاداتٍ لواشنطن لانسحابها من الاتفاق النووي المبرم مع طهران، وذلك بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو الماضي الانسحاب منه، زاعمًا أن إيران خرقت روح الاتفاق النووي.

وفي معرض هجومه على الولايات المتحدة، قال روحاني إن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة ترامب عازمةٌ على جعل كل المؤسسات الدولية غير فعالة، متهمًا واشنطن بأنها تدعو للمباحثات وتسعى لإسقاط النظام الإيراني في آنٍ واحدٍ، متحدثًا عن أن الأمر يعد مفارقةً.

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بداية الحوار مع الولايات المتحدة تكون بإنهاء التهديدات والعقوبات الظالمة التي تنافي مبادئ الأخلاق والقانون الدولي، حسب رأيه، متسائلًا عن كيفية دخول إيران في اتفاق مع إدارة أمريكية تنتهك سياسات الإدارة السابقة؟

وتصريح روحاني هذا إشارةٌ منه لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما مع إيران في أبريل عام 2015، رفقة خمسٍ من القوى العظمى في العالم (روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين).

وكان ترامب قد وجه اتهاماتٍ هو الآخر خلال كلمته بالأمم المتحدة للنظام الإيراني، واصفًا إياه بأنه ديكتايوري فاسد، وقد اتهم زعماء إيران بنشر الفوضى والموت والدمار، حسب قوله.