«تمسكوا بإيمانكم»..رسالة البابا فرنسيس إلى الكاثوليك في الصين

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

تحت عنوان «للأبدِ رَحمَتُه وإِلى جيلٍ فجيل أَمانَتُه»، أكد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، علي ذكر الصين في صلاته اليومية، وأن رسالته لهم هي رسالة تقدير لمثابرتهم في المحن وثقتهم المتجددة في العناية الإلهية حتى في أصعب الأوقات.

 

وأضاف قداسته أن الصين دائمًا أرض غنية بفرص كثيرة، كما أن شعبها هو صانع وحارس للتراث الممتلء بالحكمة والثقافة الثمينة، مشيرا إلى أن اللقاء سيكون مثمرا إذا تم بواسطة الحوار، وتطرق البابا إلى الأحداث في الآونة الأخيرة في الصين خاصة السياسية، مؤكدًا أن السير معًا يقود إلى بناء مستقبل أفضل.

 

واقترح  بابا الفاتيكان، بعض التأمّلات، كما قدم بعض الأفكار الروحيّة الرعويّة من أجل المسيرة التي دعا للقيام بها في هذه المرحلة الجديدة، حيث أشار إلى الاتفاق المؤقت الذي كان ثمرة حوار مؤسسي طويل بين الكرسي الرسولي والسلطات الحكومية الصينية، مؤكدا على أن المسيرة تتطلب الوقت والجهد.

 

وتابع: "هذه المسيرة تتطلّب وقتًا وتفترض حسن نيّة الأطراف، ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالكنيسة في الصين وإنما بالالتزام بالقيم الإنسانية".

 

هذا وقد أضاف بابا الفاتيكان أنه بصفته خليفة لبطرس فهو يدعوهم للثبات في الإيمان الذي كان على مثال إبراهيم وإيمان مريم العذراء مشجعا لهم أن يثقوا "برب التاريخ" كي يتم تعزيز البشارة بالإنجيل في الصين، وإعادة بناء وحدة الكنيسة بشرط مواجهة مسألة "التعيينات الأسقفية أولا".

 

وقام بابا الفاتيكان بدعوة جميع كاثوليك الصين، أن يكونوا دعاة مصالحة في سنته الحبرية السادسة، والتي وضعها تحت شعار "محبة الله الرحيمة"، آملا أن يساعد المسار الجديد على شفاء جراحات الماضي، كما أضاف قداسته أن الاتفاق المؤقت الذي تم التوقيع عليه مع السلطات الصينية اقتصر على بعض الجوانب الخاصة بحياة الكنيسة، ويمكن أن يساعد فيه البداية الجديدة للكنيسة الكاثوليكية في الصين، وأن الكرسي الرسولي سيقوم بدوره حتي النهاية و لكن على الأساقفة والكهنة والمكرّسين والمؤمنين العلمانييّن، دورٌ هامٌ وهو البحث عن مرشحين ليكونوا ذي مسئوليات في الكنيسة كالخدمة الدقيقة الأسقفية والمهمة، وعلى العلمانيين أن يكونوا متحدين لكي يساعد كل منهم بدوره في النهضة الجديدة للكنيسة الكاثوليكية الصينية.

 

كما شجع قداسة الباب فرنسيس، الأساقفة و الكهنة والمكرسين أن يخدموا بفرح، وأن يعملوا بتواضع، ويظهروا عمل الله من خلالهم، وأن تكون المحبة الرعوية هي أساس خدمتهم، كما دعاهم أيضا ألا يجعلوا حياتهم متحفا للذكريات، وأن يسمحوا للروح القدس بالعمل والاستماع لإرشاده الذي يدعوا دوما للسلام، كما دعى جميع المؤمنين في العالم أن يرافقوا إخوتهم بالصلاة ليشعروا إنهم ليسوا وحدهم في كل ما يحيط بهم في الدرب.