حكايات| بدأت مع «الهضبة».. رحلة أحمد صلاح حسني من الملاعب إلى الفن

أحمد صلاح حسني
أحمد صلاح حسني

هدّاف بدرجة فنان، لم يكن يدري بأنه سيترك سحر كرة القدم ليعيش في سحر الفن والموسيقى والدراما خلال فترة وجيزة وقبل كسر حاجز الأربعين، فكانت حياته مختلفة وحكايته غير كل حكايات لاعبي الكرة في تاريخ مصر.. إنه أحمد صلاح حسني.

 

 

أحمد صلاح حسني ولد في 11 يوليو من العام 1979، بالقاهرة ليبدأ رحلته مع كرة القدم داخل النادي الأهلي في سن صغيرة ويتدرج في قطاع الناشئين حتى أصبح أحد عناصر منتخبات الشباب والمنتخب الأولمبي في العام 1997، وتظهر موهبته بكل قوة معبرة عن نجم كبير قادم في سماء كرة القدم المصرية.

 

 

 

احتراف مبكر

 

بعد ضغوط كبيرة من والده صلاح حسني، الذي كان يرتبط بعلاقة وطيدة مع الراحل صالح سليم، رئيس النادي الأهلي، خرج أحمد صلاح حسني من فريق شباب النادي الأهلي، إلى شتوتجارت الألماني ليلعب مع الفريق الأول (الثاني) للنادي الألماني الكبير في سن العشرين عام 1997.

 

لعب أحمد صلاح حسني مع الفريق الثاني لشتوتجارت الألماني باعتباره لاعبًا شابًا قدم من الدوري المصري ولا يملك الخبرات التي تؤهله للعب للفريق الأول، ولكن سرعان ما تلقفته عين يواكيم لوف، المدير الفني الشاب آنذاك، والذي يتولى حاليًا تدريب منتخب ألمانيا الأول، وبدأ رحلته مع النجومية ضمن صفوف شتوتجارت بين الكبار.

شارك أحمد صلاح حسني على مدار 3 مواسم في 26 مباراة مع شتوتجارت في الدوري الألماني وسجل هدفين، ولم يكن قد أتم عامه العشرين بعد، ليبزغ نجمه وبشدة وينضم لمنتخب مصر الأول تحت القيادة الفنية للفرنسي جيرارد جيلي في العام 2000.


 

بين مصر وأوروبا

 

وصل أحمد صلاح حسني إلى مرحلة النضوج الكروي مبكرًا، فقاد هجوم منتخب مصر وهو في سن العشرين في وجود عمالقة على رأسهم حسام حسن وبعد ذلك الشاب أحمد حسام «ميدو»، ولكنه لم يستمر طويلا في الدوري الألماني، فرحل عن شتوتجارت في 2001 إلى جينت البلجيكي الذي قضى موسمين ضمن صفوفه.

 

وفي العام 2003 عاد أحمد صلاح حسني إلى الدوري المصري عبر بوابة النادي الأهلي بيته الأول، ولعب له موسمًا، قبل الرحيل إلى رايز سبور التركي، الذي لعب له في الفترة من 2004 إلى 2006، وعاد إلى مصر مجددًا ولكن إلى نادي الزمالك الذي لم يشارك معه في أي لقاء.


 

ورغم انتقاله رسميًا إلى صفوف المقاولون العرب ثم الإسماعيلي بعد ذلك وتليقه عرضًا خرافيًا من الدوري الصيني في 2008، إلا أنه فضّل إعلان الاعتزال في مفاجأة لكل متابعي الساحرة المستديرة في مصر، لأن انطلاقته القوية في أوروبا ومع منتخب مصر لم تكن توحي بهذه النهاية الحزينة مع كرة القدم.

مفاجأة فنية

 

في العام 2011 ظهر اسم أحمد صلاح حسني على أغنية «معاك برتاح» للمطرب الشهير عمرو دياب، وأعلن نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، أنه بدأ التلحين منذ فترة طويلة تزيد على 20 عامًا، أثناء ممارسته كرة القدم.

 


لحّن أحمد صلاح حسني عدد من الأغنيات منها «عايزة ايه» وهي الأغنية الأولى التي قدمت محمد حماقي للجمهور بعد أن اعتزل كرة القدم مبكرًا، حين كان أحد ناشئي النادي الأهلي ومن هناك تعرف على صلاح حسني.

 

كما كانت له العديد من الألحان وخصوصًا لحسام حبيب، ورفض وضع اسمه عليها، مفضلاً ظهور اسم حسام حبيب بدلاً منه حتى لا ينتقده جمهور كرة القدم، ولحن لشيرين وأصالة وحسام حبيب وحماقي وعمرو دياب.

 

 

 

موهبة على الشاشة

 

استقبلت الجماهير أحمد صلاح حسني مجددًا بموهبة أخرى غير كرة القدم والتلحين، فأصبح أحد أشهر ممثلي الدراما في مصر بمشاركته لصديقه أمير كرارة في أكثر من عمل فني منها مسلسل «كلبش»، و«حواري بوخارست».

 

وواصل أحمد صلاح حسني مشواره مع التمثيل بالمشاركة في أكثر من 15 عملا فنيا بين الدراما والسينما، ويستعد حاليًا لفيلم "الممر" الذي لم يعلن عن تفاصيله.

 

حكاية أحمد صلاح حسني أثبتت أن الإنسان يعشق موهبته ويميل إلى شغفه حتى وإن غاب عنه في مراحل من حياته، لكن يظل الشغف يقوده إلى حيث يهوى.