الطلاق السريع «موضة العصر».. قصص حب مشتعلة تنتهي بالانفصال أو الخلع

الطلاق السريع «موضة العصر».. قصص حب مشتعلة تنتهي بالطلاق أو الخلع
الطلاق السريع «موضة العصر».. قصص حب مشتعلة تنتهي بالطلاق أو الخلع

حالة طلاق كل 4 دقائق.. و250 في اليوم الواحد

 

«نهى» بعد قصة حب مشتعلة: «طلقني وأنا حامل»

 

«هبة»: «تزوجت 6 شهور وظلمت.. ومقدرتش استحمل إنسان بوشين»
 

استاذة علم اجتماع: «سوء الاختيار» و«تدخل الأهل» السبب

 

خبير نفسي: «الصراحة» و«الصبر» مفتاح الزواج الناجح

 

«الزواج الفاشل.. رجل اختار جسدًا، وامرأة اختارت بنكًا».. هكذا يعول المصريون على تلك المقولة كسبب رئيسِ في الطلاق، بعد أن احتلت مصر المرتبة الأولى في الطلاق بمعدل 250 حالة يوميًا.

وتعددت أسباب الانفصال بعد أشهر قلائل من إتمام الزيجة، لنجد أحد الزوجين أمام محكمة الأسرة من أجل الانفصال سواء بالطلاق أو الخلع بعد قصة حب عميقة.


وكشفت الإحصائيات والبيانات الرسمية للأمم المتحدة، في مستهل العام الجاري، أن هناك حالة طلاق واحدة تحدث كل 4 دقائق، ومجمل الحالات على مستوى اليوم الواحد تتجاوز 250 حالة، لا تزيد مدة الزواج في بعض الحالات أكثر من عدة ساعات بعد عقد القران، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر لآفة وظاهرة اجتماعية خطيرة تهدد آلاف الأسر المصرية، وتعرف باسم «الطلاق السريع».


أسباب الطلاق السريع

وترصد «بوابة أخبار اليوم» في هذا التقرير، أسباب ظاهرة الطلاق السريع، وحكايات لفتيات كنّ ضحية لها، بجانب الحل على لسان خبراء علم النفس والاجتماع.


 حكايات وهموم
في البداية تروي «نهى. أ» (28 عاما- مطلقة)، رحلتها الموجعة من الزواج إلى الطلاق، مؤكدة أنها لم تكن الضحية الوحيدة لطلاقها، بل شاركتها في المأساة طفلتها البالغة من العمر 4 سنوات، حيث أنها خرجت إلى الدنيا ولم تجد أبًا.


تقول «نهى»: «أنا مطلقة، ولدي طفلة عمرها 4 سنوات، وطلقت وأنا حامل فيها وطليقي ما بيصرفش عليها».


قبل 5 سنوات، تقدم لـ«نهى»، شاب عمره 30 سنة، ورغم رفض أهلها للزواج منه نظرًا لوضعه المادي الضعيف، إلا أنها أصرت على الزواج منه ولم تبد أي اعتراض عليه بعد ارتباطها معه بعلاقة عاطفية استمرت 3 سنوات، بعدما وعدهم بتوفير كل متطلباتها.


وتابعت: «بعد فترة قصيرة تمت الخطوبة وكانت من أجمل فترات حياتي، وبعد فترة لا تتعدى الـ6 شهور تمت الزيجة، وعشنا أيام عسل، إلا أنه بعد الزواج بـ4 شهور فقط، بدأت خلافاتنا تزايدت، واكتشفنا مدى اختلاف شخصيتنا، إلا أنني أصريت على عدم خراب البيت، وتحملت كثيرًا، وبعد شهرين إضافيين أخذ زوجي في إهانتي وضربي، واكتشفت أنه يتحدث مع فتيات عبر الهاتف وفيس بوك، وبعد أن واجهته بذلك لم يكترث، وقال لي: (اخبطي راسك في الحيط)، لذا لجأت إلى أهلي لإخبارهم، فقرر تطليقي، ولم يكتمل زواجنا الـ6 أشهر، ووافق على تركي رغم علمه بحملي، وانتهت الحكاية بالانفصال».
 


حكاية «هبة»
أما «هبة. م» (24 سنة)، فتزوجت منذ 6 أشهر وظُلمت -وفقًا لها-، فتروي قائلة: «أنا طلبت الطلاق لأنب مبقبلش أعيش مع إنسان خاين قدامي بوش وورايا بوش تاني، خاصة أني وقفت إلى جواره بكل ما أوتيت من قوة، واستحملت معاه كتير أوي، ولما لقيت الموضوع مستمر طلبت الطلاق، وهددته بعمل طلاق ضرر لأنه عنده مشاكل في الخلفة».


وأضافت: «سمعت كلام من ناس كتير كل الرجالة كده أنتِ لسه صغيرة أوي إنك تبقي مطلقه 24 سنة، لأن إما زواج سكن ومودة ورحمة وإنسان يقدر اللي قدامه، ويحس أنك نعمه في حياته يا إما بلاش، واللي قواني إني صليت استخارى كتير، وشوفت رؤية صوت بيكلمني وبيقولي اطلقي ودعيت كتير».


وتابعت: «الحمد لله بعد الطلاق أنا إنسانة ناجحة في دراستي وشغلي متفائلة حابه الحياة أكتر، عارفه اضحك من قلبي زي زمان، وأنا مؤمنة بإن أعمل اللي عليا للآخر لوجه الله، بعد كده لا يهمني مخلوق».
 

أسباب اجتماعية
وعن أساب الظاهرة، ترى سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن عدم الاختيار السليم هو أحد أسباب انتشار حالات الطلاق وكثرتها، مؤكدة أنه عند الزواج يجب الاهتمام بالمستوى المادي المتقارب بين أي اثنين، وأن يكون كلا الطرفين قادرين على الحياة الزوجية لأن الزواج رحلة طويلة، ويجب وضع بنود لها لبناء حياة زوجية سليمة.


وأضافت لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن من المهم حل الخلافات بين الطرفين، فلا داعي لأي من الأسرتين بالتدخل بين الطرفين، مع ضرورة وجود توافق وترابط بين الزوجين، إلى جانب وجود تفاهم وحل الخلافات بطريقة متعقلة، وتجنب إدخال الأطفال في الخلافات، مستطردة: "كما يجب على المتزوجين تنظيم عملية النسل وإنجاب طفل أو طفلين فقط لتحمل الأعباء المادية".


وتشير أستاذة علم الاجتماع إلى ضرورة تفادي ظاهرة الطلاق السريع، من خلال الإخلاص والوفاء بين الزوجين، وعدم الغيرة بينهما، ليكون كل منهما على اطلاع بكل شيء عن الطرف الآخر.
 

حسن الاختيار الحل

وعلى الصعيد النفسي، يقول جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن أحد أهم أسباب الطلاق السريع هو سوء الاختيار بين الشريكين، فيكون الزواج بعد ذلك مبني على أسس غير سلمية، بالإضافة إلى عدم وجود تكافؤ، وهنا تكون المشكلة أكبر، فلا يوجد حل غير الطلاق.

 


ويضيف «فرويز» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن من المشاكل التي تؤدي إلى الطلاق هو عدم التكافؤ المادي بين الزوجين، خاصة إذا كانت الزوجة حالتها المادية أعلى من حالة زوجها، مؤكدًا أن حالات الطلاق السريعة يقف ورائها تدخل الأهل في الحياة الشخصية للزوجين الأمر الذي قد يؤدى إلى كثير من الخلافات.

ويشير إلى أنه لتجنب الطلاق، يجب التفاهم بين الزوجين والتعود على الصراحة فيما بينهم ومحاولة حل المشاكل بقدر من التفاهم والهدوء، لافتًا إلى أنه في حالة حدوث الطلاق بعد سنوات من الزواج، يكون الأطفال أكثر المتضررين، فيشعر الطفل بأنة وحيد مما يؤدي إلى وصوله لمرحلة الاكتئاب والشعور بالحرمان العاطفي الذي كان يجب أن يبثه بداخله والديه، متابعًا: «كل تلك الأعراض تنمي العنف بداخلة والعنف داخل المجتمع، لذلك احذروا تلك الظاهرة الخطيرة».