نبض السطور

خالد ميري يكتب: السيسي وترامب.. والاجتماع العظيم

خالد ميري
خالد ميري

فور انتهاء القمة التي جمعت زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي، سارع دونالد ترامب للتغريد عبر تويتر بأن الاجتماع كان عظيمًا وأن استقباله للرئيس السيسي كان شرفًا عظيما، ورد السيسي على ترامب بتغريدة أيضا مؤكدًا انه تشرف بلقاء شخصية عظيمة أحدثت تغييرات فريدة في سياسة أمريكا.

الجواب يقرأ من عنوانه واللقاءات نعرف نتائجها من البيانات التي تصدرها والأحاديث عما دار فيها، لكن نجاح القمة المصرية الأمريكية لم يكن يحتاج لبيانات أو أسئلة.. الزعيمان أجابا عن السؤال فور انتهاء القمة وجاءت البيانات بعد ذلك لتؤكد ما كتباه للمليارات حول العالم.

والحقيقة أن نجاح القمة كان متوقعًا كما أن نجاح زيارة زعيم مصر لنيويورك أصبح أمرًا مسلمًا به، فقبل القمة كان الجيش الأمريكي يشارك في مناورات النجم الساطع بمصر.. وكانت الإدارة الأمريكية تسلم لمصر معونات سبق تجميدها العامين الماضيين، وكانت العلاقات الاقتصادية تتحرك للأمام بكل قوة.. فالاتفاقات السابقة مع كبري الشركات الأمريكية تنفذ في مواعيدها بل ويتم بحث زيادة الاستثمارات بمصر بشكل عاجل.

بعد القمة أكد تقرير الإدارة الأمريكية علي إشادة ترامب بالدور المصري في مواجهة الإرهاب وعلي دعم هذا الدور.. واللقاء أكد من جديد علي ان الإرهاب الذي لا دين ولا وطن له هو التهديد الأول لاستقرار الشرق الأوسط كما أنه تهديد يتمدد ليطال الجميع بلا استثناء، لهذا كان الاتفاق علي تبني وجهة نظر مصر بالتصدي للإرهاب ومن يدعمونه ويمولونه ويوفرون له الغطاء والملاذ.

وفي ملف العلاقات الثنائية كان التقدير الأمريكي واضحا لنجاح الإصلاح الاقتصادي المصري وخلق البنية الأساسية والبيئة التشريعية الجاذبة للاستثمارات.

وحول ملفات المنطقة أكد ترامب رغبة أمريكا في تعزيز وتكثيف التشاور حول كل قضايا المنطقة بحثًا عن حلول لها، خاصة أن دور مصر الإقليمي عاد محوريا وحجر زاوية في حل اي مشاكل، من سوريا إلي ليبيا ومن العراق إلي اليمن، ومصر كان موقفها ومازال ثابتًا لا يتغير بأنه لا حل لأزمات المنطقة إلا باحترام إرادة الشعوب والحفاظ علي وحدة الدول وجيوشها الوطنية، فهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمن للشعوب.

وقطعا لم تغب قضية مصر والعرب الأولي فلسطين عن المباحثات التي امتدت لقرابة الساعة في مقر إقامة زعيمي مصر وأمريكا بنيويورك، وكان الموقف المصري واضحا لا لَبْس فيه بأهمية التوصل لحل شامل وعادل للقضية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. هذا كان موقف مصر لم يتغير ولم يتبدل، أعلنه رئيس مصر من جديد للرئيس الأمريكي كما أعلنه أمام كل العالم من محفل الجمعية العامة للأمم المتحدة، فمصر الكبيرة لا تعرف إلا الحفاظ علي حقوق الإخوة في فلسطين ودعمهم بكل السبل الممكنة، هذا ما كان وهذا ما سيكون.

الاجتماع العظيم للسيسي وترامب في نيويورك انتهي بالنجاح والاتفاق حول دعم العلاقات الثنائية ودفعها للأمام بكل قوة، وتكثيف التشاور حول كل قضايا العالم والمنطقة، مصر استعادت دورها وريادتها في إقليمها وعالمها، ونجاح القمة هو تأكيدًا جديدًا علي عودة مصر القوية.