«جروب الماميز».. متابعة وتقويم سلوك ومشاكل «تافهة»

«جروب الماميز» لتقويم سلوك الأبناء
«جروب الماميز» لتقويم سلوك الأبناء

اعتدنا قديما ذهاب أولياء الأمور إلى المدرسة بشكل مفاجئ، للاطمئنان على مستوى التحصيل الدراسي لأبنائهم، ولكن بعد انتشار التكنولوجيا وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت ظاهرة جديدة في الانتشار بين أولياء الأمور بتدشين مجموعات فيما بينهم لمناقشة كل ما يخص أبنائهم خلال فترة الدراسة والتي عرفت باسم «جروب الماميز».

«الأمهات والواتساب»

تقول إحدى أولياء الأمور وتدعى ندى كمال، إنها تتابع مستوى التحصيل الدراسي لنجلها «محمد» عبر تلك مجموعة تجمع أولياء أمور طلاب فصله المدرسي، لافتة إلى أن «الجروب» مخصص في الأساس لتقويم سلوك الأبناء ليس أكثر.

وأضافت هاجر مصطفى، الأم لـ3 أبناء، أن نجلها الأكبر في الصف السادس الابتدائي، وخصصت الأمهات «جروب» لاستقبال مشاكل أبنائهن، مؤكدة أنها تعاني من كثرة المشاكل التي وصفتها بـ«التافهة»، وهو ما يدفعها في كثير من الأحيان للتفكير في الخروج من تلك المجموعات.

أنواع الأمهات «جروب الماميز»

وتنقسم شخصيات الأمهات داخل المجموعات إلى 4 أنواع، هن:

1- القيادية
غالبًا ما تكون مدشنة المجموعة «الأدمن»، وهي التي تبدأ النقاش وتنهيه، وتتدخل كثيرًا في التعليقات على أعضاء المجموعة، وتذكرهم دائماً بعدم الدخول في موضوعات فرعية غير التي خصصت المجموعة لها.

2- الحيادية
وتتميز بأنها «حمامة السلام» بين أعضاء الجروب، وتحاول دائمًا التدخل لفض المشاجرات والمشاحنات بين الأمهات، وغالبًا ما ترى أن جميع المشاكل تافهة بالأساس ولا تستحق النقاش، رافعة شعار «حصل خير».
 
3-العدوانية
هي الأصعب على الإطلاق، وترى أن ابنها دائمًا على حق حتى وإن أخطأ، وتحاول من حين لآخر أن تعدد مساوئ الأطفال الآخرين، بل وقد تذهب إلى الذم في أولياء أمورهم.

4- الصامتة
تتبع سياسة المراقبة في الخفاء، وتنأى بنفسها عن أي صراعات داخل المجموعة، فهي تقرأ كل ما يكتب ولكن دون أن تظهر أي ردة فعل، رافعة شعار «دع الخلق للخالق».


«التكنولوجيا سر التقدم»  

يرى خبير العلاقات الأسرية د. علاء رجب،  أن مواكبة التكنولوجيا أمر واجب، خصوصًا أنها سر التقدم، مؤكدا أن أولياء الأمور عليهم متابعة الحالة التعليمية لأبنائهم، خاصة بعد انعدام مجالس الآباء والأمهات بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة وعدم توافق الأوقات بينهم.  

وأضاف «رجب»، أن استغلال التكنولوجيا بشكل سلبي مثل نشر الشائعات أو إثارة النزاعات والمناقشات الساخنة والتي تصل إلى حد السب أحيانًا يضر بعلاقات أولياء الأمور والأبناء، مشيدًا بفكرة اجتماع الأمهات والآباء على «جروب»، باعتباره مفيدًا لمشاركة الأم والمدرسة في تقويم سلوكيات الأبناء.

وأكد خبير العلاقات الأسرية، أن الطالب يشعر بالاطمئنان في وجود والدته بجواره ومتابعتها المستمرة له، موصيًا الأمهات بتقبل الرأي الآخر وعدم التحيز للأبناء واصفًا أن حوار الأمهات يجب أن يكون راقيًا بعيدًا عن العنف.