خلال افتتاحها مؤتمر المناخ

وزيرة البيئة: مواجهة تغير المناخ تحدي تنموي يتطلب كوادر وطنية مدربة

وزيرة البيئة
وزيرة البيئة

افتتحت د.ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، الثلاثاء 25 سبتمبر، فعاليات مؤتمر المناخ بالمتحف القومي للحضارة المصرية، بحضور ايفان سركوز سفير الاتحاد الأوروبي في مصر.

 

يأتي ذلك، في إطار احتفال الاتحاد الأوروبي بأسبوع المناخ حول العالم، في الفترة ما بين 24 إلى 30 سبتمبر الجاري، بهدف نشر الوعي بالقضايا المناخية بين الفئات المختلفة وربطها بأهداف التنمية المستدامة الأخرى، ومنها التمويل الأخضر، والطاقة المتجددة، واستغلال الأراضى على نحو مستدام.

 

أكدت د.ياسمين فؤاد، أن العالم كله قرر في 2015 التصدي بشكل حقيقي لقضية تغير المناخ مع الاعتراف بحق الدول النامية في تحقيق مسار التنمية المستدامة الخاصة بها من اجل الأجيال الحالية والقادمة، مما استدعى الدول المتقدمة والنامية للاتفاق على تحقيق خفض حقيقي للانبعاثات المسببة لظاهرة تغير المناخ، ومع الاستعداد لمفاوضات المناخ في بولندا ديسمبر المقبل كان لابد من تقييم ما تم الوصول له في مجال بناء القدرات ونقل التكنولوجيا، خاصة في ظل الخطط الطموحة للدول النامية وما تحتاجه من مصادر تمويل ونقل خبرات.

 

وأضافت وزيرة البيئة، أن مصر نظرت إلى التزامتها منذ عام 1992 في ظل اتفاقيات تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، ورغم أنها من أقل الدول المتسببة في انبعاثات الاحتباس الحراري إلا أنها من الدول الأكثر التزاما في مسار تلك القضية، وذلك يتضح فيما اتخذته مصر من جهود وإجراءات، ومنها إعداد تقارير الإبلاغ الوطنية والاجتماع مع كافة أصحاب المصلحة لبحث سبل التصدي لآثار التغيرات المناخية وتشجيع تنفيذ عدد من المبادرات والمشروعات الصغيرة كوحدات البيوجاز ومشروعات كفاءة استخدام الطاقة ومبادرات التوجه لاستخدام العجل، بالإضافة إلى تنفيذ المشروعات الكبرى في مجال خفض الانبعاثات وجذب الاستثمارات من آليات التمويل المختلفة كصندوق المناخ الأخضر.

 

وشددت وزيرة البيئة، على أن مواجهة آثار التغيرات المناخية تحدي تنموي وليس تحدي بيئي فقط، وتلك التحديات كبيرة تتطلب قدرات وطنية قادرة على استيعاب كامل لقضية تغير المناخ وأبعادها، ورؤية لمدة 20 سنة قادمة لكيفية حساب تأثيرات الأنشطة المختلفة على تغير المناخ.

 

كما أشارت فؤاد، إلى المبادرة المصرية لإعادة ربط اتفاقيات تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر من خلال استضافة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ، وذلك لتحقيق استدامة حقيقية من خلال توحيد جهود العمل في الاتفاقيات الثلاث معا.

 

 ووجهت وزيرة البيئة  رسالة إلى الاتحاد الأوروبي وشركاء التنمية بضرورة تكاتف جهود اعادة ربط الاتفاقيات الثلاث لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة للكوكب.

 

وأضافت أن شباب مصر يستطيع مواجهة اثار التغيرات المناخية بفكره وجهده، لذا اطلقت وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي مبادرة لربط مشروعات التخرج بموضوعات التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية وصون الموارد الطبيعية، والعمل على دعم تنفيذ المشروعات والابتكارات المتميزة، مشددة أن قطاع البيئة في مصر سينهض بالشباب ودعم شركاء التنمية والمجتمع المدني وتبني الإعلام للقضية ومساعدتنا في توصيل الرسالة الصحيحة.

 

وأشار سفير الاتحاد الأوروبي بمصر، إلى أن تغير المناخ تحدي كبير للعالم أجمع يتطلب تغيير طريقة التعامل معه لتكون أكثر استدامة، وهذا ما يحاول أن يقوم الاتحاد الأوروبي من خلال اسبوع المناخ الذي يبرز الأهداف الخاصة بمواجهة تغير المناخ على المستوى الدولي وربطها بأهداف التنمية المستدامة الأخرى.

 

يذكر أن أسبوع المناخ يهتم هذا العام بتنظيم العديد من اللقاءات والفعاليات الهادفة لنشر الوعى حول آثار تغير المناخ بين المصريين على مختلف المستويات، بمن فيهم الشباب والأطفال، منها حملة تنظيف للشواطئ بالإسكندرية منتصف سبتمبر بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، شارك بها أكثر من 300 متطوع شاركوا فى تنظيف أحد الشواطئ العامة من المخلفات، خاصة المخلفات البلاستيكية.

 

وتضمن المؤتمر عرض مبادرة العمل من أجل المناخ فى جنوب البحر المتوسط CLIMA MED بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وقد أثارت وزيرة البيئة عدد من التوضيحات الخاصة بالمبادرة فيما يخص آليات واجراءات تمويل مشروعات المناخ، ومدى ارتباط المبادرة بما يتم الاتفاق عليه مع آليات التمويل الأخرى كصندوق الاقتصاد الأخضر، وخطط الدول الشريكة في مجال التكيف مع آثار التغيرات المناخية خاصة وانها في مرحلة الاعداد.

 

وعلى هامش المؤتمر تفقدت الدكتورة ياسمين فؤاد المعرض المقام حول المشروعات الخاصة بالحد من الانبعاثات وصون الموارد الطبيعية التي يتم تنفيذها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومنها البرنامج الوطني لإدارة المخلفات ومبادرة الحد من استهلاك الأكياس البلاستيكية، كما تم عرض الجهود المصرية فى ملف التغيرات المناخية خلال المؤتمر وبعض التجارب المصرية الناجحة في مجال التحكم في التلوث الصناعي واستخدام الطاقة الحيوية.

 

ويهدف المؤتمر إلى قيام بعثة الاتحاد الاوروبي فى مصر بإجراء حوار مشترك مع المجتمعات المحلية والمنظّمات الشريكة لإبراز الأنشطة الشاملة والتعاون الإيجابي بشأن تغير المناخ، حيث تجرى حالياً مناقشة التحديات التى يفرضها تغير المناخ على مختلف المستويات حول العالم، نظراً لما تمثله من تهديدات خطيرةعلى العالم وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة كما وردت فى الخطة العالمية للتنمية المستدامة لعام 2030 كما يستهدف المؤتمر تقييم الإنجازات المسجلة منذ اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ والتى تم توقيعها فى عام 2015 بين ما يقرب من مائتى دولةٍ، منها مصر.