«محرز»: الثورة الرقمية تساعد المزارعين على تقليل تكاليف الإنتاج

«محرز»: الثورة الرقمية تساعد المزارعين على تقليل تكاليف الإنتاج
«محرز»: الثورة الرقمية تساعد المزارعين على تقليل تكاليف الإنتاج

قالت د.منى محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، إن المشاركة في منتدى «الزراعة الذكية» بالخرطوم تستهدف تبادل وجهات النظر فيما تحققه التكنولوجيا الرقمية في تحقيق الأمن الغذائي وزيادة المنتجات الزراعية والحفاظ على الثروة الحيوانية.

وأوضحت محرز، خلال كلمتها في افتتاح أعمال منتدى «الزراعة الذكية» بالخرطوم، أن المنافع التي يمكن أن نجنيها من الثورة الرقمية أنها تساعد المزارعين على تقليل تكاليف الإنتاج والهدر عن طريق ترشيد الإنتاج، وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية والإنتاج الحيواني والحفاظ على الثروة الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي، مشيره إلى أن الثروة الرقمية أهم ما يميز العصر الحالي، وأن استخدام التكنولوجيا الحديثة ساهم بشكل كبير في زيادة الإنتاج وتطوير مجال تغذية الحيوان والتحسين الوراثي.

وأضافت محرز، أن الحكومة المصرية أعلنت العام الماضي عام المعلومات والبيانات الحكومية وأن وزارة الزراعة تمتلك معهد المناخ الاستشعار والنظم الخبيرة عن بعد وقاعدة بيانات الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي وهي مؤهلة لتطبيقات الزراعة الذكية خاصة أن وزارة الزراعة المصرية تقوم حاليا بإنشاء مركز معلومات مركزي يضم قاعدة بيانات شاملة عن الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي ضمن البرنامج القومي لتكنولوجيا المعلومات، مشيرة إلى أنه تم رفع إحداثيات مزارع الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي والمجازر وجميع المنشات الحيوانية وعمل خريطة وبائية للأمراض الحيوانية والتي على أساسها يتم وضع خطة للتحكم والسيطرة على الأمراض الوبائية ومتابعة التعديات على البحيرات والأراضي الزراعية والعمل إزالتها ونظام الإنذار المبكر والتنبؤ بالأمراض العبارة للحدود مثل حمى الوادي المتصدع.

وقالت، إن تقنية «إنترنت الأشياء Internet of Things» التي تهدف إلى جعل كل شيء من حولنا متصلا بالإنترنت لمشاركة البيانات المرتبطة به، بالإضافة إلى إمكانية توظيف الذكاء الصناعي للتعامل مع البيانات واستكشاف سبل جديدة لتطوير الأعمال والمنتجات الزراعية والحيوانية، وهذه التكنولوجيا التي ستحدث ثورة هائلة في عالم الزراعة والتسميد والحصاد والإنتاج الحيواني.

وتابعت، "الأجهزة الزراعية التكنولوجية الحساسة بوسعها الآن جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالزراعة ونقلها بسرعة، ويشمل ذلك تحديد نسبة الضوء ورطوبة الطقس والحرارة ومستويات الرطوبة في التربة، وهذه الأشياء جميعها متصلة بنظام ري يمكنها تحديد الاحتياجات المائية وتشغيل نظم الري أوتوماتيكيا، وفي مجال الإنتاج الحيواني يوجد نظم إلكترونية يتم عن طريقها المراقبة والتحكم في إدارة مزارع الإنتاج الحيواني، وذلك باستخدام شبكة معلومات وكمبيوتر رئيسي متصل بالحواسب الآلية الملحقة بعنابر المزرعة، بحيث يتم تسجيل كل بيانات المزرعة والحيوانات وتحليلها لاتخاذ القرارات المناسبة للحصول على أعلى إنتاجية وتوفير الظروف البيئية المناسبة من درجة الحرارة والرطوبة والتعرف على معدل الإنتاج والحالة الصحية للحيوانات أيضا يتم استخدام تطبيق يعمل على الهواتف المحمولة لتسهيل متابعة ومراقبة البيانات من أي مكان".

وأكدت أن هذه النظم الإلكترونية تستخدم في تكوين وحساب العلائق المناسبة للدواجن والحيوانات والتي تفي بالاحتياجات الغذائية لهم وهذا يؤدي إلى توفير الوقت والجهد والتكلفة ويمكن للمزارعين والمربين الحصول على المعلومات والإرشادات المتعلقة بمحاصيلهم وصحّة مواشيهم، ما يمكّنهم من اتخاذ قرارات سديدة حول كيفية استخدام مواردهم النباتية والحيوانية على الوجه الأمثل.

 قالت محرز، إنه يتم استخدام رقاقة إلكترونية تحتوي على جميع البيانات الخاصة بالحيوان رقمه وعمره والسلالة وكذلك كمية إنتاج اللبن والحالة الصحية للحيوان ونسب الخصوبة واستبعاد الحيوانات المريضة قبل الحلب والتحصينات والأدوية التي تم استخدامها وعمل تقييم فردي للحيوانات وأيضا تقييم إجمالي للقطيع وباتت التكنولوجيا الرقمية عونًا لتحقيق الأمن الغذائي على المستوى العالمي، في وقت تشير إحصاءات المنظمات الدولية المتخصصة إلى أن العالم سيواجه تحديات خطيرة في عالم الغذاء، من اتساع وتيرة النمو السكاني وتقلص المساحات القابلة للزراعة، مما يؤدي إلى تراجع العاملين خصوصًا الشباب في هذا الوقت عن ممارسة مهنة الزراعة.

وأضافت أن إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة تؤكد أن كثير من دول العالم ستكون غير قادرة على تحقيق أمنها الغذائي بشكل كافٍ عام 2050 لأسباب النمو السكاني والعادات الغذائية لشعوب العالم وما يمثله تغير المناخ من تحديات خطيرة لإمدادات الغذاء في المستقبل، ومن الضروري إدارة المستلزمات الزراعية مثل البذور والأسمدة بكفاءة وتعظيم استخدامها وهذا يعتبر أمر صعب بدون وجود نظام إلكتروني متسق ودقيق للرصد والمتابعة.

وأكدت أن السنوات الأخيرة شهدت انتشارًا واسعًا لأساليب «الزراعة الرقمية» في الكثير من دول العالم وفي مختلف القارات كالصين وأستراليا، غير أن التحديات التي تعترض طريق الثورة الزراعية الرقمية ما زالت قائمة في المناطق الأقل نموًا، ولاسيما المناطق النائية التي تفتقر عادة إلى البنية التحتية لشبكة الاتصالات.

وتابعت قائلة، "صممت بعض الدول المتقدمة، حواسب خاصة يمكن من خلالها توفير كميات المياه المستخدمة في الزراعة ويعتبر نقص الموارد المائية وندرتها من أكبر التحديات التي تواجه قطاع الزراعة وتحتاج إلى ادارة تكنولوجيا لتوفير المياه.ومن خلال الاتصالات عن طريق الإنترنت يمكن نشر المستشعرات على الأرض أو في المياه أو في المركبات لجمع بيانات عن قضايا مهمة مثل رطوبة التربة وصحة المحاصيل.و تُخزّن هذه البيانات على وحدات تخزين أو نظام تخزين لاسلكي، ومن خلال ذلك يستطيع المزارعون الدخول بسهولة عبر الإنترنت باستخدام الحواسيب اللوحية والهواتف المحمولة، كما يمكنهم التحكُّم يدويًا في الأجهزة المترابطة".

وقالت نائب وزير الزراعة، يعتمد «الفلاح الرقمي» على تقنيات متطورة في المعلوماتية، لتحديد الطرق المثلى في استخدام المياه والبذور والسماد والمبيدات، ويعتمد عليها في التعرف على تغيرات المناخ وخصائص التربة، كما تستخدم تقنية "الاستشعار من بُعد" جمع معلومات عن التربة، مثل خصائصها والرطوبة والمعادن.