تنوي الحكومة الايطالية إقرار عدد جديد من القوانين والتي من شأنها تشديد القيود على المهاجرين وإعادتهم مرة أخرى إلى بلادهم بعد تجريدهم من الجنسية، وذلك نتيجة لمشروع قانون تقدم به وزير الداخلية اليميني والمعروف بسياساته المتشددة ضد المهاجرين، ماتيو سالفيني.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، الثلاثاء 25 سبتمبر، فإن رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي وافق على المشروع المُقدم من وزير داخليته، إلا إنه مازال بحاجه لموافقة البرلمان من أجل البدء في تطبيقه بالبلاد، الأمر الذي سيتحدد خلال الـ60 يومًا القادمين.
ويتضمن القانون المُقدم وقف قبول طلبات الهجرة من الأشخاص الذين يمكن اعتبارهم «خطر على أمن البلاد»، أو الذين يثبت إدانتهم في جرائم سابقة.
وتعليقًا على القانون الذي تقدم به وزير الداخلية، قال سالفيني في تصريحات، إن الموافقة على هذه الخطوة سيكون ضرورة لضمان تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، مشيرًا إلى أن هذا القانون لن يوقف فقط من أخطار المُهاجرين لكنه سيقف كذلك في وجه المافيا والعصابات، وسُيعطي السلطات الإيطالية صلاحيات أكثر لحماية البلاد و «طرد المُهاجرين المزيفين» وفقًا للصحيفة البريطانية.
ومن المتوقع أن يستغرق البرلمان حوالي ما لا يقل عن 60 يومًا لمناقشة مشروع القانون وإجراء أي تعديلات مقترحة عليه قبل إقراره بشكل نهائي.
ويتضمن مشروع القانون المُقدم إلغاء نظام حماية اللاجئين الإنساني الذي توفره ايطاليا للمهاجرين الذين لا ينطبق عليهم قانون حماية المهاجرين لكنهم في الوقت نفسه لا يمكنهم العودة لبلادهم لعدد من الأسباب المختلفة، وسيتم استبدال هذا النظام، بقانون آخر يتضمن عدد من التصريحات الفردية الممنوحة من الحكومة لأفراد محددين تسمح بوجودهم داخل البلاد نتيجة هروبهم من كوارث طبيعية، أو ظروف إنسانية أو صحية.
وتعهد وزير الداخلية اليمني بوقف كل التصريحات الممنوحة لمن أسماهم بـ«المهاجرين المخادعين» الذين لم يأتوا إلى بلاده هربًا من الحرب.
من جهة أخرى، تسبب هذا القانون الجديد بجدل كبير بين المعارضين لسياسات سالفيني المتشددة، حيث أكد أستاذ القانون والهجرة بجامعة لويس الايطالية بروما أن هذا القانون الجديد الذي يسعى وزير الداخلية لإقراره، سيكون له تأثير خطير على عدد كبير من المهاجرين الذين حصلوا على حماية الدولة الإنسانية للاجئين، والتي من المفترض أن تظل سارية لمدة عامين.
كان سالفيني قد تعرض لموجة كبيرة من الانتقادات خلال الفترة الماضية، خاصة من قِبل وسائل الإعلام التابعة للكنيسة، حيث نشرت مجلة Famiglia Cristiana الايطالية الشهيرة في يوليو الماضي، صورة الوزير وكتبت عليها«اذهب بعيدًا سالفيني».
وقالت المجلة أن هذا نتيجة سياسات الوزير العدائية ضد المهاجرين. وتستخدم تلك الجملة الشهيرة خلال طقوس دينية معروفة لطرد الشيطان يقولون فيها «اذهب بعيدًا أيها الشيطان» أو Vade retro satana ، فقامت المجلة ذات الخلفية الدينية الكاثوليكية بتشبيه وزير داخليتها بالشيطان، حيث وضعت صورته على الغلاف وكتبت تحتها «VADE RETRO SALVINI».
إقرأ المزيد: «اذهب بعيدًا سالفيني».. لماذا شبهت الكنيسة وزير الداخلية الايطالي بـ«الشيطان»؟
