دوران عجلة «الحرب التجارية» في أيام انعقاد «الأمم المتحدة»

الجمعية العامة للأمم المتحدة
الجمعية العامة للأمم المتحدة

في وقتٍ يستعد العالم فيه لبدء أعمال الدورة الثالثة والسبعين من الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر انطلاقها اليوم الثلاثاء، والتي بدأت فعليًا يوم الاثنين بعقد قمة نيلسون مانديلا للسلام، قررت الولايات المتحدة التصعيد تجاريًا ضد الصين، وهو ما يُنذر ببدء الحرب التجارية فعليًا، وهو ما ينذر بانزلاق الأوساط التجارية في العالم بأسره في أتون الأزمات.

 

الولايات المتحدة أدخلت اليوم رسومًا على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار حيز النفاذ، ليكون الرد مباشرةً من جانب بكين بفرض رسوم على منتجاتٍ أمريكيةٍ بقيمة 60 مليون دولار.

 

وعلى الرغم من أن بلاده هي من بدأت الآن الحرب التجارية فعليًا، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انحنى باللائمة على الصين، التي قال إنها خاضت حربًا تجاريةً ضد الولايات المتحدة منذ عدة سنوات، حسب تصريحاتٍ أدلاها لشبكة «فوكس نيوز».

 

اتهامات متبادلة

 

ومن جانبها، تتهم بكين واشنطن بالتناقض بين تصريحاتها وأفعالها، معتبرةً أن ذلك هو السبب في تصعيد الحرب التجارية، وهي ترى أن الإجراءات الأمريكية تتنافى مع مبادئ منظمة التجارة العالمية.

 

وتتهم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أشهر بالإقدام على ممارساتٍ تجاريةٍ تصفها بأنها غير نزيهةٍ، وقد طالب ترامب بكين بالحد من تلك الممارسات التي تمتعضها الإدارة الأمريكية.

 

وتنتقد الولايات المتحدة ما تقوم به الصين من إرغامٍ الشركات الأمريكية الراغبة في الدخول إلى السوق الصينية على تقاسم مهاراتها التقنية مع شركاء محليين، وترى أن الصين بذلك تسطو على الملكية الفكرية.

 

ليس هذا فحسب، فإدارة الرئيس الأمريكي باتت تتهم الصين بتنفيذ هجماتٍ إليكترونيةٍ، والتدخل في الانتخابات الأمريكية، وهي المزاعم التي تُرمى بها روسيا في الولايات المتحدة، لكن الرئيس الأمريكي ترامب دفع ببراءة ساحة موسكو من تلك الاتهامات، وطالب المحققين الفيدراليين في الولايات المتحدة بتوجيه أنظارهم ناحية الصين بدلًا من روسيا..

 

مباحثات في مهب الريح

 

وكان من المفترض أن تُجرى مباحثاتٍ تجاريةٍ هذا الشهر بين الولايات المتحدة والصين، بناءً على اقتراحٍ من وزير الخزانة الأمريكي ستيفن موتشين، لكن هذه المباحثات، التي لم يتم تثبيتها بعد، باتت مستبعدةً في الوقت الراهن، بعدما أقدمت واشنطن على فرض الرسوم الجمركية على الصين، والتي تبعتها رسوم مناظرة لها بصورةٍ انتقاميةٍ من بكين.

 

وقد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في وقتٍ سابقٍ هذا الشهر عن مسؤولٍ صينيٍ كبير، لم تسمه، القول إن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة، والبندقية موجهة إلى رأسها، حسب وصفه، في إشارةٍ منه للرسوم الإضافية التي تنوي الإدارة الأمريكية إنزالها على منتجات بلاده التي تصدرها لأمريكا.

 

تلك الرسوم باتت واقعًا الآن، وهو ما يعني انهيار المباحثات الأمريكية الصينية من قبل أن تبدأ، ليكون التصعيد بدلًا من المحادثات، وأجراس الحرب التجارية بدأت تدق، ومن المؤكد أن هذه الأجواء ستطغى في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.