«شهبندر تجار مصر» محمود العربي: الإخوان استغلوا «قال الله.. وقال الرسول».. وضحكوا علينا

شهبندر تجار مصر
شهبندر تجار مصر

 

محمود العربي شهبندر تجار مصر.. قصة كفاح بدأت بـ 40 قرشا بمحل صغير في حي الموسكي إلى أن أصبح أهم تاجر في مصر، تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي مرتين.. الأولى كانت في بني سويف يناير الماضي والمرة الثانية منذ عدة أيام فى المنوفية.

ما السبب في حب الناس البسطاء له؟ وكيف يرى الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تعيشها مصر حاليا خاصة وأنه عاصر جميع الرؤساء بعد ثورة 1952.. لذا كان الحوار التالي مع الحاج محمود العربي شهبندر تجار مصر.

في البداية ما هو سر نجاح الحاج محمود العربي؟

الكُتَّاب هو سر نجاحي، فمن خلاله عرفت الحلال والحرام وتعلمت الآية القرآنية التي أصبحت دستور حياتي إلى الآن وهى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، فالعمل هو سر نجاحي أيضا وأنا الآن عندي 86 عاما ومع ذلك أعمل، ولا أعمل من أجل أن آكل وأشرب ولكن أعمل لأنه المفروض أن أعمل، ولو قمت بارتكاب خطأ استغفر ربنا، فالعملية ليست بالسهولة التي يتصورها البعض، المهم أن يكون عندك مبادئ وحتى الآن أنا أمتلك المحل الخاص بي الذي بدأت به عملي في الموسكى.

الاستثمار في الصعيد

السيسي تحدث عنك مرتين.. المرة الأولى في يناير الماضي أثناء افتتاح مشروعات قومية في بني سويف والمرة الثانية منذ عدة أيام في المنوفية أثناء افتتاح عدة مشروعات أيضا.. ترى ما سر إعجاب الرئيس بالحاج محمود العربي؟

هو رئيس دولتنا وعندما يختص بذكره اسم شخص واحد فمن المؤكد أنه استمع إلى شيء إيجابي عن هذا الشخص، وهو ذكرني في بني سويف لأنه رأى الأرض التي قمنا بحجزها في محافظة بني سويف من أجل الاستثمار فيها، ونحن نستثمر في بني سويف ليس حبا فيها ولكن نحن نمتد.

وحاليا نحن الآن في محافظة المنوفية والقليوبية والقاهرة، أما الصعيد فيحتاج نظرة من كل رجال الأموال، ففكرنا في الاستثمار بالصعيد على أن تكون البداية في محافظة بني سويف أول خط الصعيد، ثم الفيوم وبإذن الله سنحاول الاستثمار في المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا، وبالفعل أنشأنا مصنعين صغيرين في أسيوط وهذه بداية وهذان المصنعان ينتجان ويوزعان إنتاجهما بالصعيد، فنحن خلقنا للناس والناس خلقت لنا، فطالما الإنسان يخدم الإنسان فهو إنسان، أما حديث الرئيس عنى للمرة الثانية في المنوفية فكان بسبب المدرسة التي أنشأتها في مصانعي.

لا يخفى على القاصي والداني الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها مصر حاليا.. كيف ترى هذه الأوضاع خاصة وأن من يدفع فاتورة الإصلاح هم أعضاء الطبقة المتوسطة؟

الأوضاع الاقتصادية في مصر تسير في الطريق الصحيح، وبداية الطريق الصحيح كانت منذ تعويم الجنيه المصري، لأن الجنيه أصبح جنيها في القيمة، والدولار أصبح دولارا، وإذا أردنا تخفيض الدولار فعلينا بالتصدير بالجنيه المصري، وبالتالي لو قمنا بزيادة صادراتنا بالجنيه المصري، فستنخفض قيمة الدولار تلقائيا، فأنا عشت أيام الدولار عندما كان بـ 27 قرشا، وكنا في ذلك الوقت نقوم بالتصدير وكان التعداد السكاني قليلا، فالتعداد عام 1952 كان 18 مليون نسمة، أما الآن فوصلنا إلى 100 مليون، ومن ثم تناقصت المساحات المزروعة، لذلك الرئيس السيسي أدرك ذلك تماما وهو يسير على الطريق الصحيح وأول شيء قام به هو الكشف عن ثروة مصر وتبيان حقيقة الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد، فالرئيس يعمل بشفافية ويعمل لصالح مصر كلها، والمفروض والواجب على كل المصريين أن يعملوا مثل الرئيس.

الإصلاح الاقتصادي 

أفهم أنك كنت تؤيد إجراءات الإصلاح الاقتصادي؟


بالطبع أيدت هذه الإجراءات، لأن الإجراءات التي حدثت ستتبعها إجراءات أخرى، وإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي قام بها السيسي ليست نهاية المطاف، والمفروض أننا نعمل بالتوازي، وذلك من خلال العمل والإنتاج، فالمرحلة الحالية تحتاج إلى عمل، ومؤخرا قمت بتعيين 19 فنيا في مصانعي وفوجئت أنهم لا يرغبون في العمل وقدموا استقالاتهم وقلت لهم مع السلامة وأتيت بآخرين بدلا منهم، فمن يريد أن يعمل فعليه بالمثابرة والجهد والعرق وليس «الدلع»، نحن الآن في مرحلة العمل والإنتاج.

هل تعتقد أن رجال المال والأعمال في مصر قاموا بالدور المطلوب منهم تجاه مساندة مصر؟

أحب أن أقول شيئا وهو من يدفع فاتورة الضرائب في مصر ؟!!.. ومن يدفع التبرعات ؟.. من المؤكد أن رجال المال والأعمال هم من سيقومون بذلك، واللي عنده محل يعتبر رجل أعمال، فهو يبيع ويكسب وبالتالي يدفع ضرائب للدولة ولا يحتاج من الدولة سوى المرافق من كهرباء ومياه.

البعض نادى بتأميم ممتلكات رجال الأعمال كنوع من أنواع الحلول لمواجهة الأزمة الاقتصادية.. هل تؤيد أم تعارض هذه الخطوة؟

تأميم ممتلكات رجال الأعمال خراب بيوت لمصر، فالمستثمرون «حيطفشوا» لو تم إجراء ذلك، وهو ما حدث من قبل في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تمت السيطرة على أموال كل من يملك 10 آلاف جنيه أو أكثر وراحت الفلوس بعد ذلك، كتر خيرهم المستثمرين طفشوا من البلد، وأنا «مكنتش منهم آنذاك لأنه لم يكن عندي 10 آلاف جنيه».

مفيش عجز

مصر تعانى من عجز في الدولار.. من وجهة نظرك كيف يمكن زيادة موارد الدولار؟

«مفيش عجز في الدولار»، وزيادة الدولار تتم من خلال التصدير للخارج ويتم استيعاب السياحة والحركة السياحية.

من هو رجل الأعمال الذي ترى فيه النموذج الأمثل؟

الذي يتقى الله ويدفع الزكاة الخاصة به هو النموذج الأمثل، وأنا لا أكره أحدا ولا أتحدث لصالح أحد أو ضد أحد، فالأمثل هو من يدفع الزكاة ويدفع مرتبات الناس التي تعمل معه، فأنا بدأت بعامل واحد عام 1964 ثم أصبحوا 10 عمال وفى عام 2000 زادوا إلى 1000 عامل، وقلت للرئيس الأسبق مبارك آنذاك إن عدد العمال سيصل إلى 25 ألف عامل في مصنعي والآن لدينا 27 ألف عامل وموظف في مصانعنا.

بمناسبة الحديث عن مبارك.. كيف كانت علاقتك به وهل تتواصل معه أم لا؟

علاقتي بكل الرؤساء طيبة ومكرهتش حد منهم ومش هاكره حد ومكانش عندي فلوس علشان عبد الناصر يأمملي هذه الفلوس.

الحاج محمود العربي رحلة كفاح طويلة بدأت بمحل في حي الموسكي وانتهت بمجموعة مصانع هي الأكبر بمصر.. خلال هذه الفترة من حياتك كيف كنت ترى الأوضاع الاقتصادية في عهد الرؤساء السابقين؟

أحب أقول إن محمد نجيب كان زعيما وجمال عبد الناصر كان زعيما ومحمد أنور السادات كان بطلا وعدلي منصور كان رجلا بمعنى الكلمة فكل من تحمل المسئولية فهو زعيم له ما له وعليه ما عليه.

هل حاول الإخوان المسلمون استقطابك أثناء فترة حكمهم خاصة وأنهم كانوا يعملون على أخونة الدولة ومفاصلها؟

أولا أنا لا أحب الإخوان المسلمين، ولم يحاولوا استقطابى وأنا لم أحاول استقطابهم والسر ورا عدم حبى لهم أنهم « ضحكوا علينا «.. ودخلوا علينا بقال الله وقال الرسول، فالإخوان دخلوا فى قلوبنا فى البداية بلا إله إلا الله محمد رسول الله وساعدوا الفقراء ولكنهم وصلوا للحكم.. وهنا كانت المفارقة « فمالك ومال الحكم.. مالك ومال السياسة.. أنت رجل دين.. ما علاقتك بالسياسة ؟!.. فالإخوان غيروا مبادئهم لدرجة أنهم رفعوا السلاح على المصريين، وصنعوا القنابل، وموتوا الناس.. أهذا هو الإسلام؟!.. يالا ربنا يهديهم».

المدرسة الفنية 

أنشأتم مدرسة للتكنولوجيا التطبيقية وهى مدرسة فنية تجمع بين التدريب والتعليم.. ماذا عن هذه المدرسة الفنية؟

مدرسة أنشأناها تقبل الطلاب المتفوقين بعد المرحلة الإعدادية للدراسة بها ويتم إجراء اختبارات قبول وكشوف هيئة للملتحقين وبعد ذلك يتم اختيار الطلاب للدراسة بالمدرسة الفنية الخاصة بنا والتي تجمع بين التعليم والتدريب، وسيعمل في مصانعنا حوالي 90 % من خريجي هذه المدرسة، هذا الخريج سيكون أحسن من المهندس لأن كلمة مهندس سهلة، وخريج المدرسة الفنية سيصبح مهندسا بالفعل لأنه حصل على ثانوية ودرس التعليم والتدريب. 

بمناسبة الأسعار.. كيف حاربت زيادة الأسعار في منتجاتك؟

كانت هناك معلومات متداولة في كافة الأوساط بأن الأسعار ستزيد في كل شيء مع مطلع شهر 7 الماضي ولاحظت أن التجار أقدموا على شراء السلع الكهربائية بكثافة، وبالفعل بعت لهم وفى أول شهر 7 قمت بعمل حملة إعلانية بأسعار المصنع وضيعت على التجار فرصة زيادة الأسعار واستغلال المواطن، ورغم ذلك لم يخسر التجار فقد كسبوا أكثر من 5 % من المنتجات التي اشتروها.

 لماذا لم تفكر في الاستثمار في سيناء حتى وقتنا هذا على الرغم من أن هناك رجال أعمال أقاموا مشروعات كبرى هناك؟


فكرت في الاستثمار في محافظات الصعيد فقط وليس لدي أي نية للاستثمار في سيناء.