بعد معاناته مع الحرب إلى تتويجه نحو الأفضل..

بروفايل| «لوكا مودريتش» يظفر بإنجاز تاريخي غير مسبوق

لوكا مودريتش مع عائلته في حفل الفيفا
لوكا مودريتش مع عائلته في حفل الفيفا

توج الكرواتي لوكا مودريتش، نجم ريال مدريد، بجائزة "The Best" المقدمة من الفيفا، كأفضل لاعب في العالم لهذا العام، بالعاصمة البريطانية لندن، متفوقًا على كل من محترفنا المصري محمد صلاح، وكريستيانو رونالدو، ليصبح أول لاعب كرواتي في التاريخ يحصد الجائزة.

 

ودخل مودريتش التاريخ ليكون أول لاعب يفوز بجائزة أفضل لاعب في المونديال، وأفضل لاعب في أوروبا، وأفضل لاعب في العالم، في نفس العام.

 

وجاءت هذه الجائزة بعد تألق مودريتش مؤخرًا مع منتخب بلاده لنهائي مونديال 2018، واحتلال الوصافة بعد الخسارة 4-2 أمام منتخب فرنسا، إلى جانب تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا، مع فريقه ريال مدريد.

 

ليطلق لوكا بعد وصوله للمجد الشخصي والمحلي والعالمي تصريح مؤثر "الحرب جعلتني أقوى"..

 

وكانت أمنية مودريتش هي الخروج حيًا من الحرب التي تدعى "حرب الاستقلال الكرواتية" والتي تشكلت دولة كرواتيا على أثرها، بعد الحرب الشرسة التي تعرضت لها البلاد من أجل استقلال كرواتيا عن يوغسلافيا، وكان ضحيتها رعب العديد من الأطفال مثل لوكا مودريتش.

 

وحاربت عائلة مودريتش في تلك الحرب من أجل البقاء على قيد الحياة، وتعرض الطفل لوكا لصدمة قوية عندما قتل جده أمام عينيه وانتقل هو وعائلته لمخيمات اللاجئين.

 

وعاش لوكا في حالة كبيرة من الرعب مع والديه، وكان والده يعمل ميكانيكيا وقام بتصليح السيارات للجنود الكروات بينما اهتم الطفل الصغير برعاية الأغنام، ولم يتخيل ذلك الطفل أبدا أن يحقق إنجازات تاريخية لبلاده ويترشح لجائزة الأفضل في عالم كرة القدم، بعد وصافة دافور سوكر "رئيس الاتحاد الكرواتي حاليًا" بالجائزة في 1998.

 

وبعد انتهاء الحرب ونجاة مودريتش اتجه نحو كرة القدم رغم جسده النحيف، وكان الأسطورة البرازيلي الملقب بالظاهرة رونالدو ملهمه.

 

وانضم مودريتش إلى فريق توتنام الإنجليزي في عام 2008، وقادهم إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بموسم 2010 - 2011،  قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد حتى الآن.

 

وقدم لوكا مودريتش موسمًا رائعًا اختتمه بإنجاز تاريخي لمنتخب بلاده، وخاض اللاعب الكرواتي 43 مباراة مع ناديه، ونجح في تسجيل هدفين وصنع 8 أهداف.

 

وساهم مودريتش في تتويج ناديه بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي وكان له دور بارز مع ريال مدريد في التتويج بكأس العالم للأندية إذ توج بجائزة أفضل لاعب بالمسابقة.

 

كما خاض مودريتش 16 مباراة دولية مع منتخب بلاده بذلك الموسم ختمهم بإنجاز وصافة كأس العالم وحصل أيضا على جائزة أفضل لاعب في المسابقة.

 

ولعب قائد كرواتيا لعب 115 مباراة دولية أثبتت أرقامه هذا الموسم مقارنة مع لاعبي الوسط أنه وإن لم يكن أفضل لاعب وسط هذا الموسم فهو الأكثر تأثيرا سواء مع ناديه أو المنتخب.

 

جائزتا الأفضل بكأس العالم للأندية والمنتخبات ولقب دوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية ووصافة كأس العالم في روسيا كل ذلك أوضح دور مودريتش المحوري بموسم 2018.

 

وخسر مودريتش المقارنة الهجومية والتي تصدرها كيفن دي بروين بتسجيل 12 هدفا وصناعة 21 آخرين بالإضافة لخلق 139 فرصة للتسجيل وجاء مودريتش خلف دافيد سيلفا وبول بوجبا وزميله توني كروس، إذ سجل الكرواتي هدفين وصنع 8 أهداف وخلق 60 فرصة للتسجيل.

 

وتفوق الكرواتي قائمة الأكثر دقة في التمرير بنسبة 90% على كيفن دي بروين وسيلفا وبوجبا بينما كروس فقط من تفوق بنسبة 93%.

 

وعن دقة التمرير الهجومي جاء الثنائي مودريتش وكروس على القمة بنسبة 87% متفوقين على نفس اللاعبين.

 

وعن اقتناص الكرة من المنافسين فعل مودريتش ذلك 185 مرة أكثر من أي لاعب آخر ومتفوقا على زميله كروس بفارق ثلاث مرات.

 

وتصدر مودريتش في كأس العالم قائمة الأكثر تأثيرًا بتسجيل هدفين وصناعة هدفا بالإضافة لـ14 خلف فرصة للتسجيل متفوقا على كيفن دي بروين أقرب منافسيه.

 

ونجح مودريتش في تحقيق دقة تمرير بنسبة 86% متفوقا على دي بروين وبوجبا وسيلفا ولم يتفوق عليه سوى كروس بنسبة 93%.

 

وفي اقتناص الكرة من المنافسين جاء مودريتش في المركز الثاني برصيد 35 مرة وتفوق عليه بوجبا فقط بـ39 مرة.

 

وبتحليل أداء اللاعبين وتأثيرهم في النتيجة رجح موقع أوبتا لوكا مودريتش على منافسيه من خط الوسط.