خلال حواره مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية

الرئيس اللبناني: إسرائيل تسعى دوما إلى إحداث انشقاق «طائفي» بالشرق الأوسط

الرئيس اللبناني ميشال عون
الرئيس اللبناني ميشال عون

أعداد اللاجئين الضخمة تضر بمصالح لبنان الاقتصادية

إسرائيل تسعى لشق الصف طائفيا ومذهبيا

حزب الله ليس «عدوا» ولا يمكن إنكار دوره في المقاومة

ما يهدد أمننا هي إسرائيل فقط..ونرفض التدخل في شؤون سوريا الداخلية

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن أولى أولوياته منذ وصوله لسدة الحكم بلبنان، أن يقوم بتأمين سلامة المواطنين اللبنانيين وأن يعمل على استعادة هيبة الدولة.

جاء ذلك خلال حواره مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية، حيث شمل الحوار العديد من القضايا كالحديث عن إنجازاته منذ وصوله لسدة الحكم ونظرته لمستقبل بلاده والوضع في دول الشرق الأوسط وسوريا وحزب الله.

أشار عون إلى أنه عمل على إعادة تنظيم الجيش وتمت تسمية قيادة جديدة له، نفذت عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية التي تمركزت في الجبال الشرقية، وقد أتت بثمارها، حيث تم إنقاذ البلاد من إرهابيي داعش والنصرة الذين تسللوا إليها من سوريا، كما قامت الدولة بتفكيك الخلايا النائمة وإيقاف العصابات، إضافة إلى استعادة السياحة لحيويتها.

وأضاف الرئيس اللبناني خلال حديثه «أما في الاقتصاد، فإن مراسيم مناقصات النفط والغاز التي كانت مجمدة في السابق، قد تم التوقيع عليها، وأطلقت المناقصات، وتم توقيع العقود الخاصة بها. كما أن مكافحة الفساد تسير بشكل مطرد، وأنا لن اسمح بأي انتهاك في هذا الإطار فالقضاء هو من ستكون له الكلمة الفصل فيها».

أما عن علاقته بحزب الله، فقد وجه له سؤال حول امتلاك حزب الله حق الفيتو على القرارات الإستراتيجية، وفي هذا الصدد أجاب الرئيس اللبناني بأن بلاده بها نظام توافقي وإبداء الرأي لا يعني الحق في استخدام الفيتو خاصة وأن الحكومة الحالية ما هي إلا حكومة تصريف أعمال.

وحول رؤيته لتلك المقاومة، أشار عون بأن حزب الله لا يمكن اعتباره عدوا سواء داخليا أو خارجيا ويجب التوقف عن ممارسة الضغوط الدولية ضده أو تصفية حسابات سياسية معه، فتلك المقاومة هزمت إسرائيل عام 1993 و 1996 و2006، وشعبيته تصل إلى أكثر من ثلث الشعب اللبناني.

وعن دمج مقاتلي حزب الله بالجيش اللبناني، أجاب الرئيس اللبناني بأن حزب الله لا يلعب أي دور عسكري داخل لبنان ولا يقوم بأي عمل على الحدود مع إسرائيل، فالأوضاع هي التي قادته لمحاربة داعش والنصرة في سوريا مما استدعى دفاعه عن مهاجمة الأرض.

وفيما يخص العلاقات اللبنانية – السورية، أشار عون إلى أن بلاده ترفض التدخل في شؤون الدول الأخرى وهو ما يجعل علاقتنا بسوريا تتسم بسياسة البعد عن إثارة المشكلات وتحديدا النزاعات بسوريا، وسفارتي البلدين مفتوحتين.

وحول دعم المسيحيين بلبنان، أجاب عون بأن مصلحة لبنان هي وحدها التي تحدد عمله وتهمه إضافة إلى معارضته لأي انحياز يتناقض مع ذلك، فالمسيحيون في لبنان استطاعوا التغلب على العديد من الانقسامات ونجحوا في دعم أنفسهم، لتبقى الاختلافات فقط حول العلاقات بسوريا وبعض الملفات السياسية.

وأضاف عون بأن ما يهم بلاده حاليا وما يهدد أمنها حقا هي إسرائيل، التي تسعى دوما إلى إحداث انشقاق في الصف العربي وظهر هذا جليا في مواصلتها القضاء على حقوق الفلسطينيين إضافة إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف تمويل الأونروا التي يستفيد منها حوالي 500 ألف فلسطيني من المتواجدين في لبنان، كما أن فكرة تحالف الأقليات غير جيدة كونها تعطيهم الفرصة لتفتيت المنطقة وتحويلها إلى أجزاء طائفية ومذهبية تسعى لمصالحها.

ولفت الرئيس اللبناني إلى أن ما يثير تخوفه هو توطين الفلسطينيين بصورة نهائية في الأراضي التي لجأوا إليها، فالتدفق الضخم لأعداد اللاجئين نحو بلاده أضر بها ديموغرافيا واقتصاديا، فمنذ 2011 ولبنان تعاني من وجود أكثر من مليون لاجئ سوري، حتى أصبح المشهد عبارة عن لاجئ واحد من كل 3 أشخاص بلبنان.

وأخيرا، قال الرئيس اللبناني إنه ينتظر دعم أوروبا عامة وفرنسا خاصة للبنان في مسألة عودة اللاجئين إلى ديارهم بصورة آمنة وآدمية، مع مضاعفة مساهمات الأونروا لدعمهم.