خلال ورشة عمل جامعة الأزهر واتحاد الجامعات الإفريقية

المحرصاوي: يجب الاستفادة من الثورة التكنولوجية في الجامعات

 المحرصاوي
المحرصاوي

أكد د. محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أن الأزهر لديه تراث علمي ضخم من الأبحاث والرسائل العلمية الثرية التي تُسهم في نشر صحيح الدين بمنهجه الوسطي، وترسيخ قيم السلام والتعايش والمواطنة والتعددية، وتفكيك الفكر المتطرف وتفنيد الآراء الشاذة والتأويلات المنحرفة بالأدلة القاطعة.

وأوضح أن العالم، في أمس الحاجة الآن، للمنهج الأزهري الذي يُجَّسد الفهم القويم لحقيقة الإسلام بتعاليمه السمحة دون إفراط أو تفريط، حتى يستطيع التصدي لأي أفكار ضالة ومُضللة وقطع الطريق على الجماعات الإرهابية والتكفيرية بما لا يُمَّكنها من العبث بعقول الشباب واستقطابهم وتجنيدهم لتنفيذ أجنداتهم المشبوهة.

وقال، خلال كلمته في افتتاح ورشة العمل التي تنظمها جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية، بعنوان: «بناء وإدارة المستودعات الرقمية للرسائل والبحوث العلمية لمؤسسات التعليم العالي بالقارة الأفريقية»، إنه بات ضروريًّا الاستفادة القصوى من الثورة التكنولوجية الهائلة في نشر العلوم والمعارف على مستوى العالم وتبادل الخبرات إلكترونيًا من خلال ما يُعرف بالمستودعات الرقمية بالجامعات.

وأشار إلى أن جامعة الأزهر إذ تُقَّدر الجهود المثمرة التى يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى لاستعادة الدور المصري الرائد في القارة السمراء، فإنها تبذل قصارى جهدها لتعزيز التعاون العلمى مع المؤسسات التعليمية الأفريقية ليصل إلى مرحلة الشراكة بما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة؛ وذلك انطلاقًا من العلاقات التاريخية الراسخة التى تعكس وحدة المصير.

وأشاد بالعلاقات المتجددة بين جامعة الأزهر واتحاد الجامعات الأفريقية، وحرص الجانبين على تعزيزها؛ فمصر في قلب أفريقيا، وأفريقيا في قلب الأزهر، وإنه من الدعائم الرئيسية لرسالة الأزهر نشر العلوم والسلام بين ربوع العالم بصفة عامة وأفريقيا بصفة خاصة.

وأعرب عن تقديره لدور اتحاد الجامعات الإفريقية، في النهوض بالتعليم العالي بالقارة السمراء، واهتمامه بإقامة قواعد بيانات ومستودعات رقمية للأبحاث والرسائل العلمية، لافتا إلى أن تلك الخطوة تأخرت كثيرًا لبناء بنوك معلومات لفكر علماء القارة الحبيبة الذي ظل كثيرًا حبيس الأدراج، وأنه آن الأوان للاستفادة منه وتقديمه لشباب الباحثين؛ تلافيًا لإهدار الوقت والجهد، والبناء على ما تم إنجازه من تراث غزير وإتاحة الثروة العلمية والفكرية الأفريقية للعالم.

أوضح أن العالم أصبح قرية صغيرة وأن إتاحة المعرفة يجب ألا يتعارض مع حقوق الملكية الفكرية للعلماء والمفكرين، لافتًا إلى أن بناء المستودعات الرقمية وقواعد البيانات يعد الضمانة الحقيقية لذلك، علاوة على توفير المعلومة الصحيحة لمتخذى القرار فى الوقت المناسب.

وأشاد باستحداث منصب مستشار رئيس الجمهورية للحوكمة والبنية المعلوماتية الذي يعد أحد أهم الإجراءات التى تساعد على رفع أداء مؤسسات الدولة من خلال إنشاء قواعد البيانات المختلفة مما يسهل عملية تدفق المعلومات ويتيح الاستغلال الأمثل للموارد.

وأضاف أنه يتطلع إلى أن يصل المشاركون في ورشة العمل التى تستضيفها جامعة الأزهر، إلى آليات تنفيذية تُمَّكن الباحثين وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالجامعات الأفريقية من الاستفادة مما أنجزته جامعة الأزهر من تراث علمي ثري، على مدار تاريخها، الذي يتسم بتعدد مجالات المعرفة ويُسهم في حل الكثير من الأزمات المعاصرة بأبحاث ورسائل علمية جادة، ترتكز على التوظيف الأمثل لتكنولوجيا العصر، وذلك من خلال إتاحة هذا المحتوى العلمي الضخم بطريقة سهلة عبر ما يُسمى بالمستودعات الرقمية بالجامعات.