غدًا .. «صلاح» فخر مصر ينتظر النصر

محمد صلاح
محمد صلاح

الفرعون ينافس الدون ولوكا على لقب «الأفضل»


جاء اليوم الذى يجعلنا فيه محمد صلاح أن نقول بكل ثقة وبصوت عال "تعالى نخلى الحلم حقيقة تعالى تعالى".. ساعات قليلة ومن الممكن أن يحدث امر استثنائي لم يكن اى مصرى يستطيع تخيله ولو أفصح عنه لأحد كان سيقال عنه إنه مجذوب ويعيش وسط الأوهام.


ولكن شئنا أم أبينا الحلم أصبح أمرا واقعا وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع ولابد أن يعرف الجميع أن مصر لديها لاعب عالمى ولد ليضع نفسه وسط الكبار.
فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساء اليوم سوف يسدل الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" الستار عن النجم الذى سيفوز بجائزة "the best" لأفضل لاعب فى العالم عن الموسم الماضى من بين الثلاثى البرتغالى كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد السابق ويوفنتوس الحالى والكرواتى لوكا مودريتش نجم ريال مدريد وابن مصر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزى فى منافسة مكررة بين الثلاثى للمرة الثانية بعد أن كانوا هم المرشحون ايضا لجائزة الأفضل فى أوروبا التى منحها الاتحاد الأوروبى فى النهاية للوكا.


صلاح من الممكن ألا يفوز بالجائزة مثل جائزة اوروبا ولكن مجرد تواجده فى هذه المكانة هو شرف كبير لأى لاعب ومن يعرف فربما تبتسم الكرة الذهبية للفرعون ويحقق ما لم يتوقعه أحد بجد ؟


وتفوق الثلاثى على كل من البلجيكى إيدن هازارد لاعب تشيلسى الإنجليزى والفرنسى أنطوان جريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد الإسبانى والأرجنتينى ليونيل ميسى نجم برشلونة الإسبانى والبلجيكى كيفين دى بروين لاعب مانشستر سيتى الإنجليزى والإنجليزى هارى كين مهاجم توتنهام والفرنسى كليان مبابى نجم باريس سان جيرمان والفرنسى رافائيل فاران مدافع ريال مدريد الإسبانى.


كما سيعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم عن الهدف الفائز بجائزة بوشكاش لأفضل هدف فى 2018 والذى يتنافس فيه صلاح بهدفه فى مرمى إيفرتون فى إطار مباريات البريميرليج الموسم الماضى وضمت القائمة أيضا مقصيتى جاريث بيل وكريستيانو رونالدو فى نهائى دورى أبطال أوروبا وفى ربع النهائى أمام يوفنتوس على الترتيب وهدف بينيامين بافارد ظهير فرنسا فى الأرجنتين وهدف ميسى فى منتخب نيجيريا وهدف لدينيس تشيرشيف فى كرواتيا وهدف ريكاردو كواريزما فى إيران.


ويتنافس على أفضل مدرب عن عام 2018 كل من الفرنسيين زين الدين زيدان وديديه ديشامب بالإضافة إلى الكرواتى زلاتكو داليتش وقاد ديشامب منتخب بلاده لحصد لقب مونديال روسيا أما داليتش قاد منتخب كرواتيا لوصافة كأس العالم بينما قاد زيدان ريال مدريد للقب دورى أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالى مع الريال.
وسيتم الإعلان عن أفضل حارس مرمى فى عام 2018 وضمت القائمة الثلاثى تيبو كورتوا والدنماركى كاسبر شمايكل والفرنسى هوجو لوريس.


وفى السيدات تتنافس كل من البرازيلية مارتا لاعبة نادى أورلاندو برايد الأمريكى والألمانية دزينيفر ماروزان لاعبة أوليمبيك ليون الفرنسى والنرويجية أدا هيجيربيرج لاعبة أوليمبيك ليون الفرنسى على جائزة أفضل لاعبة فى العالم.


بينما سيتم اختيار أفضل مدير فنى سيدات بين كل من الهولندية سارينا ويجمان مدربة منتخب هولندا والفرنسية رينالد بيدروس مدربة فريق أوليمبيك ليون واليابانية أساكا تاكاكورا مدربة منتخب اليابان.

 

الفرعون يتفوق محليا.. والدون أوروبيا.. ومودريتش دوليا


جاء اختيار الثلاثى للمنافسة على أفضل لاعب فى العالم بناء على ما قدمه كل لاعب خلال الموسم الماضى.


صلاح : ساهم الفرعون فى قيادة فريقه للوصول إلى نهائى دورى أبطال أوروبا أمام ريال مدريد النسخة الماضية كما حصل على لقب هداف الدورى الإنجليزى العام الماضى فى موسم استثنائى حيث سجل 32 هدفا فى البريميرليج قادت فريقه لاحتلال المركز الرابع فى جدول الدورى إلى جانب حصوله على الكثير من الألقاب الفردية كأفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى وأفضل لاعب فى أفريقيا. اما على الصعيد الدولى قاد مو المنتخب الوطنى للوصول إلى نهائيات بطولة كأس العالم الأخيرة التى استضافتها روسيا بعد غياب 28 عاما كما نجح فى تسجيل هدفين بالبطولة.


رونالدو : قاد ريال مدريد للفوز ببطولة دورى أبطال أوروبا موسم 2018/2017 للعام الثالث على التوالى كما توج هدافا للمسابقة برصيد 15 هدفا وأحرز لقب كأس العالم للأندية رفقة ريال مدريد 2017 والتى أقيمت بالإمارات. أما على صعيد المنتخب البرتغالى فلم يكن التوفيق حليف الدون حيث فشل فى قيادة منتخب بلاده إلى الأدوار النهائية فى كأس العالم واكتفى بالتأهل لدور الـ16 قبل الخسارة أمام أوروجواى 2/1.


مودريتش : ساهم لوكا مودريتش فى فوز ريال مدريد ببطولة دورى أبطال أوروبا على حساب ليفربول كما توج مع الملكى ببطولة كأس العالم للأندية.

 

أول عربى وأفريقى يترشح «للأفضل»  فى نسخته الجديدة


أصبح محمد صلاح أول لاعب عربى وإفريقى يوجد بالقائمة النهائية لجائزة The Bestوالتى بدأت عام 2016 ولم يوجد أى لاعب عربى أو افريقى بالقائمة النهائية ليدخل صلاح التاريخ من أوسع أبوابه.


ففى النسخة الأولى للجائزة عام 2016 وجد الثلاثى كريستيانو رونالدو والأرجنتينى ليونيل ميسى لاعب برشلونة الإسبانى والفرنسى انطوان جريزمان لاعب اتلتيكو مدريد الإسبانى فى القائمة النهائية فى نسخة العام الماضى 2017 فتواجد البرازيلى نيمار مع الثنائى بدلا من جريزمان ونجح النجم البرتغالى فى التتويج بلقب الجائزة فى المرتين.


ويعتبر جورج ويا اللاعب الإفريقى الوحيد الذى حقق جائزة أفضل لاعب فى العالم المقدمة من الفيفا فى عام 1995 بمسماها القديم الأفضل فى العالم وترشح ويا للجائزة ذاتها فى عام 1996 ولكنه جاء فى المركز الثانى بعد البرازيلى رونالدو لاعب برشلونة وقتها.


وبعد مرور 10 سنوات من فوز جورج ويا بالجائزة جاء صامويل إيتو لاعب برشلونة السابق ليدخل القائمة النهائية لجائزة أفضل لاعب فى العالم المقدمة من الفيفا فى عام 2005 وحل فى المركز الثالث وقتها بعد البرازيلى رونالدينيو المتوج بالجائزة وفرانك لامبارد.


ويحلم صلاح بتحقيق إنجاز اللاعب الليبيرى والظفر بجائزة أفضل لاعب فى العالم The Bestلعام 2018 .

 

الفرق بين the best والبالون دور


تعتبر هذه هى المرة الثالثة التى تقدم فيها جائزة أفضل لاعب فى العالم بمسماها الجديد The Best بعد انفصال الفيفا عن جائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة فرانس فوتبول الفرنسية.


وكان الاتحاد الدولى لكرة القدم يقدم جائزة الأفضل فى العالم والتى استمرت مابين عامى 1991 و2009 وفى عام 2010 تم الاتفاق على إيقاف الجائزة ودمجها مع جائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة فرانس فوتبول تحت مسمى البالون دور إلى أن تم الانفصال بينهما مرة أخرى فى عام 2016 وأصبح الفيفا يقدم جائزة خاصة به تحت مسمى The Best.

 

«مو» فى مفترق الطرق بعد اعتلاء القمة


كيف تحول الفرعون من نجم إلى أسطورة عظيمة؟


الوصول للقمة صعب ولكن الاستمرار على القمة والحفاظ عليها هو الأصعب.. ربما تكون هذه الحكمة المعروفة هى أبسط مثال يضرب عن حالة النجم العالمى محمد صلاح لاعب منتخبنا الوطنى وليفربول الإنجليزى.. فالفرعون يمر حاليا بحالة من تذبذب المستوى وعدم الوصول إلى حالته الذهنية والبدنية المعروفة عنه والتى جعلته ليس أن يكون نجم الليفر وحسب بل وانجلترا كلها الموسم الماضى .

 

وباتت حالة صلاح محط اهتمام الصحف العالمية والمهتمين بالرياضة لمعرفة أسرار هذا التراجع غير المتوقع وأرجعت التقارير العالمية هذا التراجع لأسباب عديدة تمت مناقشتها للوصول إلى سر تراجع النجم المصرى ولكن منطقيا وعلى أرض الواقع ما يحدث لصلاح هو أمر طبيعى لأى نجم كبير .

 

فبعد أن قدم الفرعون موسما استثنائيا العام الماضى استطاع فيه ليس فقط أن يلفت الأنظار ويكسب حب الجماهير واحترام المنافسين بل وصل إلى أنه وضع نفسه وسط مصاف الكبار عقب إنجازه الفريد من نوعه الذى صعب به المهمة على أى أحد غيره يريد أن يصل لهذه الإنجازات بعد ذلك بعد أن حطم العديد من الأرقام القياسية التى ظلت راسخة لسنوات عديدة لم يقترب أحد منها.

 

كل هذه الإنجازات بلا أدنى شك عمل مشرف وعظيم ولكن لكل شيء جانبين فمثلما استفاد صلاح من هذا التألق وحفر اسمه فى التاريخ إلا أنه على الجانب الآخر جعل مسيرته الكروية التى سيقضيها فى الملاعب صعبة بل وصعبة للغاية.

 

فعندما نجح صلاح فى الوصول إلى قمة مستواه وتألقه فى مقتبل عمره وهو لم يتجاوز بعد عامه السادس والعشرين ومن هنا تكمن الأزمة أن صلاح نجح فى تحقيق أصعب عمل فى كرة القدم واعتلى عرش النجومية مبكرا جدا ووصل إلى القمة وهو فى بداية المشوار.

 

وعليه سيظل يصارع طوال مسيرته الكروية لتحقيق هذا الإنجاز من جديد بل وتخطيه وتحقيق طفرة جديدة.. صلاح نجم فذ وموهبته الكروية العظيمة ساهمت فى تكوينه كنجم عالمى فى أولى سنواته وسط اللعب مع الكبار ولكن ما تطلبه وترجاه الجماهير ويأمل فيه هو نفسه بأن يتحول هذا النجم العالمى إلى أسطورة كروية عظيمة يخلدها التاريخ. 

 

وعليه لابد على نجم الليفر إذا أراد أن يتساوى بالعظماء أن يعى جيدا أن جميع اللاعبين الكبار تأتى عليهم فترة يشعرون فيها بالتخبط والتراجع ولكنهم يعودون سريعا وأقوى من السابق.. فالثنائى رونالدو وميسى مثال حى للأساطير الكروية العظيمة التى لم تتوقف عند تألق المؤقت بل كانا لديهما الأهم من ذلك القدرة على الاستمرارية.

 

وعليه.. صلاح أمام اختيارين إما أن يكتفى بما فعله من إنجازات ـ التى هى بلا جدال شيء عظيم ولن تقلل من مكانته كنجم كبير ـ وإما أن يختار الطريق الآخر الذى لا يعرف اكتفاء ولا تشبعا وأن تحفر صورته وسط متحف أساطير اللعبة.