ماذا تريد مصر من الولايات المتحدة؟

ماذا تريد مصر من الولايات المتحدة؟
ماذا تريد مصر من الولايات المتحدة؟

بناء علاقة مصرية- أمريكية ذات محتوى وشكل شديد التحديد -كما كان عليه الحال حتى نهاية التسعينيات- لم يعد أمرًا مستحيلا. ومن ثم يصبح على مصر تطوير أداء ديناميكى يسمح لها بالاحتفاظ بعلاقة تعاون وثيق مع الولايات المتحدة رغم تغير الظروف وتغير توجهات الرؤساء الأمريكيين. وكلما كانت مصر متفقة على الأسباب التى من أجلها تريد الاحتفاظ بعلاقات تعاون وثيق مع الولايات المتحدة.

 

استطاعت القاهرة إدارة علاقاتها بواشنطن بطريقة فعالة. فمصر تريد من الولايات المتحدة نافذة مفتوحة على التكنولوجيا العسكرية الحديثة، وأن مصر تريد مواصلة الحصول على المساعدات العسكرية الأمريكية كمقياس لوزن مصر الاستراتيجى لدى واشنطن، وكمصدر إضافى للإنفاق الدفاعى يخفف الضغط عن المالية العامة المثقلة. وأن مصر تريد لعلاقتها بالولايات المتحدة أن تكون رصيدًا إضافيًّا يحسن وضع مصر التفاوضى فى علاقتها بالقوى الإقليمية والدولية الأخرى. وأن مصر تريد من الولايات المتحدة أن تكون مصدرًا للاستثمارات الأجنبية المباشرة الضرورية لنمو الاقتصاد المصري، وأن مصر تريد للولايات المتحدة أن تكون حليفًا متفهمًا عندما يجرى عرض قضايا تخص مصر على مؤسسات دولية سياسية أو اقتصادية. وبالتأكيد فإن مصر لا تريد أن تجد واشنطن فى صف أعداء مصر.

سيظل مطلوبًا من مصر أن تعيد تكييف سياستها تجاه الولايات المتحدة كلما تم انتخاب رئيس جديد فى واشنطن. لكن الاستراتيجية المصرية الأكثر استدامة فيما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة هى تعزيز التعاون مع المؤسسات الأمريكية الأقل تأثرًا بتقلبات السياسة والانتخابات. يسرى ذلك بشكل خاص على القوات المسلحة الأمريكية.

فالعسكريون الأمريكيون لا ينشغلون بالتطورات الدرامية المثيرة بقدر ما ينشغلون بالاستدامة والاستمرارية، وهى الأشياء التى يمكن لعلاقة مستقرة طويلة الأمد مع مصر أن توفرها. فكسب العسكرية الأمريكية لصالح علاقة مستقرة ممتدة مع مصر يتيح لمصر فى واشنطن جماعة مصالح ولوبى قوى أثبت على مدى السنوات السابقة أنه كان أهم المدافعين عن التعاون الوثيق بين مصر وأمريكا.