قصص وعبر| مأساة مسنة.. تطالب بنفقة متعة

 مأساة مسنة
مأساة مسنة

الواقع أحيانًا يكون أغرب من الخيال، لم تكن تتخيل الزوجة المسنة أن زوجها العجوز سيبيع عشرة العمر بعد زواج دام لأكثر من ٥١ عامًا، واصفة إياه ممن لا يحفظوا وعدًا أو عهدًا، أو يتذكر صنيعًا طيبًا أو معروفًا، بعدما قام بطردها من المنزل، وتزوج عليها.

 

توجهت الزوجة إلى محكمة الأسرة تطالب بنفقتي متعة، وعدة، متكئة على عصاها بخطوات مثقلة، وكأنها تجر خلفها أيام تصرخ من قسوة سنواتها الماضية، التي لم تحصد منها غير أسى، وجراحات، والتجاعيد تملأ وجهها لتبدو كحصيلة ضحكات ودمعات خجلت أن تتركها فأخذتها ملامحها لتزين وجهها.

 

امتدت يدها تمسح الدموع التي تتساقط ببطء شديد من عينيها الخضروان بلون أعشاب البحر، وبصوت متحشرج يشوبه ألم وغصة، وحسرة قالت: "تزوجت وأنا عمري ١٦ عاما كنت فيها الزوجة المطيعة، يتردد على مسامعي كلمات أمي وأبي إن البنت ملهاش غير بيت جوزها .. واحنا معندناش حاجة اسمها طلاق، و مرت السنين تحملت فيها غضب زوجي، واعتداؤه علي بالضرب، ولم اشتكى يوما، أو أترك المنزل رغم معاملته لي وكإنني خادمة، كافحت معه إلى أن عظمت تجارته وتوسعت بشكل كبير، و كنت أقوم بتوفير أموال من مصروف المنزل، بالإضافة إلى أموالي الخاصة، وثابرت معه والوقوف بجانبه، وما إن بلغ بي العمر وأصبحت في الخمسين عاما فوجئت به يتزوج علي ٣ نساء وقام بتطليقهن، لم اشتكى أيضا إلى أن أتى بزوجته الأخيرة لإقامتها معي بنفس المنزل لم اعترض، واتتابتني حالة نفسية، أصبت على إثرها بمرض الضغط، وآلام العظام.

 

وتابعت الزوجة، وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة: "عرفت المشاكل طريقها بيني وبين زوجته، فما كان منه إلا أن رفض دفع مصروفات علاجي من مالي الذي كدحت في جمعه مثله تماما، واتهمني بإثارة المشاكل، غير معايرته لي بمرضي، وفي آخر مرة طلبت منه بكل أدب وحياء أن يترك لي منزلي، ويخصص لي مبلغا من المال شهريا إلا إنني فوجئت به ينهرني ويسبني، وألقى علي يمين الطلاق، وطردني من المنزل، وكاتت كلماته تخترق جسدي النحيل كجمرات تتوقد بين أضلعي قائلا: " روحي شوفي دار مسنين، أو مأوى غير معايرته لي بمرضي ".

 

انهمرت الزوجة المسنة في بكاء مرير، وبأنفاس متقطعة قالت: "لولا مساعدة الأقارب والجيران لي لكنت مت دون أن يشعر بي أحد، وليتني أموت حيث لم أظن ولو للحظة واحدة أن سيكون هذا جزائي مع زوج ندل سيبيع العشرة بعد أن تجاوزت الـ ٦٩ عاما، لذا لم يكن أمامي غير محكمة الأسرة بحثا عن نفقتي عدة، ومتعة، بعد أن أخذني لحما، ورماني عظما".