مندوبنا بالأمم المتحدة: مصر تولي أهمية بالغة لدفع جهود التنمية في إفريقيا

السفير محمد إدريس مندوب مصر في الأمم المتحدة
السفير محمد إدريس مندوب مصر في الأمم المتحدة

أكد مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة السفير محمد إدريس، أن الموضوعات الأفريقية تأتي في مقدمة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية، ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا، ولكن أيضًا لاعتبارات المصالح المشتركة والمصير الواحد. 

وقال "إدريس"، إن هذا الأمر يكتسب أهمية خاصة هذا العام، وذلك لاختيار مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي للعام القادم، مضيفًا: "في إطار ذلك تعنى مصر دائمًا بالمشاركة بفاعلية في كافة الاجتماعات الإفريقية، حيث تشارك في هذا الإطار بعدد من الاجتماعات التي تعقد على هامش الشق الرفيع المستوى لدورة الجمعية العامة، وفي مقدمتها الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، والذي سيبحث أوضاع السلم والأمن بالقارة، بالإضافة إلى الاجتماع الوزاري للجنة تنسيق المشاركة العربية الإفريقية الذي تشارك فيه مصر بصفتها الرئيس المقبل للاتحاد الإفريقي لعام 2019".

وتابع: "ومن ناحية أخرى، تشارك مصر كذلك في عدد من الفعاليات ذات الصلة بموضوعات السلم والأمن، والتنمية المستدامة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي تتطرق كذلك إلى الأوضاع في القارة الأفريقية، وأهمية دفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدولها، وفي مقدمتها قمة نيلسون مانديلا للسلام، التي تعقد يوم الاثنين احتفالاً بالذكرى المئوية لميلاد زعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، بمشاركة العديد من رؤساء وملوك الدول".

وأشار مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة، إلى أنه سيتم اعتماد إعلان سياسي بهذه المناسبة، ومن المنتظر أن يبرز بيان مصر في هذه الاحتفالية مسيرة الزعيم نيلسون مانديلا، مع التأكيد على دوره التاريخي إزاء قضايا التحرر الوطني ومناهضة العنصرية، وتحقيق التنمية للشعوب الأفريقية.

وأكد السفير محمد إدريس، أن المشاركة المصرية في دورة الجمعية العامة الجديدة تكتسب أهمية خاصة في ضوء ترؤس مصر لمجموعة الـ77 لهذا العام، حيث تمثل مصر القارة الإفريقية في رئاسة المجموعة، علمًا بأن هذه المجموعة تعتبر أكبر كتلة تفاوضية في الجمعية العامة، وتعنى بشكل خاص بالدفاع عن مصالح الدول النامية خاصة فيما يتعلق بالموضوعات الاقتصادية والتنموية. 
وتشارك مصر في الاجتماع رفيع المستوى حول تمويل أجندة التنمية 2030، التي تتسم بأهمية بالغة للدول الإفريقية أخذًا في الاعتبار أولوية موضوع تمويل التنمية لهذه الدول، حيث يهدف الاجتماع إلى إطلاق استراتيجية سكرتير عام الأمم المتحدة حول تمويل أجندة التنمية المستدامة 2030، وكذا حشد الدعم اللازم لسد الفجوة التمويلية من أجل تحقيق وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. 

وتأتي تبعات ظاهرة تغير المناخ، بحسب "إدريس"، في مقدمة اهتمامات الدول الإفريقية، أخذًا في الاعتبار ارتباطها بأوضاع السلم والأمن في بعض مناطق القارة، واتصالاً بذلك تشارك مصر في الحوار رفيع المستوي للسكرتير العام للأمم المتحدة حول "تنفيذ اتفاق باريس لتغير المناخ، والطريق إلى مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ"، الاثنين المقبل. 

وأوضح مندوب مصر في الأمم المتحدة، أن البعد الإفريقي لم يغب عن المشاركة المصرية في الحدث رفيع المستوى بشأن إعلان الالتزامات المشتركة لعمليات حفظ السلام، التي تتواجد غالبيتها في القارة الإفريقية، الذي يعقد يوم الثلاثاء، لاعتماد إعلان سياسي، هو الأول من نوعه، في مجال حفظ السلام، حيث يتضمن الإعلان –الذي شاركت مصر في صياغته- مجموعة من الالتزامات المشتركة تقرها الأطراف المعنية بعمليات حفظ السلام الأممية. 

ومن المنتظر أن يلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، بيان مصر في هذه الفعالية الهامة، للتأكيد على مواصلة الحكومة المصرية -بكافة هيئاتها ومؤسساتها المعنية- الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لتعزيز مساهماتها الميدانية قوات وأفراد، وكذا دعمها السياسي والاستراتيجي واللوجيستي لعمليات حفظ السلام حول العالم، وخاصة في القارة الإفريقية.

وتتناول كافة اللقاءات الثنائية التي سيعقدها الرئيس السيسي مع نظرائه الافارقة المشاركون في الشق رفيع المستوي لاجتماعات الجمعية العامة، القضايا الإفريقية والأوضاع في القارة، وسبل دعم التعاون المشترك بين دولها.