عمرو الليثي يكشف رفض والد جميل راتب دخوله عالم الفن 

جميل راتب
جميل راتب

قال الإعلامي، د. عمرو الليثي، إن الفنان الراحل جميل راتب، كان فنانًا فوق العادة، وله مذاقه الخاص، مضيفًا أن "راتب" كان بارعًا في أداء أدواره على الرغم من تنوعها واختلافها سواء فى المسرح والسينما والتليفزيون.

 

وتابع عمرو الليثي :"ترك راتب بصمته في أي عمل فني شارك فيه، وعلى الرغم من أنه كان من عائلة أرستقراطية إلا أنه لم يكن يشعر أنه قريب من تقاليدها، وكان شديد الفخر بأسرته من الناحية السياسية المناضلة، فعمة والدته كانت السيدة هدى شعراوي، ووالده وأعمامه كانوا من أوائل الطلبة الجامعيين الذين خرجوا في مظاهرة 1919 وكانت هذه الناحية هامة جداً بالنسبة له.. كان الفن بالنسبة له قيمة عظيمة وعلى الرغم من اعتراض أسرته على دخوله المجال الفني، وقول والده له إنه إذا دخل هذا المجال فسيعتبره مات، إلا أنه كان يعرف أن هذا هو طريقه الذي اختاره لنفسه فتمسك به".

 

واستكمل :"بدأ جميل راتب حياته الفنية أثناء دراسته الجامعية، وعندما سافر للدراسة بالخارج بكلية الحقوق الفرنسية لم يكمل بها، وغير طريقه ودخل معهد التمثيل، ونجح فى هذا الطريق، ونظراً لقطع أسرته العلاقات معه اضطر أن يعمل أعمالاً كثيرة حتى يستطيع الاعتماد على نفسه، فعمل كومبارسا ومترجما وبائعا فى سوق الخضار وغيرها، وكان يرى أن هذه الاعمال خصوصاً عمله كبائع في سوق الخضار قربته من وسط لم يكن يعرفه قبل ذلك".

 

واستطرد عمرو الليثي: "في عام 1952 أصبح جميل راتب ممثلا معروفا في الوسط الفني المسرحي بشكل خاص في باريس، وجاء للقاهرة لتقديم إحدى المسرحيات، فاكتشفه سليمان نجيب وشاهده والده وهو يمثل أحد الأدوار في مسرحية سياسية عن الثورة، وكم فرح به وعانقه وقام بعزومة لكل الفرقة وقتها.. كان أول فيلم قدمه في مصر بعنوان «أنا الشرق» مع الفنانين الكبار حسين رياض، وجورج أبيض، وكان هو البطل الرئيسي، ولكن الفيلم لم يحظ بالنجاح الكبير، وعاد إلى باريس وظل يعمل هناك".

 

واختتم عمرو الليثي حديثه قائلا: "في عام 1974 عاد جميل راتب لمصر من باريس بناءً على طلب من صلاح جاهين الذي كان صديقه، وطلب منه أن يأتي ليعطي له دور خالد صفوان في فيلم الكرنك، وبالفعل عاد للقاهرة وعلى الرغم من الموافقة على أجره وعلى بروفات اللبس إلا أنه فوجئ أن الدور سيقوم به الفنان الكبير كمال الشناوي، وبعدها بيومين عرض عليه صلاح أبو سيف فيلم "الكداب" الذي يعتبر البداية الفنية الحقيقة للعظيم جميل راتب بمصر والذي برع فى أداء دوره فيه وفتح له الأبواب لأعمال سينمائية كثيرة بعد ذلك، لتستمر رحلة عطائه الفني، وليصبح أيقونة من أيقونات السينما المصرية".