حوار| رئيس «قصور الثقافة»: حققنا نجاحات كبيرة في معركتنا ضـد الفكـر المتطـرف

د.أحمد عواض
د.أحمد عواض

- القوافل الثقافية وصلت للقرى والنجوع واسألوا أهالي حلايب وشلاتين والوادي والعريش

- نجحنا في تجهيز 9 مواقع ثقافية.. وافتتاح 6 أخرى قبل نهاية العام

منذ اليوم الأول لتوليه رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة وهو يدرك قيمة المسئولية التى تقع على عاتقه، تحرك بشجاعة لمواجهة كل المشاكل، طموحاته صنعت منه محاربا من اجل نشر الثقافة والوصول بها لكل القرى والنجوع التى تفتقر للإبداع والفنون أنه المخرج د. أحمد عواض الذي تحدث لنا بكل شفافية وأجاب فى هذا الحوار بوضوح على كل الأسئلة التي تتعلق بدور هيئة قصور الثقافة الآن وما استطاعت تحقيقه في معركتها ضد الإرهاب، وماذا عن دورها فى الوصول بالثقافة لأبناء مصر في كل المحافظات وما المشاكل التي تعانى منها.

< كيف ترى وضع قصور الثقافة الآن وهل نجحت فى تحقيق دورها؟


قصور الثقافة تعمل بشكل متكامل ومنتظم ومنذ فترة ونحن نسعى بكل الطاقات والإمكانات المتاحة من أجل نشر الثقافة والوعي فى كل المحافظات وقدمنا خلال الشهور الماضية مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، استطعنا من خلالها الوصول لعقول أبناء مصر حتى نستطيع تنمية الوعى لديهم خاصة أننا نعيش فى معركة حقيقية لا تعتمد على الدبابات أو الطائرات ولكنها حروب أفكار فى المقام الأول، واعتقد أن وضع قصور الثقافة حاليا جيد ولكن مازال هناك طموحات كبيرة احلم بتحقيقها خلال الفترة القادمة وتحتاج لمزيد من المجهود والعمل ونحن عازمون على ذلك.
الفكر المتطرف 
< هل انتصرت قصور الثقافة فى حربها ضد الفكر المتطرف ؟


مازالت المعركة قائمة، ومع كل يوم نحقق مزيدا من النجاحات، الدولة تحارب الإرهاب بكل مؤسساتها ويقف فى مواجهة هؤلاء رجال الجيش والشرطة الذين يضحون بأرواحهم من أجل القضاء على هذا الإرهاب، أما نحن فنعيش معركة فكرية مع هؤلاء الإرهابيين لأنهم يحاولون بث الأفكار السلبية والمدمرة في عقول الشباب وزرع معتقدات شيطانية خبيثة من أجل تخريب الوطن وهنا تأتى معركة قصور الثقافة والحمد لله حققنا نجاحات ضخمة خلال الفترة الماضية، لابد أن يعلم الجميع أن الإرهاب لن ينتهي في يوم وليلة ولكنه يحتاج لوقت خاصة أننا نحارب خفافيش تجيد المراوغة في الظلام وبالفكر والثقافة سوف ننتصر ونحقق ما نريد وقريبا سنعلن عن القضاء على هؤلاء الذين يخططون لسقوط الهوية المصرية.

< ماذا ينقص قصور الثقافة في الفترة الحالية وتسعى لتحقيقه؟

نحن ملتزمون بميزانية محدودة وليس من المنطقي أن نطالب بزيادتها خاصة أننا فى مرحلة اقتصادية ليست بالجيدة والجميع يدرك ذلك، كما أننا نتلقى دعما كاملا من د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة التي تتابع معنا كل النشاطات بشكل يومى ولا تبخل علينا بجهد، هناك بعض المشاكل التي تواجه قصور الثقافة بسبب الموارد ولكن نواجه هذا بالتقشف فى بعض الأشياء التي لا تمس المواطن بضرر، كما أننا لا نقترب من تقليص الأنشطة لان هدفنا الأول والأخير هو الوصول بالثقافة إلى كل شبر على أرض مصر.
القرى والنجوع 
< أين دور قصور الثقافة فى القرى والنجوع ؟

قصور الثقافة حققت طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية وكانت القوافل الثقافية تجوب قرى ونجوعا ربما لا يعرفها أحد أو كما يقولون عنها أنها تعيش فى فضاء منعزل والحمد لله الأهالي كانوا في غاية السعادة بالقوافل الثقافية التي حققت أهدافها بشكل كبير وتفاعل معها الجمهور وعلى سبيل المثال لا الحصر استطعنا أن نصل إلى قرى فى سيناء والعريش والوادي الجديد وحلايب وشلاتين وغيرها وقدمنا هناك جميع الفنون من مسرح، مسابقات غناء، شعر، موسيقى وفنون شعبية وتشكيلية ولدينا خطة واضحة نقوم بتطبيقها منذ فترة داخل الهيئة والتي تأتى ضمن خطة وزارة الثقافة بقيادة د.إيناس عبد الدايم وتستهدف الوصول لكل المناطق المحرومة من الثقافة وتفتقر للإبداع.


< ماذا عن مشروع الدمج الثقافي الذي تنفذه الهيئة ؟


مشروع الدمج الثقافي هو محاولة لتعريف الأطفال بعادات وتقاليد وثقافة بلادهم وتعتمد على استضافة مجموعة من أطفال العريش وسيناء على سبيل المثال وتقديم لهم الدعم الكامل والإقامة فى القاهرة وتنظيم رحلات يومية لهم وورش عمل وفنون ومسرح لتعريفهم بالثقافات المختلفة وهذا يصنع دمجا بين الأطفال ويحدث عملية تبادل حقيقى للتراث والعادات والتقاليد وتلك التجربة لم تكن موجودة من قبل والحمد لله الآن بدأت أولى خطوات هذا المشروع ولدى يقين بنجاحات كبيرة سوف يحققها خلال الفترة القادمة.


< ما دور الهيئة فى اكتشاف المواهب ؟

نحن نقوم بورش عمل يومية فى كل قصور الثقافة داخل جميع المحافظات وهناك مسابقات تتم بشكل دوري فى قصور الثقافة من اجل التنقيب عن المواهب الصغيرة، مصر لديها كنوز من الأطفال التي تملك مواهب في كل المجالات ونحن نبذل أقصى ما لدينا من أجل الوصول إلى هؤلاء، كما أننا نقوم بتقديم جوائز تشجيعية لكل المبدعين من الأطفال لأننا نؤمن أن هؤلاء هم ثروة مصر الحقيقية التى نستطيع من خلالها تحقيق كل من نحلم به لبلدنا في المستقبل القريب لان هؤلاء الأطفال هم شباب ورجال المستقبل الذين سوف يقودون سفينة الوطن لتستكمل مسيرتها.
القوافل الثقافية 
< كيف تتعامل الهيئة مع المناطق التي لا يتوافر فيها قصور ثقافة ؟


هذا هو دور القوافل الثقافية لأننا لا نملك ميزانية إنشاء قصر ثقافة في كل قرية أو نجع ولكن نؤمن بحقهم في المعرفة ولذلك نسعى دائما للوصول لهم وأكبر الأمثلة التي تبرهن كلامي إقامة المهرجانات والفعاليات الثقافية في المناطق الحدودية واستطعنا الوصول ببرامجنا الثقافية لأطراف مصر مثل وادي بندر في جنوب سيناء، ووادي النطرون في سيوه، وقرية الجارة وغيرها من المواقع التي كان في الماضي من المستحيل الوصول لها.

< أين دور الفنون الشعبية والاستعراضية ؟

فرق الفنون الشعبية باتت تلعب دورا بارزا في نشر التراث الفني في كل المحافظات وأصبح لدينا عدد كبير من فرق الفنون الشعبية التي تقدم الإبداع للجمهور في كل المحافظات ومنها فرقة رضا والقومية وأسوان والأقصر والسويس والإسكندرية، البحر الأحمر، المنوفية وغيرها وتلك الفرق أصبحت تمثل مصر في المحافل الدولية وهذا يعود للدعم الذي تقدمه د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة للفنون الشعبية والاستعراضية فهي تؤمن بقدرة تلك الفرق على مخاطبة العالم وتحقيق النجاحات ونشر التراث الفني المصري الذي يحكى عن تاريخ عظيم لبلد تحتضن كل أنواع الفنون.

< ماذا عن مشاريع نوادي المسرح؟

نحن نقدم الدعم ونفتح الباب أمام الجميع وقصور الثقافة تلقت 232 مشروعا لنوادي المسرح للعام المالي الجديد من كل المحافظات وهذا رقم ليس بالقليل ونطمح في زيادته خلال السنوات القادمة، وتستعد الإدارة العامة للمسرح بالهيئة لتحديد لجان المشاهدة لاختيار العروض التي ستنتجها الهيئة خلال الموسم قبل إعلان خطة الإدارة مطلع نوفمبر القادم وهذا يؤكد حرص الهيئة على دعم المواهب واكتشافهم.
المهرجانات الثقافية 
< ما هو تقييمك للمهرجانات الثقافية الآن؟


هناك مهرجانات تحقق المطلوب منها وتقدم الفن والإبداع كما يجب أن يكون والبعض يسقط ولا يحقق شيئا بسبب سوء التخطيط أو ضعف الفكرة أو غياب المضمون وهو ما نسعى حاليا لمعالجته حتى نستطيع أن نقدم مهرجانات قوية تليق بسمعة مصر، وخلال الفترة الماضية صدر قرار من وزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم بتشكيل لجنة للمهرجانات تضع المبادئ وتنظر الأفكار من أجل تحقيق العدالة بين الجميع وضمان خروج المهرجانات بنفس القوة وتحقق التأثير المطلوب منها.

< ماذا عن خطة الهيئة لتطوير وإنشاء مواقع ثقافية جديدة ؟

عندما استلمت الهيئة كان إجمالي عدد المشروعات التي تحتاج للتنفيذ حوالي 23 مشروعا وخلال الفترة الماضية نجحنا في تجهيز وافتتاح 9 مواقع ثقافية جديدة تعد منفذا للإبداع ونشر الثقافة في مختلف المحافظات ومع نهاية العام الحالي سوف ننتهي من تنفيذ 6 مواقع أخرى نحارب من خلالها الجهل والتطرف ومازال لدينا المزيد خلال الفترة القادمة من اجل تنفيذه لأننا نعرف جيدا قيمة الثقافة في بناء المجتمعات.

< ماذا عن دور الهيئة لتأهيل الكوادر الشبابية داخل مواقعها المختلفة ؟

هناك دورات تدريبية تتم بشكل دوري داخل الهيئة من اجل دعم الكوادر الشبابية ولدينا فريق عمل على أعلى مستوى يضم مجموعة من الأفراد يعملون بكل طاقاتهم من أجل تحقيق خطة مصر للتنمية المستدامة 2030، نحن نقدم كل الدعم لكل من يسعى أو يبحث عن فرصة ولديه إرادة وموهبة حقيقية ولا نبخل بجهد أو عمل على الشارع المصري لأننا نؤمن بعشق هذا المجتمع للفن والإبداع والثقافة.