تركيا وإسرائيل.. الخلافات السياسية لا تفسد للمصالح الاقتصادية قضية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في شهر مايو الماضي، اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرارًا بطرد السفير الإسرائيلي لدى تركيا من أنقرة، جراء المذابح الإسرائيلية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، الذين خرجوا في مسيراتٍ «العودة الكبرى» نهاية مارس الماضي ، والتي أسفرت عن استشهاد ما يناهز مائتي فلسطينيِ برصاص قوات الاحتلال.

 

الموقف التركي جاء تزامنًا وقتها مع نقل الولايات المتحدة سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، تزامنًا مع الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل، وهو ما يمثل ذكرى النكبة للعرب والفلسطينيين.

 

وطيلة الأربع أشهر الماضية ظلت تركيا في حالة قطيعة سياسية مع إسرائيل، دون وجود أي بوادر حول عودة تبادل السفراء بين الجانبين.

 

أنباء عن اتصالات تنفيها تل أبيب

 

بيد أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية كشفت اليوم الاثنين عن وجود اتصالاتٍ سريةٍ بين تركيا وإسرائيل حول عودة تبادل السفيرين مرةً أخرى.

 

ووفقًا للصحيفة فإن سارت الأمور على ما يرام، فإن عودة القنوات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل سيكون بعد فترة الأعياد اليهودية، ودلّلت على ذلك بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية نشرت مناقصة لتعيين سفير إسرائيلي جديد في تركيا، بدءًا من صيف العام المقبل.

 

لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية نفت الأنباء التي أوردتها صحيفة  «يديعوت أحرونوت» حول وجود اتصالات سرية بين إسرائيل وتركيا لخفض التوتر بينهما وإعادة العلاقات الدبلوماسية، ولم يرد أي ردٍ إلى الآن من الخارجية التركية حول الموضوع.

 

واستأنفت تركيا وإسرائيل علاقاتهما الدبلوماسية عام 2016، بعد قطيعةٍ طويلةٍ دامت سبع سنوات، بعد حادثة "أسطول الحرية" لسفينة مرمرة، التي هاجمتها القوات الإسرائيلية في المياه الدولية قبالة سواحل قبرص في نهاية مايو 2009، وهي في طريقها لإيصال مساعدات إنسانية للفلسطينيين، وتسبب الهجوم في مقتل مواطنين أتراك.

 

وبالعودة لما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونت» واسعة الانتشار في إسرائيل، فإنها رجحت أن تكون هنالك عدّة أسباب للرغبة بتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا، أبرزها الأزمة بين تركيا والولايات المتحدة التي أثرت بشكل كبير على سعر الليرة التركية، ما دفع إردوغان إلى إزالة الأزمة مع إسرائيل عن الطاولة.

 

وفقدت الليرة التركية 40% من قيمتها على إثر عقوباتٍ اقتصاديةٍ فرضتها عليها واشنطن نتيجة أزمة القس آندرو برانسون، وأدى كساد العملة إلى حدوث أزمة تضخم في الأسعار في بلاد الأناضول.

 

علاقة مصالح

 

علاقة إسرائيل بتركيا تعتبر بمثابة علاقة تربطها مصالح مشتركة، ففي الماضي القريب، كانت تركيا أول دولة مسلمة في العالم تعترف بقيام دولة إسرائيل، وذلك عام 1949، بعد عامٍ واحدٍ من الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

 

ودائمًا ما استفادت الحكومات المتعاقبة في تركيا إلى غاية حكومة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان من إسرائيل في تأثيرها على القرار الأمريكي بشأن أي اعتراف دولي بإبادة الأرمن، الذي ترفض أنقرة الإقرار بحدوثه.

 

ونقلًا عن شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، يبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل ما معدله 3 مليارات دولار سنويًا، وازداد في السنوات الخمسة الأخيرة رغم التوتر السياسي القائم بينهما.

 

وبناءً على ما سلف ذكره فإن علاقة إسرائيل بتركيا تبدو قائمةً خاصةً في الشق التجاري الاقتصادي، وتمضي بمنأى عن الخلافات السياسية القائمة حاليًا بين أنقرة وتل أبيب.