«التصدق للمتوفي خبل»| فيديو قديم يثير أزمة وهذا رد الإفتاء

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يرغب الكثيرون في منح الميت أكبر ثواب ممكن، من خلال الصدقات وقراءة القرآن وأداء العمرة أو الحج، اعتمادًا على حديث للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

وأعادت عدد من الصفحات نشر فيديو الدكتور محمد هداية، الداعية الإسلامي، والذي يتحدث فيه عن تفسير حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: « إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، بطريقة مثيرة للجدل.

 

وقال في تصريحه، أن ما يهبه الناس للميت «ضرب من الخبل» وما يفعله الناس من عمرة وحج وصدقات جارية للميت ناتج عن مفاهيم يهودية إسرائيلية تسربت عبر الحديث وبعض التفاسير لإيقاع المسلمين.

 

وأكد هداية على أن المقصود بالحديث أنه إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث «صدقة جارية» على أن يكون هو من أجراها، أو «علم ينتفع به» يكون هو من تركه، أو «ولد صالح يدعو له» يكون هو من أصلحه.

 

وسخر من الناس الذي يهبون الثواب للموتى، قائلا: «مكنش حد غلب، الهبة للمالك فكيف نهب ثواب قراءة القرآن ونحن لا نعرف هل أصلا أخذنا الثواب أم لا».
 

علي جمعة: لا مانع من وهب القرآن


وقال الشيخ علي جمعة، مفتي الديار السابق، في هذه المسألة، أنه لا مانع شرعًا من اجتماع الناس على قراءةِ القرآن وخَتْمِهِ وهِبَةِ ثواب هذا العمل الصالح إلى الميت؛ سواء كان ذلك حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره.


واستشهد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقرَءُوا يس على مَوْتَاكُم» رواه أحمد وغيره، والحديث يشمل حال الاحتضار وبعده، مشيرًا إلى أنه فيما يخص وصول الثواب إلى الميت فيحصل بقول القارئ: «اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان».


أمين الفتوى: 5 أمور يصل ثوابها للميت


وأوضح الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أن هناك أمورا ينتفع بها الإنسان بعد موته، منها الصدقة الجارية، والدعاء له، والحج أو العمرة ووهب ثوابها له.

وأشار إلى أن الميت ينتفع بأعمال البر الصادرة عن غيره إذا وهب فاعلها الثواب له، ومنها:


 أولا: الدعاء والاستغفار له، لما قي قول الله تعالى: «والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم»، «سورة الحشر: 10».

ثانيًا: إخراج الصدقة عن الميت تنفعه ويصل ثوابها إليه بإجماع المسلمين، لما روى مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «إن أبي مات وترك مالا ولم يوص، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: نعم».

ثالثا: الصوم عن الميت ينفعه ويصل ثوابه إليه، لما روي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ قال: نعم، قال: فدين الله أحق أن يقضى».

رابعا: الحج عن الميت ويصل ثوابه إليه لما رواه البخاري عن ابن عباس: «جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع، قالت: يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة فهل يقضي عنه أن أحج عنه قال: نعم».

خامسا: قراءة القرآن وجعل ثواب القراءة للميت جائز شرعا، ويصل الثواب للميت وينتفع به.