حكايات| الانقراض الجماعي السادس.. مسلسل زوال الحيوانات بدأ والبشر يكتبون نهايته

الانقراض الجماعي السادس.. مسلسل زوال الحيوانات بدأ والبشر يكتبون نهايته
الانقراض الجماعي السادس.. مسلسل زوال الحيوانات بدأ والبشر يكتبون نهايته

ضرب الانقراض عالم الديناصورات وهو في أوج عظمته؛ حيث كانت تلك الكائنات أسياد الكوكب بلا منازع، ولكن الطبيعة كانت لها رأي آخر، فلا تتعجب إن عرفت أن الإنسان يعيش في طور الانقراض الجماعي السادس.

 

انتهي وجود الديناصورات على الأرض لأسباب غير محددة تركت فقط لأبحاث المهتمين بهذا الشأن الذين يكتشفون بقايا هياكل الديناصورات تحت الأرض حتى الآن.

 

شملت قائمة الحيوانات المنقرضة الكثير، وبالإضافة إلى الديناصورات هناك الحصان البري والفيل السوري والأسد الأمريكي والدب قصير الوجه وجاموس الماء البري والطائر العتيق، وغيرها.

 

 

الاحتباس الحراري 

 

اختلفت أسباب انقراض الحيوانات ولكن أصبح من الواضح أن التلوث البيئي له عامل كبير، فالبيئة الملوثة غير المؤهلة للعيش تتحول تلقائيا إلى بيئة قاتلة تؤذي الحيوان وتؤثر علي نسله فتدفعه إلى الانتهاء.

 

اقرأ حكاية أخرى| جسدك ليس ملكك.. أنت مستوطن من وحوش خفية


بحسب إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة «بلس بيولوجي»، فقد أكدت أن ما يقرب من نصف أنواع الكائنات الموجودة على كوكب الأرض يفشل في التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري التي بات يشهدها العالم.

 

وأضافت الدراسة بأن الانقراض الجماعي السادس للحياة الحيوانية في تاريخ الأرض يمكن أن يحدث في أقل من 50 عاما، ووجد عالم الأحياء المتطورة، البروفيسور جون وينز، أن 47% مما يقرب من نحو 1000 نوع عانى من الانقراض محليا ارتباطا بتغير المناخ.

 

وقال البروفيسور وينز: «إن الآثار المترتبة على مستقبل الأحياء خطيرة حيث تبين البحوث أن النباتات والحيوانات لم تتكيف إلا بشكل بسيط مع ظاهرة الاحتباس الحراري لحد الآن».


وحتى تعي جيدا خطورة ما تتعرض له الحياة الحيوانية، لابد تعود لأرشيف الأرض في تاريخها الطبيعي، لتعرف أنا ما يحدث في الكوكب حدث جلل لكن أغلب البشر لا يتفكرون.

 

5 أحداث للانقراض

 

كانت الأرض قد تعرضت على مدى 540 مليون سنة مضت لـ5 أحداث انقراض جماعي، تسبب أخطرها في القضاء على حوالي 9% من الحياة البحرية على كوكب الأرض.

 

اقرأ حكاية أخرى| خريطة البراكين في مصر.. أسرار من الفيوم وأبو زعبل

 

دراسة حديثة أشارت إلى أن الكارثة التالية قد لا تكون بعيدة جدا عن ظاهرة الانقراض، حيث ذكر دانيال روثمان، وهو باحث في الفيزياء الجيوفيزيائية وعالم في الرياضيات، الذي كان مشغولا في دراسة الانقراض الجماعي السابق، بأن الكارثة القادمة يمكن أن تحدث خلال 83 عاما.

 

وشملت الأحداث الكارثية الخمسة الماضية على مدى ملايين السنين، الدورة الطبيعية للكربون عبر المحيطات والغلاف الجوي، ما أدى في بعض الحالات، إلى القضاء على معظم أشكال الحياة على الأرض.

 

مرت الأرض عبر تاريخها بالخمس أحداث للانقراض الجماعي، حيث كان الحدث الأخير خلال العصر «الطباشيري – البيلوجيني»، الذي تسبب بانقراض الديناصورات، حيث أدى مزيج من نشاط بركاني وتأثيرات تصادمٍ كويكبي قبل 65 مليون عام إلى زوال 75٪ من الحياة على كوكب الأرض.

 

 

وحدد روثمان اثنين من أسباب الكارثة التي قد تسبب خللا في النظام الطبيعي ما يؤدي إلى بيئة غير مستقرة، وفي نهاية المطاف الانقراض الجماعي.

 

اقرأ حكاية أخرى| نيامٌ بين الثلاثة والسبعة.. «أهل الكهف» برواية الإسلام والمسيحية

 

منذ عام 1900 انخفضت أعداد الحيوانات في كوكب الأرض بنسبة تصل إلى 80٪، وهذا أقرب للإبادة البيولوجية، مما يجعل عواقب الأمر في شدة الخطورة، فالأسود كانت تجوب أنحاء أفريقيا وجنوب أوروبا والشرق الأوسط، وصولًا إلى شمال غربي الهند، أما اليوم، فنجد أقل من 25 ألف أسد متبقي في البرية، وهذا انخفاض عما يقدر بـ400 ألف في 1950.

 

بين عامي 1900 و2015، فقدت حوالي نصف 177 نوعًا من الثدييات التي تم الاستطلاع عنها، أكثر من 80٪ من أنواعها، كما فقدت المليارات من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات في جميع أنحاء الكوكب، مما أثار مخاوف العلماء.
 

كائنات في طور الانقراض

 

وسط التغيرات المناخية السيئة وعمليات الصيد الخالية من الوعي، تزداد قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض ويأتي على رأسها الحيوانات التالية:

 

وحيد القرن الأبيض الشمالي، حيث تتواجد منه 5 فصائل حول العالم فقط.

 

 

النمر الثلجي، تتراوح أعدادهم بين 4080 و6590، أقل من 2500 منهم قادرين على التكاثر والإنجاب.

 

 

اقرأ حكاية أخرى| ليس كمثلها شيء.. 20 معلومة تاريخية عن «منارة الإسكندرية»‎


دب الباندا الأحمر، تعيش منه أعداد قليلة في بعض مناطق الصين، النيبال، شمال شرق الهند واليونان.

 

 

الدب القطبي، بفعل التغيرات المناخية، ازدادت معدلات ذوبان الجليد في المحيط القطبي  مما هدد حياة الدببة القطبية بالانقراض مما وضعهم في قائمة الحيوانات المهددة.

 

 

دب الباندا، تتواجد منه 2000 فصيلة فقط حول العالم.

 

فرس النهر، تقلصت أعداد أفراس النهر خاصة التي تعيش في إفريقيا، وذلك بسبب اصطيادها وأكل لحمها ثم تسويق أنيابها من العاج والآن، يصل عدد أفراس النهر هناك إلى ما دون الـ400.

 

 

الفيل الأفريقي، من الحيوانات المهددة بالانقراض وذلك بسبب عمليات الصيد الساعية للحصول على العاج الخاص به.

 

 

الفهد المنقط، هو أسرع حيوان على وجه الأرض، يعود السبب وراء انقراضه إلى الاضطهاد البشري المستمر له وصيده لاستهدافه للمواشي.

 

 

ماذا يعني انقراض الحيوانات؟

 

من السذاجة اعتقاد أن انقراض الكائنات الأخرى لن يؤثر على الإنسان سلبا، فانقراض الحيوانات له العديد من الآثار الجانبية على الإنسان، فوجود الحشرات والحيوانات التي تزعج البعض أحيانا، لها فوائد عظيمة.

 

اقرأ حكاية أخرى| مصريات في عالم الجاسوسية.. إحداهن أدخلت الألمان لـ«القاهرة»


أحد الباحثين أكد أن العالم بحاجة إلى الحشرات لتلقيح المحاصيل، كون الإنسان لا يستطيع القيام بهذا العمل بيديه، وإذا فقد العالم مكافحات الآفات الطبيعية، ستنخفض كمية الغذاء المتاحة، ولن تكون هناك المحاصيل التي يأكلها الإنسان وستفقد قدرتها على التلقيح، ومن ثم ترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، وسيكون هناك بعض الأطعمة التي لن يتمكن الإنسان من تناولها، مثل: الفواكه بما في ذلك الفراولة والتوت والتفاح.

 

 

علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر التغيرات الطفيفة في النظام البيئي تأثيرًا شديدًا على قدرة الإنسان في الحفاظ على الأراضي الصالحة للزراعة، مع تناقص أنواع الأشجار والنباتات أيضاً.

 

 

كما أدت الخسائر في الغابات الناجمة عن الضغوط الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وتأثيرات الصيد والتجارة غير المشروعة، وغيرها من التهديدات البشرية المنشأ على جميع الحيوانات في العالم، إلى فقدان المواطن الدائمة وإحداث تغييرات في العديد من النظم البيئية.