«الانترنت».. سلاح تدمير فى أيدى أبناء المرشد

تعبيرية
تعبيرية

أنشأوا مواقع إلكترونية لبث الفوضى وروجوا الأكاذيب عبر «السوشيال ميديا»


أموال قطر تشترى «لوبي» المتعاطفين مع الجماعة داخل أمريكا وفى وسائل الإعلام


منذ بدايتهم يدرك «الاخوان» خطورة سلاح الإعلام فى تنفيذ مخطط التمكين، لذلك حرصوا على امتلاك وسائل إعلامية خاصة بهم، أو اختراق وسائل الإعلام ذات التأثير الجماهيرى، وتطور الأمر مع ظهور الانترنت وغياب أية رقابة أو سيطرة على المحتوى الذى يقدمه فانتشرت أكاذيبهم ووجدت فى الانترنت وسيلة مناسبة للوصول إلى قطاعات واسعة من الجمهور..

 

السطور التالية تكشف تفاصيل واحد من أخطر مخططات الاخوان لبناء نفوذهم الإعلامى.


الأطراف المعادية


ترتكز الدبلوماسية العامة لجماعة الإخوان المسلمين على التأثير على وسائل الإعلام وما ينشر بها عن الجماعة او عن الأطراف المعادية لها. ويرجع باحثون عمر الاستراتيجية الإعلامية للجماعة إلى مرحلة تأسيسها فى أواخر العشرينيات من القرن الماضي.

 

وتضمنت الاستراتيجية الإعلامية للإخوان المسلمين اصدار مجلات ونشرات مطبوعة وبرامج اذاعية ومقابلات شخصية وخطب المساجد قبل ان تتطور هذه الاستراتيجية مع انتشار الانترنت وتشمل وسائل الإتصال الاليكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى.


تطور استخدام الاخوان للإعلام منذ تأسيس الجماعة وحتى اندلاع الربيع العربي فى الفترات الاولى بعد تأسيس الجماعة، اعتمد اعضاؤها على التواصل المباشر مع المصريين عبر المشاريع الخدمية والخيرية التى كانت تباشرها الجماعة وسمحت لها من ثم بالاتصال بجمهور عريض.


وخلال مرحلة الخلافات السياسية بين الجماعة ونظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عمدت الجماعة إلى الحفاظ على التواصل المباشر فى دور العبادة والمساجد مع المواطنين لاستقطاب أعضاء جدد بها. وخلال عهد الرئيس الراحل أنور السادات وبالتحديد منذ أواخر السبعينيات اعتمدت الجماعة بشكل رئيسى على مجلة «الدعوة» التى أصدرتها وحازت على معدلات توزيع شهرى عالية نسبيا بالمقارنة بالمجلات الأخرى. 

 

وعادت الجماعة مرة أخرى إلى المؤتمرات الجماهيرية والخطب السياسية فى ثمانينيات القرن الماضى مع مباشرتها العمل السياسى بصورة واضحة وتمكن أعضاء بها من اجتياز الانتخابات البرلمانية. وفى تلك الإثناء أصدرت الجماعة مجلات المختار والاعتصام ولواء الاسلام والتى حققت نسب توزيع عالية.


ومنذ عام ٢٠٠٠، بدأت الجماعة بث مواد وموضوعات على المواقع الاليكترونية وفى البداية اعتمدت على مدونين يقيمون خارج مصر حتى لا تتمكن السلطات المصرية من وقف بثهم على الشبكة العنكبوتية. ونجحت الجماعة منذ ذلك الوقت فى بث معلومات وأخبار تساعدها على تنظيم أتباعها وحشد مؤيدين جدد ومن ثم زيادة الضغط على الحكومة للحصول على تنازلات سياسية.


ونجحت الجماعة فى تكوين نطاق تفاعل اليكترونى خاص بها فى أكثر من محافظة منذ ذلك الوقت.


الموقع الإلكترونى


لكن الجماعة كانت عيناها تمتد لأبعد من مخاطبة المجتمع المصري، فأطلقت عام ٢٠٠٥ الموقع الاليكترونى الخاص بها باللغة الانجليزية (اخوان ويب) حتى تتمكن من مخاطبة الغرب عبره وتهييء لوجود أنصار لها ولوجهة نظرها داحل الدوائر الفكرية والسياسية الغربية.

 

وقال «خالد حمزة» رئيس تحرير الموقع فى وقت سابق ان الهدف الاساسى من الموقع هو نشر خطاب سياسى وثقافى وفكرى لمخاطبة العقول الغربية.


لكن هجمات الحادى عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١ فى الولايات المتحدة حالت دون ان تنجح جهود الجماعة تلك فى التأثير على الرأى العام الغربى حيالها. وبحسب المفكر الأمريكى الشهير «ناثان براون» فإن المزاج الغربى لم يكن خلال العقد الاول من الألفية الجديدة فى حالة تسمح له بالتفرقة بين التيارات المختلفة داخل مجموعة الاسلاميين. فلم يكن الفرد العادى لديه رغبة فى التفرقة بين التيارات المعتدلة والمتطرفة داخل جماعات الإسلاميين.


الربيع العربي.. الفرصة الذهبية للجماعة فى الاعلام العالمي


لم تأت الفرصة الذهبية للإخوان الا مع انطلاق موجات ما يطلق عليه «الربيع العربي» عام ٢٠١١. فكثفت الجماعة من خطابها الموجه للغرب باللغة الانجليزية فضلا عن البعثات التى ارسلتها لمخاطبة المسئولين فى الغرب عن الأحوال السياسية المصرية وحشد التأييد لها فى العواصم العالمية وربما الاستقواء بتلك القوى فى معركتها السياسية داخل مصر.


وكشفت المجلة عن اجتماعات بين أوباما وقيادات من جماعة الإخوان، ففى 2009 وعندما كان تنظيم الإخوان لايزال محظورا وغير قانونى، التقى أوباما عددا من قياداتهم، وأكد لهم رغبته فى حضورهم خطابه الموجه إلى الأمة الإسلامية فى جامعة القاهرة فى الرابع من يونيو 2009، وهو ما جعل حضور الرئيس الأسبق حسنى مبارك الخطاب «مستحيلا» بسبب حضور قيادات من جماعة محظورة الخطاب.


قيادات إخوانية  


وفى عام ٢٠١١، ومع تبدل الموقف الأمريكى من نظام الرئيس الاسبق حسنى مبارك، اجتمع السفير الأمريكى الأسبق فى القاهرة فرانك وايزنر سرا بالقيادى الإخوانى عصام العريان، وذلك بعد أسبوع واحد من إعلان أحد مسئولى مبارك عن شبهات تنسيق وتعاون بين قيادات إخوانية وعدد من رموز المعارضة من ناحية ووزارة الخارجية الأمريكية من ناحية أخرى.

 

ولم يقتصر الأمر على ذلك، فمدير المخابرات الأمريكية فى إدارة أوباما، جيمس كلابر، حاول أوائل فبراير تهدئة مخاوف الإدارة الأمريكية بشأن إمكانية وصول الجماعة إلى حكم مصر، مؤكدا أن هذه الجماعة الإسلامية «علمانية إلى حد بعيد».


ويشير التقرير الأمريكى إلى أن واشنطن أجرت تقييما للجماعة خلال 2010 و2011، وذلك قبل اندلاع موجة «الربيع العربي» فى تونس ومصر أسفر عن تغيير جذرى فى السياسة الأمريكية وتحولها إلى دعم حركات الإسلام السياسي.


مع الاطاحة بحكم جماعة الاخوان فى مصر، تبنى الإخوان استراتيجية تعتمد على إدراك التباين فى الموقف الأمريكي، والعمل أكثر على التأثير على مواقف الكونجرس والدوائر الفكرية، ثم التحرك بشكل مستمر للتأثير على هذه المواقف، من خلال ما يُمكن وصفه بـ «لوبى المتعاطفين مع الاخوان على الساحة الأمريكية». 

 

ويتكون من قوتين أساسيتين، هما: المنظمات والجمعيات الإسلامية الموجودة بالولايات المتحدة والمرتبطة بالجماعة، وشباب الجماعة من أبناء الجيل الثانى والثالث، الذين هاجر آباؤهم فى الخمسينات والستينات إلى الولايات المتحدة.


رواية الجماعة


وبحسب حسام إبراهيم، رئيس برنامج الدراسات الأمريكية، بالمركز الإقليمى للدارسات الإستراتيجية، فإن هناك وسائل متغيرة استندت إليها الجماعة فى تحركها على الساحة الأمريكية، من بينها: الزيارة التى قام بها وفد الإخوان (بقيادة البرلمانى السابق وعضو مجلس شورى الجماعة د. محمد جمال حشمت) إلى الولايات المتحدة، بهدف استمرار حالة الزخم والتعاطف مع الجماعة، والتركيز على إعادة طرح رواية الجماعة داخل الأوساط الأمريكية عن الأوضاع فى مصر.


فقطر على سبيل المثال استغلت اتفاقاتها مع كبريات شركات العلاقات العامة فى الولايات المتحدة لتحسين صورتها والدفاع عنها - فى ايجاد مساحة كبيرة فى وسائل الإعلام الغربية للهجوم على مصر. وفى أكثر من مناسبة، نشرت صحف بينها واشنطن بوست ونيويورك تايمز مقالات وتقارير موجهة ومعادية لمصر. كما فتحت قناة الجزيرة القطرية أذرعها للإخوان وتبنت خطاباتهم .

 

وجدير بالذكر ان الاستثمارات القطرية ممتدة إلى وسائل الإعلام الغربية، خاصة التى تلعب دورًا أساسيًا فى رسم سياسات بعض الدول، وهو ما دفع حكومة الدوحة لشراء أسهم فى عدد من الصحف الغربية، وهو ما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فى تمويل قطر لبعض مراكز الأبحاث والدراسات، على رأسها معهد البحث والدراسات فى أمريكا.