«كيما 2» خطوة ويتحقق حلم الجنوب

«كيما 2» خطوة ويتحقق حلم الجنوب
«كيما 2» خطوة ويتحقق حلم الجنوب

أهالى أسوان: ننتظر تشريف الرئيس السيسى لافتتاح المشروع


3 آلاف عامل يواصلون العمل ويتحدون الطقس لإنجاز المشروع مع نهاية العام الجارى


570 ألف طن سنويا ودعم الـ 1.5 مليون فدان ودراسة لخدمة «الضبعة النووى»


مدير المشروع: 88.8 % نسبة الإنجاز وبدء الإنتاج فى يناير المقبل

 

«كيما2».. إنجاز جديد يتحقق بسواعد المصريين فى جنوب مصر بمحافظة أسوان.. مشروع قومى عملاق على مساحة 150 ألف متر مربع وباستثمارات تخطت الــ ١١ مليار جنيه لإنشاء مجمع صناعى ضخم لإنتاج الأمونيا واليوريا لخدمة أسواق الأسمدة محليا والتصدير إلى الخارج لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتنمية هذه المنطقة العزيزة من أرض مصر.

 

تنسيق كامل بين كافة الجهات المعنية واهتمام كبير جدا من قبل وزارة قطاع الأعمال والشركة القابضة للصناعات الكيماوية لبدء الإنتاج فى أقرب وقت.

 

نحو ثلاثة آلاف عامل فى الموقع يعملون كخلية نحل لإنجاز المشروع والتسليم فى بداية العام المقبل.. الليل فى موقع المشروع بات نهارا فالعمال يواجهون ارتفاع درجات الحرارة بالعمل ليلا وحتى الحادية عشرة صباحا.. لا يمكنك دخول الموقع دون الالتزام التام بتعليمات السلامة والصحة المهنية حتى لو كنت زائرا عابرا فآلاف الآلات والمعدات والماكينات تعمل دون توقف ومئات الأشخاص كل يركز فى عمله للإنجاز..


«الأخبار» كانت هناك رصدت عن قرب حجم الإنجاز الذى تم والأعمال الجارية، روح إيجابية ومعنويات مرتفعة أبداها جميع العاملين فى الإنشاءات وأمنيتهم فى رؤية هذا الصرح يصدح بالصوت معلنا بداية جديدة وبث أمل فى نفوس الشباب والمجتمع المحيط بأن هناك خيرا فى الطريق يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأهالى الجنوب ويعلن انتهاء عصر السوق السوداء فى مجال الأسمدة الزراعية فى محافظات الصعيد بالكامل.


شعلة نشاط


د. حجازى محمد، مدير عام البحوث والتطوير بمصانع كيما والمشرف على مشروع كيما الجديد، شعلة نشاط وحركة فى قلب الموقع، لا يتوقف عن العمل مطلقا مع كافة المسئولين الأجانب وغيرهم العاملين فى الموقع، اصطحبنا فى جولة على مواقع العمل المختلفة بالمشروع لنرى حجم الإنجاز والجهد الشاق الذى يبذل لتسليم المشروع فى الوقت المحدد.


د. حجازى أكد أن المشروع ينفذ على مساحة 150 ألف متر مربع بأحدث تكنولوجيا موجودة على مستوى العالم لانتاج الأمونيا واليوريا بتكنولوجيا أمريكية، وأشار إلى أن المصنع مصمم لإنتاج 1200 طن أمونيا فى اليوم منها 900 طن نرسلها إلى مصنع اليوريا لانتاج 1575 طن يوريا فى اليوم و300 طن إلى مصنع كيما القديم لانتاج 675 طن نترات امونيا بتشكيلاتها المختلفة الزراعى وللتصدير.


وتابع: كيما 2 المشروع القومى الوحيد لصناعة الاسمدة الآزوتية على ارض الصعيد، حيث تتركز كل مصانع الاسمدة فى الوجه البحرى وبالتالى وجود مصنع مثل كيما سوف يغطى احتياجات الصعيد بالكامل من الاسمدة الآزوتية المتمثلة فى سماد اليوريا وسماد نترات الامونيم مما يؤدى إلى القضاء على السوق السوداء بالنسبة للأسمدة الآزوتية فى الصعيد بالكامل وتوفير شكارة السماد للفلاح المصرى.


وقال د. حجازي: منتجات كيما 2 ستنعكس على اسعار المنتجات الزراعية بالكامل وخفض اسعار تلك المنتجات وتوافرها بسعر مناسب بالنسبة للمواطن المصرى وهذا المصنع سوف يؤدى إلى عودة كيما إلى سابق عهدها كشركة رائدة فى صناعة الاسمدة من الغاز الطبيعى وعودة كيما إلى اسوان مثلها مثل السد العالى كسابق عهدها فالدولة ضخت فى هذا المشروع 11 مليار جنيه استثمارات للانشاء.


وأشار إلى أن فرص العمل المتوفرة أثناء عملية الانشاء من واقع الشركة المنفذة فى حدود من 3000 إلى 3500 فرصة عمل مباشر وغير مباشرة، وأوضح أن تنفيذ المشروع بدأ فى 13يناير2016 ومتوقع الانتهاء مع نهاية 2018 وبدء الانتاج فى يناير 2019.


وتابع: حاليا بدأنا تجارب التشغيل للمشروع وتم الانتهاء من تجارب وحدة المعالجة ثم تدفيع الغاز الطبيعى بمصانع كيما الجديد نهاية أغسطس الماضى وتم بدء تجارب التشغيل للغلاية وتم انتاج بخار فعلى فى التاسع من سبتمبر الجارى كبداية مؤشرات جيدة لاعمال بدء التشغيل لمصانع كيما 2.


فرص عمل


وأشار د. حجازى إلى أن المشروع سوف يوفر فرص عمل لابناء الصعيد فضلا عن أرباح متوقعة فى حدود مليار جنيه، وأشار إلى أنه من المقرر إغلاق عدد من المصانع والأقسام فى المصنع القديم مع انطلاق الإنتاج فى كيما 2 مثل الامونيا والهيدروجين والازوت.

 

وأشار إلى وجود رؤية مستقبلية ودراسة لقسم الهيدروجين والآزوت على ان يتم تطوير قسم الهيدروجين لانتاج الهيدروجين السائل كوقود للعصر بالاضافة إلى دراسة امكانية استخلاص الماء الثقيل لتلبية احتياجات محطات الضبعة النووية ونحاول تطوير النشاط بدلا من الغلق بحيث نستخدم الهيدروجين فى بدائل أخرى بعيدا عن صناعة الأسمدة، فضلا عن توفير الأسمدة لمشروع الـ 1.5 مليون فدان.


ننتظر الرئيس


العاملون بالموقع وعدد من أهالى أسوان عبروا لـ»الأخبار» عن سعادتهم البالغة بمواصلة العمل فى هذا المشروع العملاق ورؤيته يوميا يقترب من مراحله النهائية، وأشاروا إلى انه وفر الآلاف من فرص العمل أمام أبناء أسوان والصعيد، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسى بتدشين الكثير من المشروعات التنموية على أرض الصعيد لمواجهة أزمة البطالة وتوفير فرص عمل أكثر أمام الشباب. وقالوا: ننتظر تشريف الرئيس لافتتاح المشروع.

 

أبطال «الفيروسيليكون»


على بعد خطوات من مصنع كيما يقع مصنع الفيروسيليكون، التابع لشركة كيما والذى يعمل فى نشاط مختلف تماما فى إطار تنويع المحفظة الاستثمارية، وذلك لانتاج سبيكة الفيروسيليكون مختلف النسب فضلا عن غبار السيليكا..


«الأخبار» تفقدت المصنع ورصدت أبطالا يعملون فى درجات حرارة مرتفعة جدا سواء طبيعة الطقس أو تحمل العمل أمام أفران صهر شديدة اللهب.


المهندس رمضان سالم مدير الإنتاج أكد أن المصنع يعمل بتكنولجيا الفرن المفتوح - القوس الكهربي- لصهر الخليط المكون للسبيكة والتى يعد مكونها الرئيسى «الكوارتز» متوافرا فى أسوان ولهذا كانت الفكرة فى إنشاء هذا المصنع، وأشار إلى أن قوة المصنع نحو 200 عامل يقسمون على ثلاث ورديات.


وأوضح أنه يتم توريد السبيكة لشركات الحديد والصلب كما يتم تصديرها إلى عدد من الدول بينها ايطاليا واوكرانيا ويبلغ الانتاج من 600 إلى 700 طن فى اليوم.


وبجانب المصنع يوجد قسم الفلاتر لانتاج غبار السيليكا وهو الناتج من احتراق خامات السبيكة، وقال عادل عبدالعال مدير ادارة الفلاتر، إن هذا الغبار يستخدم فى الصبة الجاهزة وغيرها من الصناعات فضلا عن أنه مشروع بيئى من الطراز الأول.

 

قيادات المصنع القديم: حلمنا تحقق ومخاوفنا تبددت وعمالتنا «كنز»


أكد الكيميائى شعبان علي، مدير عام المعامل والبحوث بمصنع كيما القديم، أن المصنع الجديد كيما 2 جاء قبلة للحياة للمصنع القديم الذى كان مهددا بالتصفية وتشريد آلاف الأسر، وخاصة بعد الارتفاع الكبير فى أسعار الكهرباء التى مثلت عبئا كبيرا حيث تعتبر مادة خاما فى عمليات الإنتاج وبالتالى تكلفة انتاجية مرتفعة لا تتناسب مع المنافسة التى نواجهها سواء فى السوق المحلى أو التصدير بسبب استهلاكنا الكبير من الطاقة.

 

فضلا عن تهالك المعدات والماكينات بالمصنع القديم حيث لا يعمل بطاقة انتاجية تتخطى الـ 50%، ولكن مع انطلاق كيما 2 وتنفيذ التطوير سنستطيع مضاعفة الإنتاج.


منتجات كيما


وأشار إلى أن منتجات كيما 1، تتنوع ما بين سماد نترات أمونيوم 33.5% تركيز للتسميد الزراعى فضلا عن سماد نترات الامونيوم السائل، نترات أمونيوم نقية عالية الكثافة للأغراض الطبية والصناعية، نترات أمونيوم نقية منخفضة الكثافة للأغراض الصناعية، الأكسجين الغازى للأغراض الطبية والصناعية، غاز النيتروجين فائق النقاوة، وقال: تأكيدا لجودة منتجاتنا حصلت «كيما» على شهادة الجودة العالمية، فضلا عن شهادة المطابقة للمواصفات الفنية الدولية فى الحفاظ على البيئة.


المهندس أحمد غريب رئيس قطاع الفروسيليكون، أكد أن كيما 2 بمثابة حلم طال انتظاره من قبل جميع العاملين بالشركة، وأوضح أنه يتم حاليا تأهيل عدد من العمالة للتدريب والعمل فى المصنع الجديد، وأشار إلى ان كيما تتميز بعمالتها الماهرة والتى استعانت بها عدد من الشركات الخارجية للاستفادة من خبراتهم.


وأشار إلى أن ورديات العمل على مدار الـ 24 ساعة فى المصنع القديم وسيتم الاستغناء عن بعض الاقسام بسبب الاستهلاك الكثيف فى الطاقة وسيتم الاستعاضة عنها بامدادات المصنع الجديد والذى نعتبره مشروعا قوميا جديدا يدفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام ويوفر المزيد من فرص العمل امام الشباب فضلا عن خدمة التصدير وتوفير المزيد من العملة الصعبة للبلاد.


التنمية الزراعية


المهندس عصام حضري، رئيس قطاع الأمونيا، أكد أن المصنع الجديد سيوف نحو 150 ميجاوات كهرباء، وستزيد الانتاجية من 300 إلى 1200 طن أمونيا فضلا عن 1575 طن يوريا يوميا كسماد زراعى ما يعنى طفرة كبرى فى الانتاج تخدم التنمية الزراعية فى الصعيد بالكامل.


أما المهندس محمد عطا، مسئول التفتيش والصيانة، فأشاد بمستوى العمالة فى المصنع، وقال: نقوم بتنفيذ أعمال التصنيع الداخلى عن طريق ورش متخصصة بأيدى عمالتنا الماهرة التى تستطيع التعامل مع الأجزاء الميكانيكية ومعدات منذ الخمسينيات، كما نحاول تعظيم الاستفادة من الأصول إلى أقصى درجة.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي