ردًا على الشبهات.. آراء العلماء في «التوسعة على الأهل يوم عاشوراء»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يحتفل المسلمون بيوم «عاشوراء» وهو العاشر من شهر محرم، بالصيام أملا في الحصول على ثواب تكفير ذنوب عام مضى، فيما يرى البعض أن التوسعة على الأهل سنة عن النبي استشهادًا بقول الرَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، والبعض الآخر رأى أن التوسعة بدعة، ولا يجوز في «عاشوراء» إلا الصيام.


مفتي الجمهورية: لا التفات إلى قول منكرها


أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن التوسعة على الأهل والعيال في يوم عاشوراء سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والسلف الصالح من بعده، ونص على الأخذ بها فقهاء مذاهب أهل السنة الأربعة المتبوعة من غير خلاف، وجرى عليها عمل جماهير الأمة في مختلف الأعصار والأمصار، فلا التفات إلى قول منكرها.

أستاذ حديث: لا بأس بالتوسعة 


ومن جانبه قال المدرس مساعد بقسم الحديث وعلومه بجامعة الأزهر محمد مأمون ليله، إنه يستحب الصيام في يوم عاشوراء، لحديث أبي قتادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله». 


وأوضح ليله، خلال تصريحه لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن صيام عاشوراء كان واجبا قبل أن يفرض صيام شهر رمضان، فلما فرض رمضان نسخ وجوبه واستحب صومه فقط، كما كانت قريش تصومه في الجاهلية، وكانت اليهود تعظمه وتصومه؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنه اليوم الذي نجى الله فيه بني إسرائيل، بل وكانوا يعدونه عيدا.


وأضاف أستاذ الحديث، أنه يستحب الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم، أما المؤكد بالصيام منه فهما التاسع والعاشر، ولا يصح فضل معين في فعل شيء من الطاعات بخصوصها في هذين اليومين إلا الصيام فقط، والله أعلم.


واستكمل تصريحه، بأنه لا يصح حديث في الاغتسال يوم عاشوراء، والكحل، والخضاب، والصلوات المتنوعة فيه، وفضل التوسعة على العيال ليلة عاشوراء، وإن جرب بعض العلماء التوسعة على العيال ورأوا فيها خيرا، وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل عن حديث: «من وسع على أهله يوم عاشوراء» فلم يره شيئا.


واستشهد بما قاله الحطاب المالكي في « الجليل في شرح مختصر خليل»: «ينبغي أن يوسع على الأهل فيهما –أي ليلة عاشوراء ويومها-، وقال الشيخ زروق في شرح القرطبية: فيوسع يومه وليلته من غير إسراف ولا مراءاة ولا مماراة، وقد جرب ذلك جماعة من العلماء فصح».


واستخلص من هذا، أنه لا بأس من التوسعة على العيال لمن رأى الحديث صحيحا، أو لمن رآه ضعيفا ولكنه يوسع عليهم كبر وإحسان.

 

أقوال بعض العلماء:
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في حاشيته «رد المحتار على الدر المختار»: «من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه السنة كلها»، وقال جابر: جربته أربعين عاما فلم يتخلف.


وقال الشيخ عبد الحميد الشرواني الشافعي في «حاشيته على تحفة المحتاج»: « ويسن التوسعة على العيال في يوم عاشوراء؛ ليوسع الله عليه السنة كلها كما في الحديث الحسن، وقد ذكر غير واحد من رواة الحديث أنه جربه فوجده كذلك».


وقال الشيخ منصور العجيلي الأزهري الشافعي المعروف بالجمل في «حاشيته على شرح المنهج»: «ويستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب، والتصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف، فإن لم يجد شيئا فليوسع خلقه ويكف عن ظلمه».


وقال العلامة البهوتي الحنبلي في «كشاف القناع عن متن الإقناع»: «وينبغي فيه التوسعة على العيال، سأل ابن منصور أحمد عنه فقال: نعم، رواه سفيان بن عيينة عن جعفر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر»، وكان أفضل أهل زمانه أنه بلغه: «من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته»، وقال ابن عيينة: قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرا.