بدء احتفال البيئة باليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون 

بدء احتفال البيئة باليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون 
بدء احتفال البيئة باليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون 

بدء منذ قليل احتفال وزارة البيئة، باليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون، الأحد 16 سبتمبر، بأحد فنادق القاهرة، بحضور رئيس وحدة الأوزون د. عزت لويس.

ويرى خبير التغيرات المناخية، ورئيس وحدة الأوزون د. عزت لويس ، إن الأوزون طبقة تحيط بالكرة الأرضية بالكامل وهي عبارة عن طبقة غازية متكونة من الغازات والأكسجينo3 ، وفي بعض المناطق يكون توزيع الأوزون في الطبقة أقل نتيجة عوامل كثيرة تنبعث في الغلاف الجوي وقال «لويس»، إن الأحوال الجوية تساعد على تقليل حجم ثقب الأوزون ذلك ففي بعض الفصول المناخية تقل و ليس يختفي و عندما تزيد نسبة تركيز الأكسوجين في بعض الفصول تعود مرة ثانية. 

ويُراد من احتفالية هذا العام أن يكون دعوة للحشد لحثنا جميعا على مواصلة العمل النموذجي في حماية طبقة الأوزون والمناخ وفق بروتوكول مونترال والتأكيد على الجهود الجماعية التي لم تفتئ تبذلها الأطراف في اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال على مدى العقود الثلاثة الماضية في ما يتصل بإصلاح طبقة الأوزون، فضلا عن الالتزام العالمي بالتصدي لتغير المناخ. 

كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت القرار 114 / 49 في عام 1994، يوم 16 سبتمبر اليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون احتفالًا بتاريخ التوقيع على بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في عام 1987. 

ودعيت الدول للاحتفال بهذا اليوم لتعزيز الأنشطة المتساوقة مع مقاصد البروتوكول والتعديلات المدخل عليه، فطبقة الأوزون هي غلاف غازي هش يحمي كوكب الأرض من الإشعاعات الشمسية الضارة مما يساعد على حفظ الحياة على هذه البسيطة.

وساعد التخلص من استخدامات المواد المستنفدة للأوزون الخاضعة للرقابة في حماية طبقة الأوزون - خدمة لهذا الجيل والأجيال القادمة - وساهم بشكل كبير أيضا في الجهود المبذولة على صعيد العالم لمعالجة تغير المناخ، وحماية صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية من خلال الحد من وصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة إلى الأرض. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لقد سجلت هذا العام درجات الحرارة رقما قياسيا في الارتفاع حول العالم لذا يجب أن نتصدى لهذا التهديد، ويمكننا أن نستلهم بروتوكول مونتريال، كمثال ساطع على الكيفية التي يمكن أن تتضافر بها جهود العالم من أجل البشر والكوكب. 

وأوضح جوتيريش عندما بيّن لنا العلم أن مركبات الكلورو فلورو كربون ومواد أخرى أخذت تُحدث ثقبا في طبقة الأوزون التي تحمي جميع أشكال الحياة على الأرض، استجاب العالم بعزم وبصيرة بحظرها. 

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن بفضل هذا الالتزام العالمي، فمن المتوقع أن تعود طبقة الأوزون بحلول منتصف هذا القرن إلى المستويات التي كانت عليها في ثمانينات القرن العشرين. 

وتابع فتعديل كيجالي التاريخي، الذي يدخل حيز النفاذ في ١ يناير ٢٠١٩، يضع نصب عينيه مركبات الهيدرو فلورو كربون، وهي غازات قوية تتسبب في احترار المناخ ولا تزال تُستخدم في نظم التبريد وحتى الآن، صدّقت 46 دولة على هذا؛ وإني أدعو جميع البلدان الأخرى إلى أن تحذو حذوها وأن تُبدي التزامها من أجل كوكب أفضل صحة. 

وأضاف جوتيريش أتوقع أن تعرض البلدان تقدما كبيرا بشأن تنفيذ تعديل كيجالي في مؤتمر القمة المعني بالمناخ والذي أدعو إلى انعقاده في سبتمبر ٢٠١٩. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن لمدة تزيد على ثلاثة عقود، قد تجاوز بروتوكول مونتريال بكثير مهمة تقليص ثُقب الأوزون؛ فأظهر الكيفية التي يمكن بها أن تستجيب بها الإدارة البيئية للعلم، وكيف يمكن أن تتضافر جهود البلدان في التصدي لمواطن الضعف المشترك. 

ودعا أنطونيو جوتيريش إلى استلهام روح القضية المشتركة نفسها، وذلك خصوصا بتعزيز روح القيادة في أثناء سعينا إلى تنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ وتعبئة العمل المناخي الطموح الذي نحتاج إليه بإلحاح في هذا الوقت." إن مكتشف الأوزون هو كل من شارل فابري وهنري بويسون طبقة الأوزون في عام 1913 ، وتمت معرفة التفاصيل عنها من خلال جوردون دوبسون الذي قام بتطوير جهاز لقياس الأوزون الموجود في طبقة الستراتوسفير من سطح الأرض، وبين سنة 1928 و1958 قام دوبسون بعمل شبكة عالمية لمراقبة الأوزون والتي ما زالت تعمل حتى وقتنا هذا، وتم اعتماد وحدة قياس دوبسون لقياس مجموع الأوزون في العامود. 

وطبقة الأوزون هي جزء من الغلاف الجوي لكوكب الأرض والذي يحتوي بشكل مكثف غاز الأوزون وهي متمركزة بشكل كبير في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي للأرض وهي ذات لون أزرق. ويتكون الأوزون بشكل طبيعى نتيجة التفريغ الكهربي الناتج عن البرق كما يتكون نتيجة النشاطات البشرية في طبقة الستراتوسفير، وبواسطة التفاعلات الكيموضوئية. 

وطبقة الستراتوسفير هي إحدى أهم طبقات الغلاف الجوي، وتُعرف أيضا بطبقة الأوزونوسفير لأنها غنية بغاز الأوزون ويبلغ سمكها 40 كم.

وفي هذه الطبقة يتحول جزء من غاز الأوكسجين إلى غاز الأوزون بفعل الأشعة فوق البنفسجية القوية التي تصدرها الشمس وتؤثر في هذا الجزء من الغلاف الجوي نظرا لعدم وجود طبقات سميكة من الهواء فوقه لوقايته، ولهذه الطبقة أهمية حيوية بالنسبة لنا فهي تحول دون وصول الموجات فوق البنفسجية القصيرة بتركيز كبير إلى سطح الأرض. وتعرف سماكة طبقة الأوزون بأنها الكمية الإجمالية في عمود رأسي من الهواء، وهي تختلف لأسباب كثيرة حيث تكون أقل عند خط الاستواء وأكبر مع المرور عند القطبين، وهي تختلف أيضًا في المواسم حيث تكون أكثر سماكة في فصل الربيع وأقل سماكة في فصل الخريف، وأسباب ذلك معقدة فتتضمن دورة الغلاف الجوي وقوة الشمس.

وبما أن الأوزون الموجود في طبقة الستراتوسفير ينتج بسبب الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من أشعة الشمس لذلك من المتوقع ان تكون أعلى مستويات الأوزون عند خط الاستواء وأقلها عند القطبين، ولنفس السبب من الممكن الاستنتاج أن أعلى مستويات الأوزون تكون في الصيف وأقلها في الشتاء.

غير أن ذلك غير صحيح، حيث إن أعلى مستويات الأوزون متواجدة في القطبين الشمالي والجنوبي كما تكون أعلى في فصل الربيع وليس في الصيف وأقلها في فصل الخريف وليس الشتاء. 

وخلال فصل الشتاء تزداد سماكة طبقة الأوزون، وتم تفسير ذلك من خلال دورة الرياح في طبقة الستراتوسفير والمعروفة بدورة بروير-دوبسون، حيث إن معظم الأوزون يتم إنتاجه فوق القطبين وتقوم دورة الرياح في طبقة الستراتوسفير من عند القطبين بإتجاه وبالعكس إلى ارتفاع أقل في طبقة الستراتوسفير. أما عن أهمية طبقة الأوزون، فإنه على الرغم من أن تركيز غاز الأوزون في طبقة الأوزون قليل إلا أنه مهم بشكل كبير للحياة على الأرض؛ حيث يمنع تسرب الأشعة فوق البنفسجية الضارة (UV) التي تطلقها الشمس. 
وتم تصنيف طبقة الأوزون على حسب طول موجاتها إلى UV-A و UV-B و UV-C، حيث تعتبر الأخيرة خطيرة جدا على البشر ويتم تنقيتها بشكل كامل من خلال الأوزون على ارتفاع 35 كيلومتر. ويعتبرغاز الأوزون ساما على ارتفاعات منخفضة حيث يسبب النزيف وغيرها. 
ومن الممكن أن يؤدي تعرض الجلد لأشعة UV-B لاحتراقه (يظهر على شكل احمرار شديد) والتعرض الشديد له قد يؤدي إلى تغير في الشفرة الوراثية والتي ينتج عنها سرطان الجلد. ومع أن طبقة الأوزون تمنع وصول الأشعة UV-B، إلا أن بعضا منها يصل لسطح الأرض، ومعظم أشعة UV-A تصل الأرض، وهي لا تضر بشكل كبير إلا أنها من الممكن أن تسبب تغيير في الشفرة الوراثية أيضا. أما بخصوص موضوع استنزاف الأوزون، فقد تتسبب مركبات كلوروفلوروكربون، والتي تعرف اختصارا باسم (CFCs) وأيضا بروموفلوروكربون في استنزاف طبقة الأوزون؛ فهذه المركبات المستقرة كيميائية تستطيع أن تصل إلى طبقة الستراتوسفير حيث تعمل الأشعة فوق البنفسجية على تفكيك كل من الكلور والفلور. 
ويبدأ كل منهم بتحفيز سلسلة من التفاعل القادرة على تفكيك أكثر من 100 ألف جزئ أوزون. وينخفض الأوزون في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية بمعدل 4 % كل عقد، مكونا ما يسمى بثقب الأوزون. كما تم اكتشاف عدد من المواد الكيميائية الشائعة الاستخدام حديثا ذات الأثر المدمر للغاية على طبقة الأوزون، مثل الهالوكربونات ، وهي مواد كيميائية ترتبط فيها ذرة أو أكثر من ذرات الكربون بعنصر واحد أو أكثر من ذرات الهالوجين الفلور أو الكلور أو البروم أو اليود. والهالوكربونات التي تحتوي على البروم لها في العادة تأثير أكبر على استنفاد الأوزون من تلك المواد التي تحتوي على الكلور. فهذه المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان تبعث الكلور والبروم المسؤول عن استنفاد طبقة الأوزون مثل بروميد الميثيل وكلوروفورم الميثيل ورابع كلوريد الكربون وعناصر أخرى من المواد الكيميائية، المعروفة باسم الهالونات، ومركبات الكلوروفلوروكربون ومركبات الكربون الهيدروكلورية المهلجنة . ودفع التأكيد العلمي لاستنفاد طبقة الأوزون المجتمع الدولي لإنشاء آلية للتعاون من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية طبقة الأوزون. 
وكان في ذلك إضفاء الطابع الرسمي على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، التي اعتُمدت ووقعت من قبل 28 دولة في 22 مارس عام 1985. وأدى ذلك إلى صياغة بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في شهر سبتمبر عام 1987 . ويتمثل الهدف الرئيسي لبروتوكول مونتريال في حماية طبقة الأوزون من خلال اتخاذ تدابير لمراقبة الإنتاج العالمي والاستهلاك الإجمالي للمواد المستنفدة للأوزون، مع الإبقاء على الهدف النهائي المتمثل في القضاء على هذه المواد عن طريق تطوير المعارف العلمية والتكنولوجية البديلة . 

وبروتوكول مونتريال هو المعاهدة التي أبرمت للتخلص التدريجي التام من المواد الكيميائية التي تضر بطبقة الأوزون، وهي الدرع الواقي الذي يمنع أشعة الشمس فوق البنفسجية من الوصول إلى مستويات ضارة. كما يتمحور بروتوكول مونتريال حول عدة مجموعات من المواد المستنفدة للأوزون، والتي تم تصنيفها لمجموعات من المواد الكيميائية وفقا للعائلة الكيميائية المدرجة تحتها في مرفقات نص بروتوكول مونتريال . ويتطلب بروتوكول مونتريال السيطرة على ما يقرب من 100 من المواد الكيميائية في عدة فئات. وتحدد المعاهدة لكل مجموعة من هذه المواد جدولا زمنيا للتخلص التدريجي من إنتاجها واستهلاكها، وذلك بهدف القضاء عليها في نهاية المطاف تماما . 

والجدول الزمني الذي حدده بروتوكول مونتريال ينطبق على استهلاك المواد المستنفدة للأوزون ويتم تعريف الاستهلاك بأنه مجموع الكميات المنتجة والمستوردة منقوص منها الكميات التي يتم تصديرها في أية سنة من السنوات من نفس المواد، إضافة إلى المواد التي تم التحقق من التخلص منها وتدميرها .

كما أن خفض نسبة الاستخدام لمادة معينة متعلق بنسبة استخدام هذه المادة خلال العام الواحد. فالبروتوكول لا يحظر استخدام المواد الخاضعة للرقابة المعاد تدويرها أو الموجودة خارج مواعيد التخلص التدريجي . وهناك بعض الاستثناءات القليلة للاستخدامات الأساسية، حيث لم يتم العثور على بدائل مقبولة، على سبيل المثال، في أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة المستخدمة لعلاج الربو وغيرها من مشاكل في الجهاز التنفسي أو أجهزة إطفاء الحرائق الناجمة عن التماسات الكهربائية المستخدمة في الغواصات والطائرات . إن التقدم في تنفيذ بروتوكول مونتريال يتم بوتيرة جيدة في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على السواء.

فقد تم الالتزام بجميع الجداول الزمنية للتخلص التدريجي من المواد المستنفذة لطبقة الأوزون، وحتى قبل الموعد المحدد في بعض الحالات. 

وفي ضوء التقدم المطرد المحرز في إطار البروتوكول، صرح كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة في عام 2003 أن بروتوكول مونتريال واحد من أنجح المعاهدات الدولية حتى الآن . ويشارك الكثيرون وجهة نظره على نطاق واسع في المجتمع الدولي . وتركز الاهتمام في البداية على المواد الكيميائية ذات الضرر العالي المسببة لاستنفاد الأوزون، بما في ذلك مركبات الكربون الكلوروفلورية والهالونات. 

وكان الجدول الزمني للتخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية أكثر سهولة بسبب ضعف إمكانية هذه المواد لاستنفاد الأوزون، كما جرى استخدام هذه المواد كبدائل انتقالية للمركبات الكربون الكلوروفلورية . وتم عرض جدول زمني للتخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية في عام 1992 على البلدان المتقدمة والنامية، بغرض تجميد التداول بهذه المواد نهائيا في عام 2015، والتخلص النهائي من هذه المواد بحلول عام 2030 في البلدان المتقدمة، وفي عام 2040 في البلدان النامية. 

وفي عام 2007، قررت الأطراف الموقعة على بروتوكول مونتريال تسريع الجدول الزمني للتخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية لكل من البلدان المتقدمة والبلدان النامية على السواء. 

كانت وزارة البيئة، قد أعلنت أن مصر نجحت في التخلص من نحو 99% من المواد شديدة التأثير على طبقة الأوزون، حيث إن المشروعات التي تطبقها البلاد للحفاظ على طبقة الأوزون، تهدف إلى بناء قدرات الصناعة الوطنية، والتغلب على التحديات المستقبلية الخاصة، وزيادة فرصتها في التصدير للأسواق الخارجية، وتمكين الشركات الصناعية من التوافق مع هذه المستجدات المصاحبة لاستخدام البدائل الرفيقة بالمناخ والصديقة للبيئة