الإخــوان.. لصوص الأوطان..

حاولوا بيعها ...وفشلوا فى تخريبها بالإرهاب.. سيناء تقهر «الإخوان»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«ما يحدث فى سيناء، سوف يتوقف عند اللحظة التى يتراجع فيها السيسى عما فعله».. محمد البلتاجى 8 يوليو 2013 من قلب اعتصام رابعة العدوية.
كانت البداية والإشارة التى من خلالها عرف الجميع ما سيقوم به الإخوان وأتباعهم عقب عزل رئيسهم محمد مرسي، هذا ما تفوه به محمد البلتاجي، عقب بيان 3 يوليو الذى أعلن عن انتصار إرادة الشعب.
ولا دليل أقوى من اعتراف البلتاجى بارتباط الإرهاب فى سيناء بعودة مرسى للحكم، وأنهم هم من أعطوا إشارة البدء للعمليات الإرهابية فى سيناء.. ولنعود قليلاً بالتاريخ إلى 15 مايو عام 2013 حينما اختطفت عناصر إرهابية 7 مجندين فى شمال سيناء، ليدلى الرئيس محمد مرسى وقتئذ بتصريح «غريب» قال فيه « أوجه بسرعة بذل الجهود للإفراج عن الجنود المُختطَفين، والحرص على المُحافظة على أرواح الجميع، سواء المُختطفون أو الخاطفون، وكانت تلك التصريحات الرئاسية الرسمية جاءت خلال لقائه مع وزيرى الدفاع والإنتاج الحربي، والداخلية، ورئيس المخابرات العامة، بقصر الاتحادية بمصر الجديدة، حسبما ذكر بيان مؤسسة الرئاسة.
فكيف لرئيس جمهورية بتأكيده على وزيرى الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات بضرورة الحفاظ على حياة الخاطفين والمختطفين، فلابد أن الخاطفين يتبعونه أو على علاقة وطيدة به، ليؤكد لأكبر 3 رجال فى الدولة بعد الرئيس ضرورة الحفاظ على حياتهم بدلاً من التأكيد على أنه لا تهاون مع الإرهاب، وضرورة الضرب بيد من حديد والقضاء على تلك العناصر الإرهابية وتطهير سيناء منها، جاء التصريح بالحفاظ على الخاطفين والمختطفين.
توسط الإخوان
وحينما تم اختطاف الجنود السبعة كنت مراسلاً للأخبار فى سيناء وشاهدت وجود عناصر «سلفية» حضرت إلى مدينة الشيخ زويد وعند سؤال أحد المصادر الأمنية قال إنها «وفد الرئاسة» للتفاوض مع العناصر الإرهابية للإفراج عن الجنود السبعة.
وأشار المصدر، الذى كان مشاركا فى عملية التفاوض لتحرير الجنود المخطوفين، إلى أن الرئيس المعزول، كان على اتصال مباشر بالخاطفين، وأنه هو من أبلغ وزير الداخلية محمد إبراهيم، فى ذلك التوقيت بأنه سيتم الإفراج عن الجنود.
وأضاف المصدر أنه عقب تعرض الجنود للاختطاف فى سيناء بدأنا على الفور العمل من أجل تحريرهم، وكانت أولى أولويات العمل، ضرورة الحفاظ على حياة الجنود المختطفين ودخلنا فى سلسلة من المفاوضات تطوع للقيام بها شيوخ قبائل بدوية فى شمال سيناء لتحرير الجنود.
وتابع المصدر، أنه أثناء قيامنا بالعمل والبحث تم رصد مكالمات تليفونية لقيادى بجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بشمال سيناء دارت بينه ونجله وبين اثنين من الخاطفين، قال فيها الخاطفون إن الجماعة ورطتهم فى خطف الجنود بشمال سيناء.
قيادات الجماعة
وأشار المصدر، إلى أنه فى ذلك التوقيت كانت قيادات جماعة الإخوان يظهرون فى شمال سيناء، بل ذهب بعضهم إلى مديرية الأمن وجهاز المخابرات بدعوى معاونة أجهزة الأمن من أجل التوسط للإفراج عن الجنود المخطوفين.
وأوضح المصدر، أنه مع بدء التفاوض مع الوسطاء، انتقلنا إلى أحد المنازل المملوكة لأحد الوسطاء، ونجح الوسطاء فى التواصل مع الخاطفين وتمكنوا من الحصول على تأكيدات منهم بالإفراج عن الجنود، فى هذه الأثناء لم نكن أبلغنا وزير الدفاع أو الرئاسة رسميا بالاتفاق، وعقب اتفاقنا بدقائق، جاءتنا مكالمة من أحد القيادات الأمنية بجهاز الأمن الوطنى يخبرنا أن الرئيس المعزول أبلغ وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بأن الخاطفين سيقومون بالإفراج عن الجنود فى السابعة صباحا وأن المفاوضات نجحت.
وأكد المصدر، أنه خلال تلك اللحظة تأكدت ظنوننا لأننا لم نقم بعد بإبلاغ القيادات بالاتفاق، وبالطبع الطرف الآخر «الخاطفون» هم من أبلغوا محمد مرسى بأنه تم الوصل لاتفاق وأنه سيتم الإفراج عن الجنود فى السابعة صباحا.
فالعاقل عندما يبحث، لا يجد فرقاً بين جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وتنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية «داعش» أو «ولاية سيناء»، فكل منهما يمثل وجهاً للعنف والتطرف فى مصر، فإذا كان «داعش مصر» نواة لتنظيم سابق يُسمى «أنصار بيت المقدس» ، فإن حركة الإخوان المسلمين كانت وما زالت نصيرة لهذا التنظيم فى سيناء فى الشكل الذى يدفعنا للتساؤل، أنصار بيت المقدس أم أنصار الإخوان؟ وهو ما يؤكد العلاقة بينهما، حيث كانت جماعة الإخوان بمثابة معبر للتنظيم الأكثر عنفاً داخل سيناء، حيث فوجئنا بانضمام أفراد تابعين لجماعة الإخوان إلى تنظيم «ولاية سيناء»، يتم تجنيدهم من خلال «الإخوان» بينما ينفذون العمليات العسكرية من خلال «داعش» ، هذا التنسيق غير معلن، ولكن يمكن وضعه فى إطار الأسباب التى تخلقها جماعة الإخوان والنتائج التى يحصدها تنظيم «ولاية سيناء».
قيادات الجهاد
كما رفض محمد مرسي، عندما كان على رأس السلطة التوقيع على حكم قضائى نهائى بخصوص إعدام عدد من قيادات جماعة «التوحيد والجهاد»، نواة التنظيم قبل تحوله لتنظيم أنصار بيت المقدس ثم ولاية سيناء، فعلى رغم اعترافهم بارتكاب جرائم قتل إلا أنه لم يُصدق على الحكم.
وفى مايو الماضى كشف الرئيس الفلسطينى محمود عباس أنه أجهض مخططا للرئيس المعزول محمد مرسى، بتوطين جزء من الفلسطينيين فى شبه جزيرة سيناء المصرية فى إطار مشروع «دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة».. وقال عباس فى كلمة أمام المجلس الوطنى الفلسطيني، الاثنين، إنه تلقى عرضا من مرسى أثناء فترة رئاسته التى استمرت لعام تقريبا، بالحصول على قطعة أرض من سيناء ليعيش عليها الفلسطينيون.. وتابع: «فى أيام مرسى عرض علينا إعطاءنا قطعة من سيناء لشعبنا لكى يعيش هناك فى مشروع اسمه إيغور آيلاند».. وأكد الرئيس الفلسطينى أن حركة حماس أبدت موافقتها على مشروع «الدولة ذات الحدود المؤقتة» ككل.
العملية الشاملة
وفى أول رد فعل لجماعة الإخوان الإرهابية على إطلاق الجيش المصرى عملية شاملة لمجابهة الإرهاب فى سيناء ودلتا النيل، قالت الجماعة، فى بيان لها فى فبراير الماضى تزامناً مع بدء العملية، إن الحرب على الإرهاب لا تفيد، محرضة أهل سيناء على القوات المسلحة.
وواصلت الجماعة مزاعمها حول «إخلاء سيناء»، وهو الملف الذى أثير خلال عام من رئاسة المعزول محمد مرسى المنتمى للجماعة. ودعت الجماعة الجميع لـ»التكاتف» وتجاوز جميع الخلافات، فيما عدته لحظة تاريخية فى مواجهة تحرك الجيش لدحر الجماعات الإرهابية. وقالت الجماعة، فى بيانها، إنها «تتابع بكامل القلق والرِّيبة ما أعلنه النظام عن عملية عسكرية مُوسَّعة فى سيناء».. وفضحت الجماعة دعمها الإرهاب وتنظيماته فى سيناء عبر تحريضها أهل سيناء، حسب زعمها أنه «نضال من أجل أرضهم».
مخططات مشتركة
كشف اللواء نصر سالم، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، مخططات جماعة الإخوان المسلمين، للتنازل عن سيناء وترحيل الفلسطينيين إليها بالاتفاق مع المخابرات الأمريكية.. وأضاف «سالم»، أنه وقت حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، رأى مستشار الأمن القومى الإسرائيلى آنذاك جيورا إيلاند، أن الحل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون عن طريق الأراضى المصرية فى سيناء، وذلك بدلًا من الأرض المسيطرة عليها إسرائيل فى الضفة الغربية.
وأشار إلى أنه تم عرض هذا الاتفاق على مبارك أكثر من مرة ولكنه رفضه تمامًا، موضحًا أنه منذ عام 2010، كان هناك اتفاق بين جماعة الإخوان الإرهابية والمخابرات الأمريكية لتنفيذ المخطط، حيث إنه انكشفت كل المؤامرات حين سيطر الإخوان على حكم مصر وتم إزاحة الجماعة من حكم مصر، مؤكدًا أن جماعة الإخوان جاءت لتحقيق هدف سياسى وهو حل القضية الفلسطينية على حساب مصر.
وأوضح أن الضربة الإرهابية الأخيرة فى مسجد الروضة كان لا بد أن تواجه بالعملية سيناء 2018.
البؤرة الإرهابية
قال اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق إن سيناء فى فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، كانت هدفًا إستراتيجيًا فى أجندتها، حيث حولتها الجماعة إلى بؤرة إرهاب، وبناء على ذلك قامت بالإفراج عن مئات المتطرفين الذين كان من بينهم أفراد محكوم عليهم بالإعدام، وكان الهدف من ذلك ضخ عناصر إرهابية وأصحاب الفكر المتطرف فى سيناء.
وعن خطوات الجماعة للتمكن من سيناء قال اللواء فؤاد علام، إنها فتحت قنوات اتصال مع منظمات إرهابية مسلحة بالخارج، وقامت بجمع كميات كبيرة من السلاح؛، وبالتالى بدأت الجماعة بمحاولة بسط إرادتها على أرض سيناء، فقامت باستهداف رجال الجيش والشرطة، ونفذت عمليات التفجير التى راح ضحيتها جنود أبرياء، ولم يفلت منها شيوخ القبائل، الذين كانوا يتعاونون مع أجهزة الأمن لصالح الوطن فكانت الجماعة تقوم بقتلهم فور علمها وذلك فى محاولة لترويع الشعب السيناوى للخضوع إلى حكمهم وإرادتهم السياسية.