يرد على الشبهات.. المفتي: التسامح موجود قبل الهجرة النبوية وبعدها

صورة موضوعية
صورة موضوعية

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، «إن الشبهات التي تزعم أن مرحلة ما بعد الهجرة لم تكن على قدر التسامح الذي كانت عليه المرحلة قبلها، ناجمة عن غياب عن وقائع السيرة النبوية، وجهل بأحداثها، أو تعصب مقيت تعامى أصحابه عن الحقائق التاريخية التي لا يسع منصفا إنكارها».

 

 

وأضاف «علام»، في إجابته على سؤال نصه: «ما هو ردكم على من يقول: إن الإسلام كان يدعو للتسامح والتعايش الديني قبل الهجرة، أما بعد الهجرة فتحول لفاشية لا تقبل التعايش؟»، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حرص منذ اللحظات الأولى له في المدينة على نشر السماحة والتعاون بين ساكنيها.

 

 

وأشار إلى أن ذلك يتضح جليا في المعاهدة التي عقدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اليهود، كما كان صلى الله عليه وآله وسلم حسن المعاشرة والتعامل مع أهل الكتاب؛ يعطيهم العطايا، ويهدي إليهم، ويعود مرضاهم، ويتفقد محتاجيهم، ويقوم لجنائزهم، ويحضر ولائمهم، وكان يقترض منهم؛ حتى توفي صلى الله عليه وآله وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في المدينة.

 

 

وأكد مفتي الجمهورية أن هذا لم يقتصر على تسامح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة على أهل الكتاب، بل تعداهم إلى المشركين أيضا، مع أنهم كثيرا ما تآمروا عليه صلى الله عليه وآله وسلم وأرادوا قتله؛ حتى أخرجوه من بلده مكة المكرمة وهي أحب بلاد الله إليه، ثم حاربوه بعد ذلك في بدر وأحد والخندق، وقتلوا آل بيته وأصحابه رضي الله عنهم، وصدوه عن البيت الحرام، ومع ذلك كله فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعاملهم بالحسنى، ويأبى الدعاء عليهم، وقابلهم في مكة بالعفو العام ليعلم الجميع بأن التسامح مبدأ إسلامي لا يتغير.