تركيا تفقد خمس احتياطي الذهب لمواجهة أزمة الليرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اتخذت المؤسسات والبنوك المُقرضة في تركيا عدة إجراءات مالية لمواجهة أزمة السيولة التي تواجهها مع انهيار قيمة الليرة، على رأسها سحب ما لا يقل عن 4.5 مليار دولار من احتياطي الذهب في البلاد منذ منتصف شهر يونيو الماضي.

 


وقالت وكالة بلومبيرج الاقتصادية الدولية في تقرير نشرته، السبت 15 سبتمبر، إن تقرير أسبوعي صادر من البنك المركزي التركي أشار إلى أن احتياطيات الذهب تناقصت بشكل واضح بدءًا من 15 يونيو الماضي، وذلك بنسبة تقترب من خُمس الاحتياطي الذي تملكه البلاد.

 


وشرح خبير الأسواق الاقتصادية الناشئة جيسون توفي السبب وراء ذلك التناقص، قائًلا، إن ما حدث في تركيا من انخفاض لقيمة الليرة دفع البنوك التجارية بشكل خاص لتحويل عدد من أصولها في البنوك إلى أموال سائلة.

 

وأوضح خبير الأسواق الاقتصادية الناشئة أن هذه البنوك كانت تشعر بالقلق الشديد مؤخرًا فيما يخص ديون البلاد الخارجية والتي كانت ستنعكس بشكل أساسي على  ارتفاع عائدات السندات المصرفية.

 


ووفقًا لـ«بلومبيرج»، فإن النظام التركي يسمح للمُقرضين الدوليين بالوفاء بالتزامات أموالهم والقروض الخاص بهم من خلال «سبائك الذهب» وهو الأمر الغير متاح في عدد من الدول الأخرى.

 

 

 


وتحتل تركيا المركز الخامس في الدول التي تمتلك الأحجار الكريمة والذهب، كما يعتبر الطلب فيها متزايد فيما يخص الإقبال على شرائه، وذلك ووفقًا للتقرير الصادر من مجلس الذهب العالمي لعام 2017.

 

وأوضح التقرير أن تركيا تقوم بتكرير وإصلاح وإعادة تدوير الذهب «الخردة» القادم من جميع أنحاء الشرق الأوسط وتقوم ببيعة وإعادة تصديره مرة أخرى.

 


وأشار التقرير إلى قرار المسئولين في تركيا برفع سعر فائدة القروض التي يعطيها البنك المركزي للبنوك التجارية بنسبة 24% وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي توقعها الخبراء والاقتصاديين، موضحًا أن هذا القرار ربما ساعد في انقاد الليرة من الأزمة التي تمر بها نسبيًا خلال هذا العام.

 


 ونقل التقرير تصريحات الخبيرة الاقتصادية، نورا نيوتيبوم، التي أشارت إلى أن 118 مليار دولار من الديون المستحق ردها بحلول سبتمبر 2019، يعود 15%  منها للبنوك التجارية، بينما يعود 44% لعدد من المنظمات الاقتصادية الخاصة التي قامت مع البنوك بإقراض الأسواق الدولية بالعملة الصعبة «الدولار».

 


وتحوطًا من قيمة الليرة المنخفضة يوما بعد يوم فإن هذه البنوك تأخذ احتياطاتها بواسطة الذهب خاصة أمام ما أقرضته للأسواق العالمية بالدولار، لكنها أشارت لأنه بالطبع لأنه لا يمكن رد هذه الديون بشكل نهائي بواسطة الذهب فإن الأسواق والمؤسسات التي حصلت على القروض ستقوم ببيع هذه السبائك لرد ديونها عندما يحين الوقت لذلك.