جون كيري .. اعترافٌ يجلب له الانتقاد ويرسخ عداءه لترامب

دونالد ترامب وجون كيري
دونالد ترامب وجون كيري

اعترف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، والذي شغل منصبه خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أنه التقى مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لنحو ثلاث أو أربع مرات منذ أن ترك منصبه مع نهاية حقبة أوباما في البيت الأبيض، وبداية ولاية دونالد ترامب.

 

هذا الاعتراف الذي خرج به كيري هذه الأيام، أثار ضجةً واسعةً في الأوساط الأمريكية، التي استغربت التصرف الذي أقدم عليه أحد أكبر أعضاء الحزب الديمقراطي من لقائه مسؤولٍ إيرانيٍ رفيع المستوى بصورةٍ سريةٍ عدة مرات، وذلك في ظل العداء المتنامي بين البلدين، خاصةً مع قدوم ترامب للحكم في الولايات المتحدة.


 

الرئيس الأمريكي الحالي أعلن في مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، معتبرًا أن الاتفاق الموقع لم يقوض رغبات إيران النووية، ومنحيًا باللائمة على الإدارة الأمريكية التي وافقت على هذا الاتفاق، والتي كان كيري من بين أركانها.

 

وكان جون كيري وزير الخارجية في الولايات المتحدة حينما وقعت بلاده على اتفاق لوزان النووي مع طهران رفقة خمس من القوى العظمى في العالم (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) عام 2015، وقد وقف جنبًا إلى جنبٍ مع جواد ظريف نفسه، خلال توقيع الاتفاق، وحادثه أكثر من مرة أثناء المناقشات حول الاتفاق.

 

 

انتقاد حاد من بومبيو

ومن جانبه، وجه وزير الخارجية الأمريكي الحالي مايك بومبيو اليوم الجمعة انتقادات حادة لسلفه جون كيري بسبب لقائه مسؤولين إيرانيين في محادثات عبر قنوات خلفية واتهمه بمحاولة تقويض سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال طهران.

 

وقال بومبيو في مؤتمر صحفي "ما فعله الوزير كيري غير لائق وغير مسبوق، ما كان يجب عليه أن يشارك في هذا النوع من السلوك، الأمر لا يتسق مع طبيعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة كما أمر بها الرئيس ترامب، الأمر تخطى كونه غير لائق".

 

ومضى بومبيو قائلًا "هذا وزير سابق للخارجية يتواصل مع "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"، ووفقًا لما يقول، كان يتحدث معهم، كان يقول لهم أن ينتظروا إلى أن ترحل هذه الإدارة، لا يمكن أن تجد سابقة لمثل هذا الأمر في التاريخ الأمريكي".

 

وقبل أن يشرع بومبيو في انتقاده لكيري، كان ترامب نفسه قد سبقه في توجيه النقد الحاد لكيري خلال تغريدة له عبر "تويتر"، اتهم من خلال كيري بعقد اجتماعات غير مشروعة مع النظام الإيراني العدو.

 

رد كيري

 

جون كيري لم يترك ترامب ووزير خارجيته يتناوبان على انتقاده دون أن يفند تلك الانتقادات، بل ويغرد عبر "تويتر"، مجرعًا إدارة الرئيس الأمريكي ترامب من كأس التحقيقات حول تواطؤ رجاله مع روسيا، وهي الدوامة التي لا تزال تمثل مصدر قلقٍ للإدارة الأمريكية الحالية.

 

وقال كيري على "تويتر" بعد قليل من تصريحات بومبيو "السيد الرئيس، يجب أن تكون أكثر قلقا بشأن لقاء بول مانافورت مع روبرت مولر من اجتماعي مع وزير خارجية إيران"، في إشارة إلى بول مانافورت رئيس حملة ترامب السابق الذي وافق اليوم الجمعة على التعاون مع المحققين الاتحاديين الذين يحققون في تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

 

وتحمل كتابة كيري إشارةً منه إلى تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالية، والمحقق الخاص بشأن مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، روبرت مولر، والتي تشير إلى إدانة مدير حملة ترامب الانتخابية، بول مانافورت، بالتواطؤ مع موسكو في الانتخابات الرئاسية الماضية.

 

وبدوره، اتهم كيري إدارة ترامب بالسعي نحو تغيير نظام الحكم في إيران، وهو ما نفاه بومبيو في المؤتمر الصحفي الذي عقده.

 

وكان كيري قد طالب قبل عامٍ في أواخر سبتمبر بضرورة ألا يكون الاتفاق النووي الإيراني لعبةً في يد الرئيس الأمريكي ترامب أو حتى غيره، وذلك حينما كان ترامب يهدد بالانسحاب من الاتفاق، قبل أن ينفذ ذلك فعليًا في مايو الماضي.

 

واعتراف كيري الذي أسداه يبدو أنه مدروسًا من جهة، وهو الذي التقى محمد جواد ظريف في أكثر من مناسبة على الصعيد الرسمي، لكنه ربما قصد بها توجيه رسالةٍ لترامب، الذي يشاطره العداء.