في ذكرى ميلاده الـ115..

قصة مأساوية حرمت «الشاويش عطية» من «خطايا» عبد الحليم حافظ

رياض القصبجي
رياض القصبجي

«الشاويش عطية».. لقب التصق بالفنان رياض القصبجي، بعيدا عن الكاميرات، بسبب دوره الذي حمل نفس الاسم مع الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين في الكثير من أفلامه.

 

تمر اليوم الخميس، الذكرى الـ 115 لميلاد رياض القصبجي، حيث ولد في 13 سبتمبر عام 1903، وبهذه المناسبة نرصد القصة المأساوية الأخيرة في حياته، والتي منعته من المشاركة في فيلم «الخطايا» لعبد الحليم حافظ.

 

مر الفنان رياض القصبجي في سنواته الأخيرة، بمآساة كبيرة في معاناته مع المرض، بعدما اكتشف الأطباء إصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم، ولم يستطع أن يغادر الفراش، ولم يتمكن أيضًا من سداد مصروفات العلاج.

 

وفي أبريل عام 1962، كان المخرج حسن الإمام يقوم بتصوير فيلم «الخطايا» الذي أنتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل الإمام إلي «القصبجي» للقيام بدور في الفيلم، حيث كان قد سمع بأنه تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه، وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية بالمشاركة في الفيلم، خاصة أن الدور كان مناسبا جدا لـ«القصبجي».

 

جاء رياض القصبجي «الشاويش عطية» إلى الاستوديو ودخل البلاتوه مستندا علي ذراع شقيقته وتحامل علي نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل، لكن حسن الإمام أدرك أنه ما زال يعاني، وسيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا، فأخذ يطيب خاطره ويضاحكه، وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفى تماما، وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه، لكن «القصبجي» أصر علي العمل، وبعد الضغط والإلحاح منه، وافق المخرج علي قيامه بالدور حتى لايكسر بخاطره. 

 

وبدأ «القصبجي» في الاستعداد للوقوف أمام الكاميرا وتصوير المشاهد الأولى من الدور، حيث طال ابتعاده عنها واشتياقه إليها، وبدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره، وفي لحظة سقط في مكانه، وانهمرت الدموع من عينيه، ومن حوله أخذوا يساعدونه على النهوض ويحملونه بعيدا عن البلاتوه، وعاد إلي بيته حزينا منكسرا، وكانت هذه المرة أخر مواجهة بينه وبين الكاميرا، حيث توفي بعد هذه الواقعة بعام لم يستطع العمل خلاله، ورحل في 23 إبريل 1963، عن عمر ناهز الـ60 عاما.

 

عمل «القصبجي» في بداية حياته العملية كمسري بالسكة الحديد، ونظراً لحبه واهتمامه المبكر بالتمثيل انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا بها، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها فرق: «الهواة» و«أحمد الشامي» و«على الكسار» و«جورج ودولت أبيض»، وأخيرا فرقة «إسماعيل يس المسرحية».