«آخر أيام حكم العشيرة»..

فيديو| من «تكفير المعارضين» لـ«خطاب الشرعية».. محاولات إخوانية لـ«حرق مصر»

«الإخوان» حاولت البقاء في السلطة على حساب الشعب المصري
«الإخوان» حاولت البقاء في السلطة على حساب الشعب المصري

 لم يكن صيف يونيو 2013 أشد حرارة من الأحداث التي كانت تموج في شوارع المحروسة.. حيث كانت المعارضة قد حشدت قواها لإنهاء حكم الإخوان بعد جمع التوقيعات على وثيقة تمرد لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسى، بينما كانت جماعة الإخوان وأنصارها لا تزال متشبثة بالسلطة وترفض على نحو قاطع التخلي عنها أو الاستجابة لمطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

 

ونرصد في السطور التالية أبرز تحركات الإخوان وأنصارها خلال أيامهم الأخيرة في السلطة والتي حاولت الجماعة من خلالها جر مصر إلى دائرة العنف وشن حروب شوارع بين أهلها.

 

 

تأسيس «تجرد» لمواجهة تمرد 2 يونيو

 

بعدما تصاعدت شعبية حركة "تمرد" التي نادت بإسقاط حكم جماعة الإخوان، أسس الموالون لجماعة الإخوان حركة "تجرد" في يوم 2 يونيو للمطالبة باستمرار الشرعية، وجمعوا توقيعات من المواطنين على غرار "تمرد".

 

واعتبر عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، الذي كان منسقا للحركة أن الحركة داعمة للرئيس، وذكر أنها جمعت ما يقرب من 26 مليون توقيعا، موضحا أن القضية ليست توقيعات بين تجرد وتمرد، ولكنها حرب على الأرض والأقوى من سيكسبها، فالمساجد والمنتقبات والملتحين مستهدفون، على حد تعبيراته خلال أحد مؤتمرات الحركة، ومن الأمور التي أعلن عنها أيضا "عبد الماجد" تأسيس ما سماه تشكيل مجلس قيادة الثورة الإسلامية حال الاعتداء على شرعية محمد مرسى، وقد فشلت حركة "تجرد" في خلق شعبية لها أمام حركة "تمرد"، حيث لم يشعر بها رجل الشارع

 

 

استعراض قوة باستاد القاهرة

 

قبل أسبوعين من 30 يونيو، اليوم الذي حددته حركة "تمرد" للتظاهر في الميادين للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان، نظمت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الموالية لجماعة الإخوان يوم السبت الموافق 15 يونيو 2013 مؤتمرا حمل عنوان "الأمة المصرية لدعم الثورة السورية" وصفه المراقبون للشأن السياسي بأن جماعة الإخوان تستعرض قوتها قبل أسبوعين من المظاهرات المنادية بإسقاط حكم الإخوان.

 

ورغم إعلان الدكتور محمد مرسى رئيس مصر آنذاك قطع العلاقات مع دمشق لدعم الثورة السورية، إلا أن هذا القرار لم يلتفت إليه بعدما دعا الشيخ محمد عبد المقصود الداعية السلفي على المعارضين في حضرة محمد مرسي، دعوات تعني أن المعارضين للإخوان كفار، حيث قال نصا: "أسأل الله أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين، ويجعل يوم 30 يونيو يوم عزة للإسلام والمسلمين، وكسر لشوكة الكافرين والمنافقين".

 

ولم يكتف "عبد المقصود" بذلك بل تفرغ للدعاء على المشاركين في تظاهرات 30 يونيو من معارضي الرئيس محمد مرسى آنذاك قائلا: "اللهم رد كيدهم في نحورهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم، اللهم إنا نعوذك من شرورهم، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم"، وردد المشاركون في المؤتمر من مؤيدي "مرسى" على دعوته بالتأمين، بينما آثار ذلك غضب رجل الشارع.

 


 

التهديد بسحق المعارضين

 

مع اقتراب 30 يونيو من عام 2013، تجلى الخوف لدى جماعة الإخوان وأنصارهم، وصعدوا في فعالياتهم الداعمة لـ"مرسي" وأعلنوا تنظيم مليونية "لا للعنف" في ميدان رابعة العدوية يوم الجمعة الموافق 21 من يونيو 2013 للحشد المضاد ضد المنادون بإسقاط "مرسي"، ومن الشعارات التي ترددت في هذه المليونية "30 -6 إسلامية" و"مرسي رئيس والشعب معه".

 

ولكن بعيدا عن الشعارات وعنوان مليونية الإخوان هناك تصريحا آثار حالة من الجدل وهو تصريح الدكتور طارق الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية عندما قال "سنسحقهم" في إشارة منه إلى الداعين لإسقاط الدكتور محمد مرسي.

 

وأكد "الزمر" في هذه المليونية التي كانت عنوانها "لا للعنف" أن الضربة القاضية ستكون لما سماهم "دعاة الفوضى".

 


سنة أولى مرسي

 

لمدة ساعتين ونصف الساعة وجه محمد مرسي خطابا مطولا للأمة المصرية بمناسبة مرور عام على توليه رئاسة الجمهورية، وحاول خلال الخطاب أن يسترضي فئات مختلفة فقال مثلا "إحنا عندنا رجالة زى الدهب في القوات المسلحة"، كما أعلن أنه سيعين نوابا للمحافظين من الشباب، بالإضافة إلى تعديل وزاري وشيك لكن اللافت أن الخطاب اتسم بالارتجالية، حيث وجه خلاله مرسي مجموعة من الاتهامات لشخصيات بالاسم بأنهم متورطون في أعمال بلطجة. 

 

تدشين تحالف دعم الإخوان

 

دعت جماعة الإخوان إلى مؤتمر صحفي طارئ بمقر مركز المؤتمرات، وخلال المؤتمر تم الإعلان عن تدشين التحالف الوطني لدعم الإخوان، حيث قال البيان التأسيسي للتحالف: "إيمانا منا بحق الشعب المصري الأصيل في حماية مكتسباته الديمقراطية، وحراسة ثورته المباركة التي سالت لأجلها الدماء الزكية في ثورة يناير المجيدة، وفي ظل ما يجري من محاولات آثمة من فلول النظام السابق وجحافل بلطجيته للانقضاض على الشرعية، مستعينين بكل أنواع السلاح الممول من رجال أعمال فاسدين سرقوا قوت الشعب، قرر الشرفاء من أبناء مصر المجتمعون اليوم تدشين التحالف الوطني لدعم الشرعية، والذي يتكون من قوى إسلامية وأحزاب سياسية، وشخصيات عامة، وممثلين عن طلاب مصر وعمالها، والنقابات العمالية واتحاد الباعة الجائلين ونقاباتها المهنية، ونوادي أعضاء هيئات التدريس في جامعات مصر، وائتلاف القبائل العربية في مطروح وسيناء والصعيد"، حسبما ورد في البيان.

 

وضمت قائمة الموقعين على البيان التأسيسي للتحالف مجموعة من الأحزاب الإسلامية وهى حزب البناء والتنمية وحزب الحرية والعدالة وحزب العمل الجديد وحزب الفضيلة وحزب الإصلاح، وحزب التوحيد العربي والحزب الإسلامي وحزب الوطن وحزب الوسط وحزب الأصالة، وحزب الشعب.

 

وبدا لافتا إلى أن الإخوان استخدموا عددا من الكيانات للتوقيع على البيان لكنهم لم يشاركوا في أي فعالية تخص التحالف فيما بعد وهم ائتلاف اتحاد القبائل العربية بمصر ومجلس أمناء الثورة واتحاد النقابات المهنية ونقابة الدعاة والنقابة العامة لفلاحي مصر، واتحاد طلاب جامعة الأزهر، ومركز السواعد العمالية والرابطة العامة الباعة الجائلين.

 

الاعتصام في رابعة

 

دعت جماعة الإخوان وأنصارهم إلى مليونية بعنوان "الشرعية خط أحمر"، حيث شن خلالها المتحدثون هجوما عنيفا ضد معارضي مرسى وأعلن عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عن بدء الاعتصام في الميدان، وهاجم المتظاهرين في 30 يونيو قائلا: "اعتبروا أن 30 يونيو انتهى، هذه الليلة نعيش مبكرًا أوائل شهر يوليو وأوائل شهر رمضان وبدأت حملة الفرار لرموز المعارضة إلى خارج مصر"، والطريف أن الأحداث فيما بعد أثبتت أن الإخوان ورموزهم هم الذين فروا إلى خارج مصر وليس المعارضة.

 

مرسى يجتمع برؤساء الأحزاب الإسلامية

 

على نحو مفاجئ وقبل 24 ساعة فقط من دعوة التظاهر في 30 يونيو دعا محمد مرسي إلى اجتماع طارئ لرؤساء الأحزاب الإسلامية في قصر الاتحادية، لبحث السيناريوهات المتوقعة وبعدها خرج عدد من رؤساء الأحزاب الذين حضروا اللقاء للتأكيد أن مرسي طالبهم بالتزام السلمية لكن فيما بعد كشفت قيادات بحزب النور الذين مثلهم في هذا اللقاء جلال مرة أمين عام الحزب، أن مرسي عرض على رؤساء الأحزاب مبادرة قدمتها القوات المسلحة لإنهاء الأزمة السياسية، لكن الحاضرين وعلى رأسهم أبو العلا ماضي وسعد الكتاتني نصحوه بعدم الالتفات إليها وقللوا من أهمية المظاهرات في 30 يونيو.

 

 

2 يوليو.. خطاب الشرعية

 

يوم 2 يوليو ألقى "المعزول" خطاباً من خلال التليفزيون المصري، بعد انتهاء مهلة القوات المسلحة التي أعطتها للقوى السياسية لإنهاء الأزمة، وقد ذكر "مرسي" في خطابه كلمة الشرعية ما يقرب من 60 مرة.

 

وأعلن تمسكه بالشرعية التي ستكون ثمنها "حياته" وظل "مرسي" يقول الشرعية وفي ظل الشرعية واللي بيحترموا الشرعية، ومن يعرف معنى الشرعية، والحفاظ عن الشرعية، ولا بديل عن الشرعية، الشرعية الدستورية، والشرعية القانونية، والتمسك بالشرعية، وما إلى ذلك..