كريمة: «الإرهابية» عليها الوزر الأكبر في انتشار الإلحاد

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة

يتناسب معدل الظواهر الاجتماعية السلبية طرديًا مع غياب الوعي الديني، وتجسد ذلك في مصر خلال فترة ما قبل ثورة 30 يونيو، حيث شهدت انتشارًا فجًا لجماعات وتيارات الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين،  التي رغم ادعائها الدفاع عن الإسلام وحمل رايته، إلا أن معدل الإلحاد في المجتمع زاد خلال حكم الإخوان.

 

 في هذا السياق، قال د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن جريمة الإلحاد هي أم الجرائم؛ لأنها تنكر وجود الخالق العظيم،  ولا تعترف بوجود الله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر والقدر بخيره وشره، حلوه ومره، وهذه الجريمة النكراء كانت موجودة في الماضي، فالله سبحانه وتعالى أخبر عن "الدهريين" في القرآن الكريم، الذين قالوا "ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر"، وهؤلاء يرتبطون بالحياة المادية فقط في الواقع المعاش، ولا يؤمنون.

 

وأضاف "كريمة" لـ "بوابة أخبار اليوم"، أن الإلحاد موضوع وان تبدلت وتغيرت الأحوال والبواعث، حيث أن  الحياة المادية، والاضطرابات النفسية والظروف الاجتماعية، فجعلت البعض يشككون في العدالة الإلهية، وفي الأقدار الربانية، وبالتالي تهجموا على الدين.

 

وقال أن انتشار الإلحاد مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجماعات الإسلامية كالإخوان والسلفيين، موضحًا أن هؤلاء هم الذين يشكون في الدين والتراث والواقع المعاش، لكن من الظواهر المؤسفة أن شيوخ الجماعات المنسوبة إلى الدين كان ولا يزال لها الوزر الأكبر في هذا الجريمة.

 

وأضاف أن شيوخ السلفية والإخوان تحدثوا عن الزهد والأخلاقيات والورع، بينما تبنوا أفكار التكفير وإقصاء المخالف ، وكذلك الانغماس في الحياة الدنيا، وهذا ما يؤكد أن الأفعال تناقض الأقوال، والله نهي عن ذلك.

 

وقال "كريمة": إن الشباب قاسوا ذلك بحديث شيوخ الإخوان، لعدم الخبرة والعلم بأنهم مجرد "أصحاب مصالح"، متابعًا: عندما تأكدوا من تناقض أفعال الإخوان وأقوالهم، تملكهم الشك، وانقلبوا إلى الشك في الدين أو الانقلاب عليه أو الانفلات منه، ومن هنا جاء الإلحاد.

 

 وتابع: الإلحاد منسوب للإسلام ظلمًا بسبب تلك الجماعات، وخاصة الإخوان الذين استغلوا الدين لحكم مصر، لقضاء مصالحهم الخاصة وتعدد الزوجات، واقتناء العقارات وتضخم الأرصدة المادية وحياة البذخ وشبكات التجارة والبيزنس، وكل هذا جعل الشباب يفقدون الثقة فيهم، وللأسف فقدوا الثقة في الدين.

 

ودعا "كريمة" المؤسسات الدعوية في مصر إلى تشكيل لجنة أو إدارة لمعالجات الإلحاد،  وتأهيل كوادر علمية من الأزهر الشريف لاستقبال الشباب المغرر به ومناقشته ومحاورته لإقناعه وتهديه إلى الصراط المستقيم.