العواري: «الإخوان» شوهوا صورة الإسلام.. وتفشي الإلحاد في مصر «خطأ»

الدكتور عبد الفتاح العواري
الدكتور عبد الفتاح العواري

أثارت الإحصائيات الصادرة في أحد المواقع العربية، والتي تشير إلى أن مصر الأولى عربيًا في الإلحاد حالة من الجدل، خصوصًا وإشارة التقرير إلى أن السبب الرئيسي في هذه المسألة هو تشويه الإخوان الدين.

وعلق على هذا الجدل، الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة جامعة الأزهر، قائلا: «القول بأن الإلحاد ظاهرة في مصر كلام خطأ غير صحيح، أما تأثير الجماعات المتشددة وتسييسها للدين من أجل مصالح خاصة بها والدين من ذلك براء، فهو أمر في الحقيقة شوه الصورة الجميلة السمحة لهذا الدين العظيم الذي أرسل الله رسوله به ليكون رحمة للعالمين».

وأضاف الدكتور العواري لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتعنت قط وما كان مغاليًا قط، بل كان رؤوفًا رحيما بالبشرية كلها، وشريعته التي بينت للبشرية كلها أنها شريعة أمن وسلام وطمأنينة يتعايش في ظلها الخلق جميعًا، دون النظر إلى لون أو جنس أو لون أو معتقد.

وأشار إلى أن خطابات تلك الشريعة تخاطب كل الناس، فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا»، وأمر التعارف يدعو إلى التآلف والتعاون والحب والوئام، وفي قوله تعالى: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام»، فهو خطاب لسائر الناس.

واستكمل تصريحه، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان في حجة الوداع وخطب خطبته التي أقر بها حقوق الإنسان، قال فيها: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى»، وبينت شريعته صلى الله عليه وسلم أن الدين يسر، ولن يشاب الدين أحدا إلى غلبه، وكان صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا واختار أيسرهما، ودائما كان يقول: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا»، والقرآن الذي أنزل عليه يقرر : «وما جعل عليكم في الدين من حرج»، ويقول: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» والقواعد الشرعية تقول «درء المفاسد مقدم على جلب المنافع»، و«المشقة تجلب التيسير»، و«لا ضرر ولا ضرار»، وهذه صورة الإسلام العظيمة التي يمكن للإنسانية كلها لو ارتسمت خطاها لعاشت أخوة إسلامية صادقة ترفف عليها رايات السلام.

وأكد العواري، أن الجماعات المتطرفة التي استخدمت الدين ستارًا لتصل إلى أهدافها، فبالفعل شوهت صورة الإسلام داخليًا حتى أن بعض الشباب تنكر لهذا الدين وتنكر للإله الخالق، وفي الخارج صور الإسلام على أنه الإسلاموفوبيا أي الدين المخيف، فأصبحت صورة الإسلام في نظر غيرنا مخيفة.

وبين أنه من هذا المنطلق يقوم الأزهر الشريف وشيخه بالذهاب إلى أوروبا وآسيا وإفريقيا وكل دول العالم، لإيضاح الصورة الحقيقية الناصعة عن الإسلام ويبرأه مما نسب إليه، ويبين أنه دين رحمة وسلام وأن الإسلام بريء من هذه المهاترات الحزبية والنسبية التي استخدمتها هذه الجماعات ظنا منها أنها تخدم الإسلام وهي في الحقيقة أضرت بالإسلام وبقيمة هذا الدين العظيم.