حكايات| العين عليها حارس.. جنود خفية لحماية «نور البصر»

العين عليها حارس (تعبيرية)
العين عليها حارس (تعبيرية)

   وسط عالم مليء بالجراثيم والملوثات، تقف بعض أعضاء الجسم عاجزة عن المقاومة، غير أن عضوا مثل «العين»؛ وضع نفسه على خريطة المقاومة الذاتية لكثير من المخاطر التي تواجهه.
 


أستاذ جراحة العيون بكلية الطب جامعة بنها، الدكتور أشرف الهباق، تحدث عن أن العين قادرة على حماية نفسها من التهديدات الخارجية البسيطة من خلال عدة حمايات طبيعية، تبدأ بسرعة رد الفعل في إبعاد الوجه عن الخطر الذي يهدد العين.

 
ليس هذا فحسب؛ بل للعين قدرة على حماية نفسها من الأتربة والدخان بواسطة الجفون والرموش إلى جانب الدموع التي تغطي القرنية، بحسب الدكتور الهباق.
 

حماية طبيعية

 
لعل أبرز الأمور التي تنظف العيون وتحميها من الجراثيم، وتطرد الأجسام الغريبة خارجها، هي «الدموع»؛ إذ تلعب دورًا مميزًا في تنظيف العيون من البكتيريا الضارة، إلى جانب ترطيب أغشية العين، وحمايتها من الجفاف، والحفاظ على شفافية القرنية وحمايتها، وتحسين الرؤية.
 

أما السر في عمليتي «التنظيف والحماية» فيقف خلفها الدموع التي تنتجها هرمونات وبروتينات وأملاح وبعض الإنزيمات، والتي تمد بها الغدة الدمعية الرئيسية الموجودة في الجزء العلوي والخارجي من العين.


 

وتتمتع «الغدة الدمعية» بحجم وشكل حبة اللوز، ولكل عين غدة دمعية رئيسية واحدة فقط؛ حيث تستجيب لأمر العقل بالبكاء بعد التعرض لمؤثرات خارجية أو بسبب الأمور العاطفية، وتتصل بهذه الغدة اثنتا عشرة قناة دمعية تنقل الدموع من هذه الغدة إلى العين.
 

وللحفاظ على ترطيب العينين، تحتوي العين أيضًا على العديد من الغدد الدمعية الثانوية أو المساعدة التي يصل عددها إلى ثمانية وأربعين غدة تفرز الدمع باستمرار.
 

«كوكتيل» دموع
 

أما عن عملية ترطيب العين نفسه، فتقف خلفها ما يُعرف بالدموع القاعدية «الأساسية» الموجودة في العين دائمًا لحمايتها.

 
ثم تأتي الدموع «اللا إرادية»، وتتدفق عند تعرض العيون للتهيج؛ مثل الدموع التي تسقط عند تقطيع البصل، أو التعرض للرياح، أو للغبار والأتربة، أو عند التعرض للغازات المسيلة للدموع، أو عند التقيؤ، أو السعال، أو الضحك، أو عند شم بعض أنواع البهارات.
 


وأخيرًا الدموع «العاطفية»، التي تنهمر عند التعرض لموقف مؤثر، أو بسبب الألم النفسي أو الجسدي، أو عند الخوف والتوتر، وفِي أوقات الفرح الشديد، أو الحزن الشديد.

 
حماية ذاتية
 

وبعيدًا عن التحرك التلقائي لحماية العين، هناك حماية ذاتية للعين يمكن استدعاؤها عبر تحفيز المضادات الحيوية الطبيعية الموجودة في جسم الإنسان، والتي تحركها الكمادات الدافئة، بحسب الدكتور أشرف.
 

بعض تهديدات العين تستوجب تدخل الطبيب المتخصص، ومنها الأجسام الصلبة والشظايا المتطايرة، والأدخنة الناتجة عن اللحامات التي تدخل فيها وسائط كيماوية مهيجة للعين.

 

غسيل العين بالماء لمدة 10 دقائق متواصلة مع تجنب «الدعك» حتى لا تصاب القرنية بالقرح، وشراء غطاء للعين من الصيدلية وتغطيتها لحين العرض على الطبيب في أسرع وقت ممكن.