فيديو| «هجين 023» يُفسد ألاف الأفدنة بالنوبارية.. والمزارعون: «خسرنا كل مانملك»

 تلف ألاف الأفدنة المنزرعة بهجين
 تلف ألاف الأفدنة المنزرعة بهجين

- مدير زراعة النوبارية: اكتشفنا الكارثة منذ شهرين.. وأبلغنا الوزارة ومركز البحوث الزراعية

- المزارعون: خسرنا كل مانملك.. ونناشد الرئيس بالتدخل لإنقاذنا.. والتحقيق مع مستورد البذور الفاسدة

 

سيطرت حالة من الغضب على المئات من مزارعي ومستأجري قرى الظهير الصحراوي بمحافظات البحيرة والإسكندرية ومطروح والمنوفية والجيزة بعد أن تسبب فيروس تجعد الأوراق (TYLCV Tomato yellow leaf curl virus)  في تدمير ألاف الأفدنة المزروعة   بـ«هجين 023».

 

مما تسبب في إلحاقهم بخسارة مادية كبيرة وأصبح كثير منهم مهدد بالسجن بسبب الديون والقروض المتأخرة عليهم والتي كان من المقرر سدادها عقب حصاد المحصول نهاية الشهر الجاري.

لم يجد الفلاحين أمامهم سوى أقسام ومراكز الشرطة الذين هرعوا إليها لإثبات الخسائر الفادحة والأضرار التي لحقت بالمحصول الرئيسي لديهم طوال العام وقاموا بتحرير أكثر من 400 محضر بمركز شرطة وادي النطرون وغرب النوبارية.

وطالب الفلاحين باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الشركة المستوردة والمسئولين بوزارة الزراعة، حيث قررت النيابة من جانبها تكليف مديرية الزراعة بالنوبارية وقسم البساتين بإجراء المعاينات للأراضي المتضررة وسؤال الشاكين كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة.

الفلاحين من جانبهم ناشدوا الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل وتكليف الجهات الرقابية بالتحقيق في الواقعة وتحديد المسئولية الجنائية، كما طالبوا المستشار النائب العام بتشكيل لجنة لسرعة البت في البلاغات المقدمة لنيابة وادي النطرون.

«بوابة أخبار اليوم» ذهبت للفلاحين بمنطقة قرية الشجاعة وغرب طريق العلمين وادي النطرون الدولي والنوبارية ومنطقة الوادي الفارغ رفقة المهندسة فاطمة كمال مدير إدارة البساتين بمديرية الزراعة بالنوبارية، ووقفت على الكارثة من أرض الطبيعة، حيث تلاحظ لنا وجود ألاف الأفدنة المنزرعة بالطماطم تالفة ولا يوجد بها عقد أو ثمر، بينما جلس أصحاب تلك الأراضي على الأرض يندبون حظهم في انتظار المهندسة المسئولة عن المعاينات والتي تم تكليفها من قبل النيابة العامة لإثبات الأضرار التي لحقت بالمحصول.

وقال الحاج سعد  خالد زويل، فلاح من أهالي مركز بلطيم كفر الشيخ ومستأجر لمساحة 40 فدان غرب طريق العلمين الدولي إنه يستأجر تلك المساحة من 5 سنوات ويبلغ أيجار الفدان من 4 إلى 5 ألاف جنيه في العام، بالإضافة لتكاليف الإنتاج من كهرباء وسولار وبذرة وأسمدة وخلافة ويقوم كل عام بزراعتها طماطم.

ويغطى الإنتاج تكاليف الزراعة بالكاد، وهذا العام قمت مع غيري من المزارعين بشراء صنف "طماطم هجين 023"، نظرا لمقاومته للحرارة وفيروس تجعد الأوراق واصفرارها كما أنه من الأصناف المبكرة ويتم حصاده بعد 65 يوم من الشتل وإنتاجه غزير ومقاوم لفيروس TYLCV   ولكن ماحدث كان عكس كل التوقعات.

حيث فوجئنا بشلل الأشجار وتجعد الأوراق من حوالي شهرين وقمنا باستخدام كافة أنواع المبيدات دون فائدة وتوجهنا لمديرية الزراعة بالنوبارية وبعد المعاينة ثبت إصابة النبات بفيروس تجعد الأوراق، لذلك قمنا بالتوجه للمحافظ السابق للبحيرة المهندسة نادية عبده التي وجهت بتشكيل لجنة للوقوف على أسباب الكارثة وحتى الآن لم يتم تشكيل اللجنة، لذلك قمنا بالتوجه لمركز شرطة وادي النطرون لتحرير محاضر ضد الشركة المستوردة وطالبنا باتخاذ الإجراءات القانونية.

 وأضاف الصافي مصطفى حسن، مستأجر لمساحة 35 فدان غرب الطريق الدولي بوادي النطرون، أنه يواجه كارثة كبرى هو وأفراد أسرته الذين جاءوا من مركز كوم حمادة لاستئجار تلك المساحة بعد أن باع ذهب زوجته واستدان من أقاربه.

ويواجه الآن السجن بسبب تراكم الديون علية بعد أن سدد أيجار الأرض للمالك قبل زراعتها، وطالب المسئولين بوزارة الزراعة بالقيام بواجبهم تجاه الفلاحين وحمايتهم من تجار البذور والأسمدة، كما طالب بسرعة الفصل في المحاضر المقدمة لنيابة وادي النطرون ويبلغ عددها أكثر من 400 محضر.

 ولفت نبهان القطب محمود من  شباب الخريجين أنه جاء من المنصورة وقام باستئجار 5 أفدنة سدد مقابل الإيجار لها وباع كل مايملك حتى يجنى ثمار جهده بالحلال ولكن الشركة المستوردة حالت دون ذلك وأصبح مهددا بالسجن هو وباقي الفلاحين بعد أن ضاع تعبهم وجهدهم في الأرض .

مشيرا أنة يناشد وزير الزراعة ومحافظ البحيرة بالنظر لهم بعيد الرحمة  وحمايتهم من تجار البذور والتقاوي والمستوردين الذين يغتالون أحلامهم في حياة أمنة شريفة.

وتساءل نبيل محمد عبد ربة الزفتاوي، فلاح قائلا: "لمن نلجأ بعد القضاء ؟"، وقال إنه قام بتحرير محضر بقسم غرب النوبارية لإثبات تلف مساحة 20 فدان بطريق أبو العطا بالنوبارية منذ شهرين وحتى الآن لم تتم المعاينة وعندما توجهت لمديرية الزراعة للسؤال عن المحضر أبلغني المهندس المختص أن المحاضر متأخرة في النيابة وفور وصول القرار لنا  سنقوم بالمعاينة على الطبيعة واثبات حالة الطماطم، وطالب الزفتاوي المسئولين في نيابة وادي النطرون بسرعة إصدار قرار حتى يتسنى أجراء معاينة ويتمكن من إزالة النبات وزراعة المحصول التالي حتى لا تتكاثر علية الديون والخسائر.

وأضاف د.عز أبو ليلة، محامى المزارعين أن الكارثة تعد الأولى من نوعها التي لحقت بالفلاحين، نظرا لآن محصول الطماطم من المحاصيل الهامة للأسر المصرية ويعمل به ألاف الشباب والعائلات الذين جاءوا من مختلف محافظات مصر وخاصة محافظة كفر الشيخ، مؤكدا أنه قام بتحرير أكثر من 400 محضر حتى ألان بمركز شرطة وادي النطرون وقسم غرب النوبارية  نظرا لاختصاصهم بقرى الظهير الصحراوي للمحافظات الـ5 وهى الجيزة والإسكندرية والبحيرة ومطروح والمنوفية.

 وأضاف أبو ليلة أن هذه المساحات والتي تتجاوز أكثر من 10 ألاف فدان حتى الآن جميعها منزرعة بهجين 023، وقد أتهمنا في تلك المحاضر رئيس مجلس إدارة الشركة المستوردة وأصحاب المشاتل المنتشرة بمناطق (الخطاطبة، ووادي النطرون، ومركز بدر، والبستان) بمسئوليتهم في فساد البذور، وطالبنا باتخاذ الإجراءات القانونية لإثبات حق المتضررين، مشيرا أن النيابة  أصدرت قرارها لمديرية الزراعة بعمل معاينات للأراضي المتضررة وسؤال المشكو في حقهم وطلبت تحريات المباحث الجنائية في البحيرة.

وحتى الآن لم يتم إصدار قرار سوى في حوالي 100 محضر فقط وباقي المحاضر لم يتم البت فيها، وأشار إلي قيام مديرية الزراعة والمهندسة مدير قسم البساتين بأجراء المعاينة على مساحة 1000 فدان فقط حتى الآن مما يعد كارثة بكل المقاييس وزيادة في خسائر الفلاحين الذين خسروا كل شيء مقابل هذه الزراعة.

وطالب بسرعة البت في المحاضر وطالب وزير الزراعة بتشكيل لجنة لسرعة إنهاء المعاينات المعلقة حتى الآن، لافتا على عدم وجود مهندسين بإدارة البساتين سوى مهندسة واحدة فقط لا تستطيع بمفردها عمل المعاينات لكل هذه المساحات المتضررة حتى يتسنى للفلاحين المتضررين سرعة إزالة النبات التالف وزارعة بديل له يعوضهم عن الخسائر الفادحة التي لحقت بهم.

وأتهم  محمد العراقي، محامي، المسئولين بوزارة الزراعة والمتحدث الرسمي بتشخيص الكارثة وحصرها بين الفلاحين والشركة المستوردة وتجاهل دور الوزارة  مؤكدا أن الفلاحين قاموا بشراء البذور بعد اعتمادها من وزارة الزراعة ومركز البحوث، وطالب بضرورة تعويض الفلاحين المتضررين ونزول المسئولين على أرض الواقع للوقوف على حجم الكارثة التي ستلحق خسائر اقتصادية كبيرة بالسوق المصري.

وطالب العراقي محافظ البحيرة الجديد بزيارة الزراعات المتضررة والفلاحين بتلك المناطق الذين يعيشون ويزرعون وينتجون من اجل رفعة مصر والنهوض باقتصادها القومي ويعملون في صمت وفى ظروف حياتية غاية في الصعوبة حيث لاتوجد كهرباء أو مياه أو إمكانيات ولكن ساءهم إهمال المسئولين لهم وعدم الاهتمام بالكارثة التي لحقت بهم وأسرهم.

كما طالب النائب العام بالتحقيق في الكارثة وحماية الفلاحين المتضررين من صاحب الشركة المستوردة الذي قام باتهامهم  واتهام المحامى الخاص بهم بالسب والقذف والتشهير بالشركة والإساءة لها والمطالبة بتعويض قدره 50 مليون جنيه ذلك في المحضر المحرر بقسم شرطة الدرب الأحمر بالقاهرة.


وذكر محمد وهب، فلاح، بأنه جاء من بلطيم كفر الشيخ واستأجر مساحة 16 فدان بمنطقي غرب طريق العلمين وادي النطرون وهى من المناطق الجديدة ويقوم بسداد أيجار سنوي للفدان 5 ألاف جنية بالإضافة لمدخلات الزراعة والعمالة وقام بزراعتها مثل باقي الفلاحين بالطماطم وانتظر حتى الحصاد حيث كان يعمل طوال ساعات النهار ولكن خاب ظنه على تلك الكارثة التي أطاحت بالمحصول وبجهده.

وقال إنه توجه لمديرية الزراعة التي قامت بدورها على أكمل وجه وتم اخذ عينات من التربة في البداية حيث ثبت صلاحية التربة للزراعة وبعد ذلك تم أخذ عينات من النبات الذي تبين وجود فيروس تجعد الأوراق، وقد قامت المديرية بمخاطبة الوزارة ومركز البحوث حيث تم إرسال لجنة لم تعاين سوى 5 مزارع فقط ولم نرى أحد منهم حتى الآن.

لذلك توجهنا بعينات من التربة والنبات لمركز بحوث أمراض النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية بالقاهرة وقمنا بتحليل العينات على نفقتنا الخاصة، حيث ثبت من العينات إصابة النبات بفيروس تجعد الأوراق وتقزم النباتات والبراعم الحديثة وبالتالي وقف النمو الخضري والزهري وبالتالي لاتوجد عقد واثمار وانعدام المحصول، لذلك أناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكليف الأجهزة الرقابية بالتحقيق في الكارثة وتحديد المسئول فيها ومحاكمته وتعويض المضارين حماية لهم من السجن بعد أن ضاع كل شيء.

ومن جانبها أكدت المهندس فاطمة كمال مدير إدارة البساتين بمديرية الزراعة بالنوبارية أن المساحات المنزرعة بمحصول الطماطم بنطاق المديرية تبلغ 13 ألف و800 فدان منها أكثر من 6 ألاف فدان مزروعة بهجين 023 الذي أصابه الفيروس حتى الآن، ولفتت إلى أنها اكتشفت الإصابة بالفيروس خلال مرورها على تلك الزراعات قبل تحرير المزارعين لمحاضر بمراكز الشرطة وقامت بأخذ عينات من التربة والنبات وإرسالها لمعمل البساتين الخاص بالمديرية.

مؤكدة أنها مع زيادة البلاغات اكتشفت أن هناك إصابة جماعية بمساحات كبيرة بزراعات الطماطم لم تحدث من قبل أطاحت بمحصول الطماطم وألحقت أضرارا كبيرة بالمزارعين أصحاب ومستأجري تلك المساحات، وأكدت أنها تقوم بالمعاينة على الطبيعة لتلك الزراعات تنفيذا لقرار النيابة العامة واثبات الإصابة والإضرار على أرض الواقع وتقوم بكتابة تقريرها وترسله للنيابة لاستكمال التحقيقات وإصدار قرارها في هذا الشأن.

وأضاف المهندس محمد الزواوى مدير مديرية الزراعة بالنوبارية أن مشكلة زراعات الطماطم من المشاكل العامة التي ألحقت بالمزارعين إضرارا جسيمة، لافتا إلى قيامة بإخطار الوزارة فور ظهورها وأجراء معاينات على مساحات أراضى حتى الآن تنفيذا لآذن النيابة العامة على 280 محضر، وأضاف مدير مديرية الزراعة أن مساحة الحيازات التابعة للمدرية تبلغ حوالي مليون و200 ألف فدان منها 13 ألف و800 فدان منزرعة بمحصول الطماطم أصناف مختلفة وجميعها بالأراضي الجديدة بمنطقة طريق العلمين وادي النطرون ومركز بدر وبني سلامة والوادي الفارغ والشجاعة وأبو العطا وأرض الدبلوماسيين ومدينة النوبارية.

كما تخدم المديرية قرى الظهير الصحراوي لمحافظات البحيرة ومطروح والإسكندرية والمنوفية والجيزة ومعظم الحيازات مستأجرة وأراضى جديدة، وأكد الزواوى أنه بالرغم من زراعة صنف هجين 023 العام الماضي وتحقيق أعلى إنتاجية للفدان بلغت 50 طن للفدان الواحد إلا أن الكارثة التي حلت بالمحصول هذا العام ليس لها علاقة بالثمرة ولكنها تصيب النبات بالتلف .

وأضاف أن الطماطم يتم زراعتها من خلال 3 عروات وهى الشتوي والنيلي والصيفي وينقسم إلى 3 عروات هى صيفي مبكر وصيفي وصيفى متأخر، موضحا أنه تم أخذ عينات من التربة والنبات للتأكد من صلاحية التربة للزراعة والتأكد من تغذية النبات بالطرق السليمة أو عدمه وقد جاءت جميع العينات سليمة بالنسبة للتربة والتغذية بينما تبين إصابة النبات بفيروس تجعد الأوراق.

ولفت إلى أن مصر ليست منتجة لصنف هجين 230 بل مستوردة له وهذه أول مرة يظهر هذا الفيروس في مصر، وأكد على أن المديرية تقوم بدورها في خدمة الفلاحين فور ظهور المشكلة.